أدب الرعب والعام

المصير: ماذا لو احتلت الروبوتات نظامنا الشمسي؟؟

بقلم : كوثر الحماني – المغرب
للتواصل : [email protected]

لقد بدأ العد التنازلي الآن، استعدوا جيدا فالهجين قادم
لقد بدأ العد التنازلي الآن، استعدوا جيدا فالهجين قادم

أيها السيدات و السادة، إنكم الآن تشاهدون بثا مباشرا من فاست نيوز. نستهل نشرتنا اليوم بالخبر التالي، مصير كوكبنا الصغير، انفلت من أيدينا المتزعزعة فنحن نعاني الآن من ركود اقتصادي مهول، لقد استنزفت مخازننا من المعادن، و المواد الاولية الضرورية، لصنع وحدات الطاقة، كما أننا لا نستطيع استيرادها من الكواكب المجاورة، نظرا لاستيطانها من قبل الروبوتات، يبدو أن القيادات المالية، ستضطر إلى اتباع خطوة جديدة، ألا وهي استعمال النقود الورقية، لإتمام المبادلات التجارية، كما كان الحال مع أسلافنا إن صح التعبير …

أعزائي المشاهدين، لقد جاءنا البيان التالي : تم اختفاء العالم ليث الأنصاري قبل قليل، من أمام منزله في شمال المنطقة الغربية ،في ظروف غامضة، و لمن لا يعرفه، فهو قائد ثورة الانتماء، التي نددت بالقضاء على الروبوتات أو نفيهم إلى كواكب مجاورة ،كما أشاد بضرورة العودة إلى مبدأ اليد العاملة البشرية، و الاستغناء عن خدماتهم ، قبل أن يقوموا باستعبادنا، ولقد كان الأستاذ ليث محقا، فكما تعلمون أن تلك العلب المعدنية الصدئة استطاعت بطريقة ما التكيف مع بيئة الكواكب الاخرى إذ قامت باستعمار جميع كواكب نظامنا الشمسي ،بعد فترة وجيزة من نفيهم خارج الأرض. لكننا نطمئن سكان الكوكب، في تصريح رسمي من القيادات ،أنه و بفضل علمائنا الأكفاء، قد تم صنع درع جسور، يستمد طاقته من الشمس، سيتم إحاطته بالغلاف الجوي للأرض، لحمايتها من أي غزو محتمل … كان معكم (أحمد ماجد) مراسل قناة فاست نيوز…

يخرج أحمد مجسم الطاقة البلاتيني من جيبه ، ويزوده بشريحة دقيقة، تحمل نظام التنقل الفوري. تقنية تسمح للشخص بالوصول إلى أبعد نقطة في الأرض في لمح البصر. لكنها موجهة فقط لأغنياء الكوكب، أو كما يطلق عليهم “السادة” ، أما عن فئة “الأتباع”، التي تستخدم وحدات الطاقة البرونزية، فيكتفون بالسيارات الكهروضوئية لإتمام مهامهم بعد مغادرة الآليين للكوكب و تراجع التكنولوجيا …

نحن الآن في برج المراقبة ،الخاص بالمنطقة الغربية حيث يشتغل أحمد ماجد، فبالإضافة إلى كونه مذيعا مرموقا في فاست نيوز ،فهو أيضا موكل بقيادة فريق الخفارة في المنطقة… الضوضاء تعم المكان بسبب أجهزة الانذار ،يبدو ان المركز يتلقى اتصالا من خارج الكوكب …

– هل من أحد يسمعني؟ أنا ليث الانصاري ،أرجوكم أجيبوا بسرعة ، سينقطع الإرسال بعد قليل .
-(متفاجئا) ليث!! أنا أحمد أين أنت يا صديقي؟! لقد اضطررت إلى إذاعة خبر اختفائك للعموم ،ثم لماذا تقوم بالاتصال ببرج المراقبة؟ هل أنت؟!

– (مقاطعا) نعم ما تفكر به صحيح، أنا خارج المجال الارضي الآن، لا أدري كيف قامت الروبوتات باختطافي ،أنا الآن محتجز عندهم .

– (بحدة) تلك الروبوتات اللعينة، حسنا هل تستطيع تحديد احداثياتك لنرسل فريق إنقاذ؟

– لا أعلم، لكن سواري مازال يومض باللون الأزرق، أجزم أننا لم نبتعد كثيرا عن الكوكب .

– كون السوار لم يغير من لونه، يعني أنه مازال يشحن من طاقة الأرض، أنتم إذن لم تبتعدوا كثيرا كما قلت …حسنا انتظر قليلا … لقد تم تحديد موقعك يا ليث، سنرسل وحدة الإنقاذ حالا… لكن هناك شيء غريب، أنتم في حالة ثبات، مركبتكم لم تتحرك منذ زمن ،هذا ما تبينه أجهزة الاستشعار، لا أدري ما الهدف من الرسو في هذا المكان المريب .

– (بحدة) لا وقت لكل هذه التخمينات الان، إني أستخدم طاقة جسدي، لشحن جهاز الارسال ،قوتي ستتلاشى بسرعة، سأنهار بعد لحظات ،إني أحتضر ببطء يا صديقي. لا يهم الآن، مصيركم لن يختلف عني البتة، إن لم تجدوا حلا بسرعة، فخلال استجوابهم لي، علمت أن الآليين سيقومون باستعمار كوكب في المجموعة الشمسية المجاورة، يدعى كيبلر ٤٥٢- بي. عملاق صخري، يدور حول نجم قزم، ما يميزه أنه يقع فيما ما يسمى، النطاق الصالح للحياة.

– (بدهشة) هذا لا يمكن أن يحدث!! ليث أظنك تهذي ،تقول التقارير أنه يبعد عنا ١٤٠٠سنة ضوئية، إلا إذا اكتشفوا شيئا أسرع من الضوء. ثم ما الحاجة إليهم بكوكب صالح للحياة؟؟!

– لقد قاموا بصنع مجموعة من الثقوب الدودية، و نجحوا في التحكم بها، فبعد أن كانت مجرد معادلات على ورق، و تخيلات في أذهان العلماء. اصبحت الآن جسورا مادية، للعبور بين المجرات و الأكوان في رمشة عين. هم يخططون الآن لتدمير الارض أولا يريدون التخلص من الجنس البشري أجمع لأنه العائق الوحيد الذي يحول بين ضمان استمراريتهم أرجوك افعل شيئا.

– ما الذي سنفعله الآن، لقد كنت محقا كان علينا ابادتهم جميعا، هل يعقل أن نلقى حتفنا، على يد صفائح معدنية؟

– ماذا عن الدرع ؟ألم تخبرني أنكم قمتم بصناعة درع يشحن من الشمس، أظنه سيفي بالغرض .

– لقد كان مجرد خدعة يا ليث، نحن لا نملك أي درع ،سنهلك حتما لقد قمنا بتلفيق هذا الخبر منعا لتفشي الفوضى. نحن الآن بلا قوى و بلا أسلحة مصير كوكبنا بات بين أيديهم.

– (بضحكة وحشية) كنت اعلم أيها الحمقى أنه من السهل تدميركم.

-(بدهشة) من أنت؟! أين ليث؟ ما الذي فعلتم به أيها الأوغاد.

– أنا صديقك ليث، ألم تعرفني؟ أتعلم كانت خطتي من البداية ،كنت أعلم أن بقاء الروبوتات في كوكبكم اللعين، مجرد ضياع وقت و طاقة. لذا قمت بخدعة الثورة تلك، لكي تقوموا بنفيهم و أكون المتحكم الوحيد في تلك العقول .

– (مزمجرا) أيها الوغد ما الذي ستفعله ستدمر الكوكب، هل نسيت أنك بشري أيضا؟ لن تسلم منهم صدقني، سيقومون بالنيل منك حتما .

– غباء البشر لا ينتهي، ألم تعلم إلى الآن أنني لست بشريا، و لست آليا أيضا معادلة صعبة، أليس كذلك؟ أنا كائن أقوى من البشر و الروبوتات، أنا مخلوق هجين، يمكننا القول أن جسدي الآن تجري فيه دماء بشرية، داخل عروق هي أقرب إلى أنابيب معدنية، مذهل صحيح ؟ لا داعي للدهشة، هي مجرد صدفة، عالم مجنون كان يحاول الدمج بين خصائص الجنس البشري و الآلة، و هذه كانت النتيجة، كنت أريد أن أكمل قصتي، لكن لا وقت لدي هناك كوكب علي تدميره، كما أنني أريد صنع جيشي الخاص من الهجناء، لذا سأنقلكم و الروبوتات إلى كوكب كيبلر لكي تظلوا قيد الحياة حتى انتهاء التجربة ،لا أنكر أني أحتاجكم بشدة … لقد بدأ العد التنازلي الآن، استعدوا جيدا فالهجين قادم.

 * * * *

تحذير من جميع أبراج المراقبة، إلى سكان الأرض ، الكوكب سيتدمر، هناك جسم غريب سيصطدم بنا بعد لحظات، أرجو أن تلجؤوا إلى أنفاق الطوارئ، نتمنى ألا تكون الخسائر وخيمة… إنتهى ….

تاريخ النشر : 2020-09-13

كوثر الحماني

ـــ المغرب ـــ للتواصل مع الكاتب : [email protected]
guest
9 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى