تجارب من واقع الحياة

أخي يفلت منا

بقلم : فتاة

أصبح أخي عصبي و يمد يده علي كثيراً و يحطم كل شيء
أصبح أخي عصبي و يمد يده علي كثيراً و يحطم كل شيء

 
مرحباً ، أنا متوجسة للغاية بسبب أخي .
سأحكي لكم بشيء من التفصيل لعل أحدكم يساعدني و خصوصاً الرجال .

بدايةً أخي يقع في الترتيب التالي لي  كان أول ولد يُرزق به والداي بعد ذرية من البنات أسأل الله أن نكون سبباً في دخولهما الجنة . ترعرع أخي وسط فتيات ، لذا فلقد كانت شخصيته تميل لشخصياتنا نحن الإناث ، وهذا جعله موضوع تنمر .
 
عندما كان أخي في الروضة بفترة اكتشفت أمي أن المعلمات هنالك يعنفونه ويستعملون التخويف مع الأطفال ! وهذا ما جعله هش و ضعيف للغاية ، لقد كنت أكبره وقتها بعامين و آتي لاصطحابه من الروضة بحكم قرب مدرستي منها ، لكني لم أعلم ما كان يعاني منه أخي!.

 كبر أخي قليلاً وتعرض لاعتداء من أحد أبناء عمومتي ! لم يكن أخي جيداً في الدراسة وكان يخجل منا نحن أخواته ، فيكذب على أصحابه ويقول ليس لدي أخوات ! سبحان الله أصحابه يسخرون من الولد الذي لديه أخوات ولا أعلم لماذا ، فهلا تكرمتم و أخبرتموني ، هل وجود الأخت يسبب الحرج ؟ لأن أخي كان يتوسل لي أن أدعي عدم معرفته .

والدي بحكم أنه أبنه الوحيد فهو قد قام بتدليله للغاية ، بدأ الأمر بإخطاء صغيرة كرفع الصوت إلى أن تعاطى شيء شبيه بالمخدرات وهو بعمر الرابعة عشر !. في كل ذلك الوقت كنت أحب أخي جداً فإذا ما حاولت أمي معاقبته أقوم بحمايته .
أما أبي فهو لا يضربنا أبداً .

لم أكن أعلم أنه بحمياتي له أني أضره ! بعد فترة اكتشفت أنه مدين لبايع بمبلغ كبير نسبياً ، كنت مصدومة و أكثر ما صدمني هو كذبه علي شخصياً ، لأن الرجل قد اخبرني وطلب مني أن أعيد له أمواله .
كنت خائفة ولا أعلم ماذا أفعل ، هل استر أخي أم أخبر والداي ؟  و في النهاية قمت بستره و امتنعت فترة عن مصروفي لكي أسدد للرجل دينه ، و الحمد لله سترها . عاتبت أخي للغاية ، ليس فقط على الدين بل لأنه كذب علي ، ومع الأيام أصبح يكذب علي كثيراً و لأني أثق به كنت اصدقه !.
 
أصدقاء أخي يتعاطون فاستفزوه ببضع كلمات ليتعاطى و أصبح مثلهم ، جن جنون أمي و أبعدتهم عنه ، وقتها جاء أخي إلي صارخاً ” أنتم تأخذون مني جميع أصدقائي ! ” و أصبح لا يبتعد عنهم .
أصبح أخي عصبي و يمد يده علي كثيراً و يحطم كل شيء ، و كاد مرة أن يكسر قدمي عندما رمى علي صخرة كبيرة دون أي تفكير !

ركزوا ، أصبح لا يتحكم بأعصابه و أخشى أن تزداد حالته سوء في المستقبل و يجده الشيطان فريسة سهلة . أخبره كثيراً أن غضبه مدمر و أن عليه أن يتحكم به ، ولكن لا حياة لمن تنادي .

