تجارب ومواقف غريبة
النار
للتواصل : [email protected]
بدأت النار تتقلص رويداً رويداً بعد أن بدأ الشيخ يتمتم بكلام خافت |
هذه الحادثة كانت في قريتنا و في وضح النهار ، حيث خرجت هذه القرية الهادئة التي تعيش حياتها في هدوء وسكينة ، كان منظر النار و هي تشتعل في حقول البرسيم الخضراء غريبة من الغرباء و لا يخضع المنظر للعقل ولا للعلم ولا للمنطق ، و هبت القرية برجالها وشبابها و أطفالها و نسائها لإخماد النار المشتعلة في البرسيم الأخضر ، و كلما زاد الماء زادت النار و كأنما يلقون عليه مواد مشتعلة. و كان الخوف من أن تصل النيران إلى المنازل التي تكثر بها أعواد الذرة و صفير القصب ،
و إن وصلت شرارة واحدة إلى البيوت فإن القرية هالكة لا محالة ، حيث أن البيوت متلاصقة في بعضها. ولكن النار ظلت مشتعلة في مربع واحد لا تزيد فيه ولا تنقص ، و أحتد النقاش وسط هذا الجو المشحون بالخوف والرعب بين أبناء القرية و أستقر الرأي على أن يأتوا بالشيخ إسماعيل في القرية المجاورة ، حيث كان هذا الشيخ خبيراً بعالم الجن و له قوة قاهرة على هذا العالم.
وجاء مع مجموعة من أبناء القرية و أمر الجميع بالصمت والهدوء و بدأ بقراءة القران و أخذ يتلو الأوراد والعزائم و يتمتم ويشير بعصاه إلى النار ، والنار تزداد وتنقص ، و ظل على هذا الحال مدة ليست بالقصيرة ، و لكن بدأت النار تتقلص رويداً رويداً ، و ساد سكون وصمت مطبق على الجميع وكان على رؤوسهم الطير من هذا المشهد العجيب. و أفاق الجميع على صوت الشيخ و هو يصيح بأن يأتوا له بغطاء من الزجاجة التي سرعنا ما أغلقها و بداخلها شيء كالدخان ، و أمر أحد الرجال بأن يحمل الزجاجة إلى العربة النصف نقل ،
ولكن الرجل ظل يحاول أن يحرك الزجاجة فلم يستطع رغم كل محاولته ، و أبتسم الشيخ و أمر أن يأتوا له ببطانية و فرش البطانية بجوار الزجاجة التي وضعها على جنبها ثم دحرجتها إلى منتصف البطانية ، و قام سبعة من الشباب بمجهود شاق لرفع البطانية والزجاجة إلى العربة و تم ألقاء الزجاجة في منتصف النهر و بعدها اختفت النيران و لم تشتعل في القرية.
تاريخ النشر : 2020-09-14