تجارب ومواقف غريبة
الخبز المختفي
للتواصل : [email protected]
كنت أخبز أكثر من خمسة عشر رغيفاً ، فأين ذهبت الأرغفة ؟ |
جئت اليكم بقصة غريبة كان الناس يتداولونها في مجالسهم ، و أخذت أبحث عن صاحبة القصة حتى وجدتها .
كانت أمرأة طاعنة في السن ، و دودة ، حلوة المعشر ، و أخذت تروي قصتها وقالت : كان زوجي يعمل بمنطقة نائية في احدى المحافظات البعيدة ، و أستأجر لنا منزل في احدى النجوع القريبة من عمله ، و كان يذهب إلى عمله في الصباح و يرجع في المساء ، و كنت أدبر شئون المنزل من مأكل ومشرب ، و في ذات صباح قمت بتقطيع العجين و وضعته على (المقارص ) – و هي تشبه الصواني ولكن لها شكل دائري و تصنع من روث البهائم ويتم وضع نخالة الدقيق و من فوقه العجين – و كنت أقطع العجين و الفتيات يقمن بأخذه إلى أمام المنزل حتى يتعرض لأشعة الشمس لتخمره ، و قمت بعدها لفض الفرن و تجهيز الحطب و روث البهائم و إشعال النار في الفرن حتى تسخن .
و تركت الفتيات الخبز الغير ناضج أمام المنزل و ذهبن للعب والمرح مع بعضهن في الشارع الذي كان خالياً من المارة و يكسوه الهدوء ، و بعد إعداد الفرن و تسخينه ذهبت لجلب الخبز الغير مستوي لوضعه بالفرن لينضج و ناديت على الفتيات لمساعدتي في إدخال الخبز إلى غرفة الفرن ، و ما إن هممت لأمساك أول ( مقرصة ) حتى فزعت من هول المنظر حيث (المقارص) متراصاً بجوار بعضها وفوقها النخالة كما هي ، أما الخبز الغير ناضج غير موجود ، و كنت أخبز أكثر من خمسة عشر رغيفاً ، فأين ذهبت الأرغفة ؟ كانت تكفينا أسبوع أو أكثر ، و ظل النجع في جدل لا ينتهى أين ذهب الخبز ؟ حيث في هذا التوقيت لم تكن هناك دواب لتأكله ، و حتى لو أكلته لتركت أثر، و ظل هذا السؤال الحائر بلا إجابة إلى الأن رغم مرور عشرات السنين ، أين ذهب الخبز؟.
تاريخ النشر : 2020-11-12