أشعر أني أتحدث بشكل مربك ، ولكن فضلاً تحملوني فأنا اختنق وغير قادرة على ترتيب عقلي .
لقد امسكنا أخي يتعاطى أربع مرات ، و في كل مرة نحاول منعه ، أمي تبكي بحرقة و أنا أتحاور معه ، و أخواتي يضربنه ، و كنا نخاف على والدنا لأنه مريض بأمراض مزمنة . لا زلت أتذكر عندما أمسكنا أخي يتعاطى للمرة الثالثة ، أبي فقد عقله و أصبح يضربه بقوة و دخلا كليهما المشفى ! لذلك في المرة الرابعة لم نفعل شيئاً سوى البكاء على أخينا الذي نفقده باستمرار ! تحولت شخصية أخي إلى شخصية بشعة جداً ، أحلف بالله حدث بيننا هذا الحوار.
 
– ألا ترى حال والدينا ، ألم ترى بكاء أمي و تعب أبي ، ألا تخاف أن تقتلهما حزناً ؟.
– أن شاء الله يموتوا !.

والله اكتب و أنا أرتجف ، وقع عبارته جعلتني أشعر بأن السموات و الأرض تهتز ! لا يمكن أن يقول أحد كلاماً كهذا ، لا يمكن لشيطان قول كلام كهذا ، فما بالكم بطفل في الرابعة عشر!.

الأن أخي أصبح يهددنا اذا لم ننفذ طلباته بأنه سيرجع للتعاطي ! لقد سرق من والدتي المال كثيراً وعلل ذلك أنها لا تعطيه عندما يطلبه ، هو لا يفهم أنه ليس الدوام أن تُلبى طلباته و عليه أحياناً أن يصبر ! الصبر لا يعرف طريقه لأخي ! يجعلنا في مواقف محرجة مع الأخرين عندما يطلب شيء ونطلب منه أن يصبر قليلاً فيذهب ليسرق أو ليشحذ من الأخرين ! كما أن أخي يفتقر لغيرة الرجل على أخواته  و يرفض أن يعيننا كفتيات ، فنحن من نخدم الرجال في الصالون ! لأنه لا يليق بوالدي أن يقوم بالأعمال التي يقوم بها الأبناء في العادة .
 
ذات مرة قررنا شراء هاتف له عله يجعله يتغير إلا أنه تغير بشكل عكسي ، محادثات تافهة مع فتيان تافهين ! المشكلة هم أقاربي قولوا لي : هل من الطبيعي أن يتحدث الذكور بهكذا كلمات تافهة ، و هل هي حقاً مجرد مرحلة مراهقة ؟ لأني استنكر هكذا أشياء غير مستساغة ، والجميع يخبرني أن جميع الفتيان هكذا !.
 
محصلة ما أود إخباركم عن أخي :

فتى مراهق عمره 14 عام ، يسرق ، يكذب ، غير صبور ، سريع الغضب ، عاق ، مقصر في صلاته ، بشخصية ضعيفة تتدعي القوة ، يتعاطى فترة و يتوقف ثم يعاود ، كيف استطيع أن امسك بأخي ، والله أخاف أن أفقده .

أريد ذكر شخصية أفراد الأسرة في التعامل معه عله يساعدكم .
– أنا و أبي نلجأ للتحاور كثيراً و لا نجيد لغة العنف والشدة .
– أمي و أخواتي شديدات ، ولكن أخي يستنكر أن يضربنه أو يعاقبنه .

لجأت إلى تقوية الجانب الديني لديه ، ولكنه سرعان ما ينسحب فيصلي بتكاسل لا محبة لله .
حاولت الدخول معه في نقاشات لنتفاهم لكن ذلك لا يفيد لأنه كثير الكذب .
 
أرجوكم ساعدوني ، أنا لا أعلم كيف يفكر الرجال مع بعضهم ، و نحن جميعاً فتيات ، كيف استطيع أن أفهم أخي واجعله يفهمني ، هل استطيع مساعدته للتخلص من كل هذا ؟ أن كل شيء يسير إلى الأسوء  ، أرجوكم ساعدوني.
 
شكراً لاستماعكم.
 

تاريخ النشر : 2020-10-02

guest
46 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى