تجارب من واقع الحياة

ما رأيكم ؟

بقلم : بشير – المغرب

يراودني شعور بالابتعاد عنه بالمرة ثم حنين بالاقتراب به أكثر
يراودني شعور بالابتعاد عنه بالمرة ثم حنين بالاقتراب به أكثر

السلام عليكم ، أنا فتاة في العشرينات من عمري ، طالبة جامعية ، و بما أن وضعنا المادي تدهور منذ أن تقاعد أبي ليصبح مدخوله الشهري يسد فقط حاجياتنا المعيشية الضرورية (الطعام ، تسديد دفع فاتورة الماء والكهرباء ) والحمد بعد مدة طويلة ومعاناة قضيناها في الانتقال من منزل إلى منزل قصد الاستئجار ، أخيراً أصبح لدينا منزلنا البسيط الخاص ، و في ظل تلك الأحوال قررت البحت عن عمل كيف ما كان لأعين نفسي ،

لذلك و في مساء إحدى الأيام كنت برفقة صديقاتي نجول الشوارع ، وعلى إحدى الرصيف قصدنا مخبز و بعدما بدأت صديقاتي الكلام لتسأل رجل كان واقف في الخارج بدا لنا أنه المسؤول عن إن كان يحتاج ليد عاملة ، سألنا هل سبق لنا واشتغلنا في مخبز ؟ تسرعت و قلت : نعم ، لدي تجربة ، فيما أجابت صديقتي بـ لا بحكم أنها أول مرة ستخرج لعالم الشغل المرهق ، في اليوم الموالي تلقيت رسالة عبر الواتس اب قلت : من معي ؟ أتاني الرد بأنه فلان مخبز كذا ، في الصباح استيقظت باكراً استعداداً لأول يوم لي في العمل .

مر اليوم علي كالأعوام كان يوم مرهق غسلت أكبر عدد من الصحون و الألات و صينيات الحلويات ثم قمت بتجفيف الأرض و هكذا من الثامنة صباحاً إلى السادسة مساءً.

في النهاية كان أخر يوم لي و قررت أن لا أعود غداً ، اتصلت بصاحب المخبز لأخبره أني لن أعود وأريد المال مقابل ذاك اليوم ، مر وقت قصير بينما أتفاجأ عشية إحدى الأيام بصوت يناديني بأسمي ، ألتفت يساري لأجد صاحب المخبزة ، تصافحنا رغم كورونا ولم نترك مسافة بيننا ، هكذا بدون أن نشعر ذهبت معه إلى إحدى الدكاكين و قام بصرف ورقة مالية بفئة مئة درهم ليدفع لي مال الخدمة التي قدمتها ،  في يوم أخر وصلتني رسالة منه و سألني إن كنت أرغب في العمل مرة أخرى في المخبز ،

لكن هذه المرة عند صديقه فهو يحتاج لبائعة ، وافقت على الفكرة و ذهبت ، مرت الأيام و في كل مرة كان يأتي إلى هناك ، في البداية كنت أنزعج عندما أراه بل أصبحت أرتبك كلما سمعت صوته لينقلب أنذاك شعوري بالفرح ، ذات مساء فاجأني  بحضوره و أتى في وقت غير مناسب ، كانت حينها الأرض مكسوة بالمياه ، قال لي : هل أساعدك ؟ قلت : لا ، شكراً ، ثم لم يبالي ، أحضر المنشفة وساعدني ، ضحكنا كثيراً في تلك اللحظة ، لقد كان هو الشيء الوحيد الرائع الذي حصل معي أثناء ذلك اليوم.

بدأنا نتحدث تقريباً يومياً عبر الرسائل النصية ، صرنا نسهر حتى الثالثة صباحاً ، أقاوم النوم من أجله ، أعجبت به و بحديثه الشيق ، إنه شخص مرح ، و جدت راحتي معه كأني صرت أعشقه ، لكنها تظل علاقة مؤقتة لأنه يظل الشخص الخطأ ، رغم كل ما أشعر به إنه متزوج و مؤخراً رُزق بمولود ثالث.

البارحة طلب مني الزواج ، لم يقولها لي مباشرة لكنه لمح لي ، أنا حائرة ، خائفة ، مترددة ، يراودني شعور بالابتعاد عنه بالمرة ثم حنين بالاقتراب به أكثر ، أعرف أني لا يجب التفكير ولا حتى النظر إلى رجل متزوج و عمره لا يتعدى الاربعين و فوق هذا لديه أبناء ، أعرف أنه ملك لغيري أعرف أني أشاركه في الخيانة ، كما أني أدرك جيداً أن هذه ليست بجريمة يعاقب عنها القانون والشرع ، أيها الناس إني أحبه ، أرشدوني جزاكم الله خيرا وبارك في صحتكم وأهلكم.

تاريخ النشر : 2020-09-26

guest
32 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى