ذكريات ليست لي
مرت الأيام وتكررت معي الأحلام و معها رؤية هذه المرأة التي لا أعرفها في واقعي |
و توجهت إلى شاطئ البحر وجلست على احدى الصخور ، غير أن شعور بخدر و دوار انتابني ، فقمت مسرعاً و أوقفت تاكسي و توجهت إلى منزلي ، و عندما دلفت إليه ألقيت بجسدي على الفراش و سرعان ما أخذني النعاس غير أني لم أكن في خلود النوم فقد تخلله حلم غاية في الغرابة ، حيث كان الحلم جلياً واضحاً كما لو كان واقعاً ، و وجدتني في متنزه تحف به الأشجار من كل جانب ، أجلس على أريكة خشبيه و بجواري إمرأة أعرفها جيداً (في الحلم ) وكنا نتحدث معاً بحديث اقرب لهمس المحبين ، و كنت اشعر بسعادة و فرحة غامرة ، وايقظني صوت جرس الباب فنهضت ثقيلاً و في نفسي تلك المشاعر التي عاشتها نفسي في الحلم ،
و مرت الأيام وتكررت معي الأحلام و معها رؤية هذه المرأة التي لا أعرفها في واقعي و لا أعرف حتى شبيهة بها ، و ما كان يحيرني هو تيار المشاعر الجارف نحوها والذي لا يفارقني حتى في يقظتي ، حتى بت انتظر ساعات النوم بلهفة لتيقني من لقائي بها ، و ذات يوم قصصت ما ذكرت على أحد أصدقائي فتعجب ، غير أنه أبدا مخاوفه من أن تكون حياة الوحدة التي أحياها بعد انفصالي عن زوجتي هي وراء ذلك و أني في طريقي للمرض النفسي،
لكني عارضته بشدة لأني لا أرى هلاوس أو أحلام مشوهة ، بل أرى أماكن تكاد تكون واقعاً ، و ملامح تلك المرأة ليست غائبة عن قسمات ذاكرتي ، فهي ملامح جلية واضحه وهي نفسها تتكرر في كل حلم أراه ، ناهيك عن مشاعر دافقة نحوها تترك في نفسي حنين كبير عندما استيقظ ، و ما يحيرني هو أن هذه المشاعر وهذه الأحلام لم تحدث لي من قبل على مداد عمري فلماذا تحدث الأن ، و لماذا بدأت مع سماعي للأغنية التي انصت لها على المقهى ، ومن تكون هذه المرأة التي أتوق للنوم من أجلها ، وما تفسير الحنين والمشاعر الدافقة التي تظل معي باليقظة ويصاحبها دائماً رغبة في البكاء ؟.
تاريخ النشر : 2020-11-07