تجارب من واقع الحياة

يهددني !

بقلم : ماريا – لبنان

أشعر أنه لا يوجد منفذ و أنني مراقبة من قِبله
أشعر أنه لا يوجد منفذ و أنني مراقبة من قِبله

السلام عليكم أيها الكابوسيين ، قصتي أشبه بالخيال ، سوف أسردها لكم بأقل تفاصيل ممكنة.

أنا فتاة بال17 عام من عمري ، وعيت على الدنيا بين أيادي الحاضنات والمربيات في ميتم ، حيث أنني لا اعرف أي شيء عن والداي ، قيل لي : أنني وُجدت أمام الميتم في أحد الأيام و تم تربيتي هناك ، حين بلغت و برزت مفاتني وكنت كما يصفونني فاتنة جداً ، بدأت بالتعرض للتحرش من الجميع تقريباً ، من المسؤول عن الميتم إلى المدرسين أو أي شخص بالشارع ، وهذا حقاً أمر مزعج .

 ففي احدى المرات كنت في الصف وكانت الحصة الأخيرة و كنت أخر من يخرج ، و الأستاذ كان في الصف فاغلق الباب وتقدم نحوي و أخذ ينظر إلى تفاصيل جسدي و أقترب مني و قال لي : لما لا تلبسي شيء ساتر أكثر ؟ فإن جسدك مغري ، تخيلوا تفاهة عقله وتحرشه البارز ! أنا كنت ارتدي بنطلون جينز وقميص عادي ، و سوف أسرد قصتي التي احتاج لاستشارتكم بها و هي الأغرب و الأكثر تعقيداً ، حيث أنني بمأزق كبير الأن ، أنا مشاركة بدورة رسم قريبة من الميتم ، المهم في أحد الأيام و أنا في الطريق كان هنالك رجلاً يتبعني ، حسناً هو وسيم جداً بحيث حين طلب مني رقم هاتفي أعطيته إياه بسهوله ، أعلم أنني أخطأت ولكن هذا ما حصل .

 حين أعطيته رقمي بقينا نتواصل لساعات الليل المتأخرة و يسألني أسئلة محرجة جداً ، حيث حين كان يسألني إياها كنت أغلق الهاتف أو أحظره و من ثم أرجع فأتحدث معه و هكذا ، في احد المرات كنت بطريق عودتي من المركز فرأيته على الطريق و كان المكان خالي ، فابتسم لي و ابتسمت له ثم اقترب مني وقال لي : لماذا حظرتني ليلة أمس ؟ و عاد يطرح علي نفس الأسئلة المحرجة ، فصمتت و أبعدت نظري عنه ، ثم اقترب وحضنني ، حاولت الابتعاد ولكنه كان ملتصق بي و بدأ بتمرير يده على جسدي و حينها صرخت بأعلى صوتي ، و حينها أحمر وجهه وهرب بسرعة و أنا هربت بسرعه و بكيت بشدة تلك الليلة و شعرت أنني فتاة زنا واستشعرت خطئي ،

لكنني أعتقدت انه يحبني و أنني سوف أتزوجه ، بحيث أن العيش في الميتم صعب و أنا احتاج لشخص يكون سند لي واستطيع العيش معه و تكوين عائلة لم احظى بها . المهم لم ينتهي نكده هنا بل قام بما هو أسوأ ، حيث رأيته لاحقاً قريباً من الميتم و أصبح يأتي إلى الميتم كثيراً ، ذُعرت بشدة و استغربت ما الذي أتى به إلى هنا ؟ فبعد أيام كانت المصيبة بحيث قام ببعث فيديو لي من رقم أخر و أنا ألبس ثيابي و قال لي : لاقيني عند المركز يوم الثلاثاء و إلا سوف أنشر الفيديو بكل مكان ، تخيلوا مدى الحيرة وعدم الأمان هذا ! استنتجت أنه وضع كاميرا بالمكان الذي صورني منه ، والغريب أنني لم أجدها كما لو أن مدير الميتم هو من سمح له بالدخول و نزع الكاميرا كي لا اشتكي أو يكون هنالك دليل على وجود كاميرا ، و بالمقابل يمنحه رشوه فهو غني أو أبيه غني.

أنا الأن في غاية الحيرة ، ما الذي يجدر بي فعله و أغلب الذين يعملون هنا رجال لا يكترثون إلا للمال والجنس ؟ واذا جئت أتحدث مع أحدهم قام بالتحديق بجسدي و كأنه لم يرى أنثى من قبل ، و أيضاً أخاف أن أشتكي لأحد بمركز الشرطة فيسبقني النذل و يقوم برشوتهم ، أني أشعر أنه لا يوجد منفذ و أنني مراقبة من قِبله ، أشعر أنه لا يوجد منفذ إلا الاستسلام لشهواته و بيع جسدي له أو أن ينتشر الفيديو و يراني الجميع و تزداد شهوتهم ضدي و  يظنون أنني فتاة شوارع و فريسة سهلة.

أتمنى أن تتفهموني و تعرفوا أنني كنت أعتقد أنه يمكن أن يكون مهربي و أنني استطيع بناء عائلة معه و أن نعيش بسعادة ، و لكن هو يفكر بطريقة شهوانية و يتسلى ، هذا كل شيء ، والأن أنا عالقة بورطة ما من أب يهرع لمساعدتي ولا من أم تربت على ظهري .

تاريخ النشر : 2020-11-19

guest
50 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى