تجارب ومواقف غريبة
القزم الأعرج
للتواصل : [email protected]
بعد ثواناً توقف القزم الأعرج و حرك رأسه إلى تجاهي و كأنه قد راني |
السلام عليكم رواد كابوس ، أخيراً قررت كتابة ما في جعبتي و قصتي التي لم أقصها على أحد و لم أفكر باني سوف أقصها على أي شخص .
تبدأ قصتي عندما كنت في الـ 21 عام من العمر ، في يوم حار من أيام الصيف كنت أستلقي على سريري و أنا أشاهد أحد البرامج على هاتفي ، و إذ يتصل علي والدي و يخبرني بأنه يريد شيء من أحد المحلات القريبة من المنزل .
كان الوقت يقارب التاسعة مساءً ، فنهضت مسرعاً و ارتديت حذائي ، و قبل ركوبي في السيارة خطرت في بالي فكرة ، بما أن المكان قريب جداً و لا يفصل بين منزلنا و المكان إلا 10 دقائق من المشي فلماذا اذهب بالسيارة ؟.
قررت أن أسير على قدمي أفضل ، وضعت سماعتي و بدأت بإكمال البرنامج الذي كنت أشاهده في غرفتي و بدأت بالمشي .
كان يفصل بين المحل و منزلنا شارع واحد يحده من اليسار منزل جارنا ، و من اليمين حديقة عامة ، أي سوف امشي بين منزل جاري و الحديقة و هذا شيء طبيعي ، لكن لاحظت بأن الشارع كان مظلم على غير العادة ، و منزل جارنا يعمه الظلام ، فقلت قد يكونوا خارج المنزل اليوم ، و صحيح كان من الغريب أن الحديقة مظلمة من جهة الشارع فقط لكن لم أكترث في الحقيقة للأمر .
بدأت بالسير في الطريق المظلم و لم أعر للموضوع أي أهمية لأني سرت في هذا الطريق عشرات المرات و كنت أشاهد المحل الذي سوف اذهب اليه من بعيد وهو في أخر الشارع ، و فجأة وأنا في منتصف الطريق أحسست بشيء خلفي ، فخلعت سماعتي على الفور و التفت لأرى ما خلفي ، و تصلب جسمي فوراً عندما رأيت ما ذلك المشهد.
كان هنالك طفلين يمشيان بخطوات مسرعة و و يصرخان بصوت عالي جداً و يقولان : أبتعد ، لا تقترب منا ، و انتبهت بأن هنالك شخص خلفهم ، شخص قصير القامة و أقصر من الطفلين بقليل و كان يعرج ، أي احدى رجليه أقصر من الثانية ، كان يعرج و يتقدم نحو الطفلين و هما يصرخان بصوت مرتفع .
لم أعرف ما الذي أفعله ، كان الظلام حالك في المكان الذي اقف فيه و لا استطيع رؤية ملامحهم أبداً ، والنور الوحيد الموجود كان من خلفهم ، فكل الذي أشاهده هو ظلام .
تملكني الخوف الشديد جداً و لا أعرف لماذا ؟ و بعد ثواناً توقف الأعرج و حرك رأسه إلى تجاهي و كأنه قد راني ، ولا اعلم لماذا ؟ لكن هنالك ما اخبرني بأنه يجب علي الركض و الابتعاد ، فبدأت أركض مسرعاً ، و فور ما بدأت بالركض أحسست بحرارة قوية جداً تنبعث من الخلف ، حرارة تشابه عندما تكون تمشي في وقت الظهر و ليس التاسعة مساءً ، ثم أحسست بأن هنالك شيء خلفي تماماً من جهة أذني اليسرى .
عندما أحسست بهذه الحرارة و بدأت أحاول أن أقرأ شيء من القرآن ، و أقسم بالله العظيم بأن فور ما بدأت بقراءة أية الكرسي سمعت صوت قوي جداً من خلفي جعلني أترنح و لا أستطيع الركض و كدت أسقط من قوة الصوت الذي سمعته و الصوت مستمر خلفي بقوة و أنا أركض حتى وصلت إلى نهاية الشارع و ركضت إلى باب المحل و سقطت على الأرض فور وصولي و التقط أنفاسي بسرعة ، التففت خلفي بسرعة لأشاهد الطفلين الخائفين لكن لم يظهر أحد ، انتظرت لدقائق و أنا أتنفس بسرعة و عيني لم تفارق الشارع المظلم و لم يظهر الطفلين .
الشيء الذي دب الرعب أكثر بأن الشارع يحده منزل جارنا من الخلف ، أي لا يوجد أي باب يدخل للمنزل فقط جدار طويل ، أما الحديقة فكانت مسورة و لا يوجد باب من جهة هذا الشارع ، فهل قفز الطفلين فوق السور أو حدث شيء لهم ؟ وما تلك الصرخة التي جعلتني أترنح إلى اليمين و اليسار من قوتها ؟.
لم أتحرك من مكاني طيلة ربع ساعة و قررت الاتصال على أخي ليأتي و يقلني للمنزل متعللاً بأن قدمي قد ألتوت ، و منذ ذلك اليوم لم تطأ قدمي الشارع الخلفي لمنزل جارنا أبداً .
تاريخ النشر : 2020-12-14