تجارب من واقع الحياة

حياتي التعيسة

بقلم : فتاة مظلومة – السودان
للتواصل : [email protected]

هل يا ترى سأتخلص من المس العاشق بعد الزواج ؟ سأشعر بالمتعة أم سأستمر بهذا التبلد؟ ستتحسن حالتي النفسية أم سأستمر بهذا القلق والاكتئاب ؟
هل يا ترى ستتحسن حالتي النفسية أم سأستمر بهذا القلق والاكتئاب ؟

أنا من معجبي موقع كابوس وأردت أن أشارككم قصه حياتي.

أنا أبلغ من العمر 23 عاما من بلد أفريقي، في صغري كنت مرحة وأحب اللعب وأتحدث بطلاقة مع من هم اكبر مني سنا، ولكن التغيير المفاجئ حدث بعد أن التحقت بالابتدائية.

في أول سنة لي تغيرت من فتاة مرحة إلى انطوائية، ومن شجاعة إلى جبانة بكل بساطة. تسلل الخوف إلى قلبي دون أن أعرف السبب، وبعدها أصبت بالخوف المرضي والقلق. والشيء الغريب أنني كنت أمارس العادة السرية، وأنا صغيرة جدا حتى أنني لم أعرف ما هي ولماذا أفعل ذلك.

استمرت حياتي بهذه الطريقة إلى أن التحقت بالجامعة، وفي هذه الفترة تعرضت لمواقف كثيرة بسبب الخوف والقلق، وكنت أذم نفسي وأستحقرها بسبب ممارسة العادة السرية؛ لأني لم أكن أستطيع التحكم في شهوتي، حيث كانت متوقدة بلا سيطرة. وكنت أتعرض لمواقف محرجة بعدها أتمنى الموت وأفكر في الانتحار، ببساطه لقد عانيت كثيرا من القلق والخوف.

في أول سنة لي في الجامعة، صرت أبحث في الإنترنت عن الأعراض، أحسست أنني اختلف عن باقي الناس، لأنهم يعيشون حياة طيبة عكسي تماما، ووجدت أنه مرض يسمى الرهاب الاجتماعي، وكانت هذه بداية لفهم طبيعة مرضي.

أيقنت أني مصابة وبدأت في رحلة العلاج، لحسن حظي أنني ادرس مجال طبي، بعد تقدمي في الجامعة أصبح لدي خبرة في الأدوية، وصرت أستعمل بعض الأدوية التي تتحكم في القلق عندما اضطر للخروج من البيت، أو عند الذهاب لمناسبة؛ حتى لا تظهر علي أعراض القلق الشديد، وفي فترة الجامعة خسرت صديقاتي بسبب الرهاب، فأصبت باليأس الشديد ولكن الخوف قل بنسبة 30% من قبل إلتحاقي بالجامعة.

لم أتوقع أن يكون للجن علاقة بالموضوع، حيث اعتقدت أن ما بي من رهاب ورثته من أبي، إذ هو انطوائي ولا يتحدث معنا أبدا عندما يكون موجود بالمنزل، وهذا أيضا كان سبب في تدهور نفسيتي؛ لأن بعد أبي مني يجعلني أحس بالحرمان من حنانه، وكنت عندما أرى تعامل أباء صديقاتي معهم واهتمامهم بهم أحسدهم على هذه النعمة التي حرمت منها، وصرت أكره أبي بشدة.

كل ذلك ولم أكن أتوقع أن ما يحدث معي له علاقة بالجن أو السحر، إلا أنني في يوم قررت أن أذهب لامرأة تدّعي أنها شيخة وتعلم حقيقة ما يصيب الشخص، ذهبت لها دون علم عائلتي، فأخبرتها أنني أعاني من قلق وخوف واكتئاب، قالت لي إني مصابه بريح أحمر دخلني عن طريق عين أصابتني، وقتها كانت أول مرة أسمع بالريح الأحمر.

وأخبرتني أيضا أن كل شخص يريد الزواج بي لا يستطيع أن يصل إلي البيت، وفعلا كان كلما يريد شخص أن يتقدم لخطبتي، يغير رأيه ولا يصل إلى البيت، ونسمع أن فلان يريد أن يأتي لخطبتي، ولا يأتي مع العلم أنني جميلة.

ففهمت أنه معمول لي سحر تعطيل زواج، وذكرت لي قريبه لنا فعرفت أنها هي من قامت بسحري، ولكنني لم أهتم بموضوع الزواج؛ لأن همي كان أن أتعالج من الخوف والقلق اللذان دمرا حياتي وحرماني من الاستمتاع بها إلى هذه اللحظة.

بدأت في رحلة العلاج كنت تارة أقابل طبيب نفسي، وتارة أرقي. ولكن دون أي تحسن ملحوظ، بعدها قررت أن أعالج نفسي من سحر تعطيل الزواج، مع العلم أنني كنت أخاف من الزواج؛ لأنه يتطلب مني أن أكون قوية الشخصية، وأنا شخصيتي ضعيفة جدا .

ولكن أردت أن أجرب إحساس أن يتقدم أحد لخطبتي، فكنت أقول لأمي عندما تأتي سيرة الزواج، أنه ربما يكون عندي عارض ضد الزواج، فاتصلت أمي بقريبة لها أيضا تدعي أنها تعالج، فأخبرت أمي أن بي عارض وعلي أن اغتسل بملح وماء ورد، ولكنني ندمت لأنني فكيت سحر تعطيل الزواج وستعلمون لاحقا.

كان هذا في سنتي الثالثة من الجامعة، بعد أن طبقت العلاج الذي وصفته لي قريبه أمي تقدم أحد أقربائي لي، ولكنني رفضت. بعدها بفترة وجيزة تقدم قريبي أيضا لي، بعد ضغط أهلي وافقت، لكنني لم أكن أريده وأيضا بسبب الرهاب، لأني كنت أرى انه صعب أن أرتبط وأنا بهذه الحالة.

عندما كان أهلي يسألونني عن سبب رفضي، كنت أقول لهم أنني أعاني من مرض وأخاف من الناس، ولهذا لا أريد الزواج وكانت هذه أول غلطه بحياتي؛ لأنهم لا يفهمون طبيعة المرض النفسي، فأحسست بالاستحقار وبعدها وافقت لإرضائهم، رغم أني لا زلت أعاني من الرهاب بنسبه 70%، وهذه أول كارثة حصلت لي بسبب الرهاب، لكن في نفس الوقت أحسست بالسعادة لأني استطعت أن أرتبط وأتحدى رهابي.

بعد أربعه شهور من دخول قريبي في حياتي، وبعد موافقة أهلي جاء ومعه أهله وتم عقد قراني في شهر يوليو الماضي، في البداية كنت أحبه وتعودت عليه شيئا فشيئا، وتجاهلت انه غير مناسب لي بحكم رهابي وقلقي ورضيت به، ولكن بعد شهرين من عقد القران تحولت حياتي إلى جحيم، صرت أكرهه وكنت أطلب الطلاق أكثر من مرة، ولكنه يتميز بطول البال فلم يطلقني.

حزنت أمي كثيرا، فذهبت لنفس المرأة التي ذهبت أليها في السابق دون علمها، وأخبرتني بسحر التعطيل، فأخبرتها أن تلك المرأة نفسها قد عملت لي سحر تفريق لأكرهه وانفصل منه، وقامت بعمل ربط لي حتى لا يأتي شخص غيره لخطبتي، بعدها صرت أرقي، تحسنت حالتي قليلا ولكن سرعان ما أكرهه ويتغير الحال.

أخبرني بعض الشيوخ، أن بي مس قرين وهو الذي يتحكم في مشاعري، وهو يعشقني لذلك يعتدي علي جنسيا، ويجعلني أمارس العادة السرية وأحيانا يمارس معي وأنا نائمة، وحتى هذه اللحظة لم أتخلص من الخوف والقلق.

اختفى التفكير في الجنس، ولكنه يمارس معي في النوم من فترة لأخرى، أصبحت لا أطيق زوجي واكرهه وأريد الانفصال، ولكن لا استطيع لأن أهلي يقومون بضربي، ويتهمونني بقلة الأدب، وتدهور مستواي الدراسي بشدة.

صرت أكره أهلي لأنهم أجبروني عليه، لأنه لو لم يكن موجود في حياتي لما حدث كل هذا لي، وهنالك شيء آخر هو أن زوجي يقوم بمداعبتي في بعض الأحيان، لكنه لم يدخل وأنا لا أحس بلذة، وأخاف بعد الزواج أن أنحرم من المتعة، لكن لا أعلم هل السبب هو المس أم سحر الربط. سيكون زواج تعيس وسأكون حرمت من كل متع الدنيا ..

أنا راضية بقضاء الله وبكل ما أصابني عسى، ولعله يكون كفارة لذنوبي.

لكن هل يا ترى سأتخلص من المس العاشق بعد الزواج ؟ سأشعر بالمتعة أم سأستمر بهذا التبلد؟ ستتحسن حالتي النفسية أم سأستمر بهذا القلق والاكتئاب ؟

كل هذه الأسئلة تراودني وأجوبتها بعد الزواج، وسأوافيكم بما سيحصل لي وأتمنى من الجميع الدعاء لي بالشفاء، وشكرا.

تاريخ النشر : 2020-11-10

guest
15 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى