بيلي غافني – القضية التي روعت مدينة نيويورك
ألبرت فيش سفاح اشتهى تناول لحوم الاطفال |
في إحدى أمسيات فبراير الباردة من العام 1927م ، كان بيلي غافني البالغ من العمر 4 سنوات يلعب أمام شقته في منطقة بروكلين احدى أشهر أحياء مدينة نيويورك مع أبناء الجيران ، أحدهما كان يُدعى بيلي بيتون الذي يصغره بسنة ، و الأخر كان في الثانية عشر من عمره ، في تلك الأثناء عاد الطفل الأكبر إلى شقته بعدما سمع بكاء أخته الصغيرة التي كان مُكلّفاً بالعناية بها عند خروج والديه.
كان بيلي غافني يلعب مع الاطفال أمام شقته |
وعند عودته ظهرت علامات الاستغراب عليه ، فالصبيان قد اختفيا و الرواق كان فارغاً ! هرع بعدها إلى والد بيلي بيتون ليخبره بما حدث ، وبعد بحث يائس وجد الأب أبنه على سطح الشقة وحيداً ، سأله الأب عما حدث لبيلي غافني ؟ فأجاب ” بأن الرجل البعبع قد أخذه معه “.
كان الطفل خائف و قال أن البعبع قد أخذ بيلي |
في نفس اليوم لاحظ سائق الترام جوزيف ميهان رجلاً مسناً ذو شارب رمادي يرتدي معطفاً بالياً على بُعد شقتين من منزل غافني ، كان يحاول تهدئة طفل صغير لم يكن يرتدي معطفاً أو قبعة على الرغم من برودة الطقس آنذاك ، كان الصبي يبكي و يقول : أنه يريد العودة إلى المنزل لرؤية والدته ، قال : أن العجوز سأله عن العبّارات المتجهة إلى جزيرة ستاتين ؟ و عندما نزل كان يجر الطفل بعيداً و بقوة بعيداً عن الرصيف.
راى السائق رجل مسن و هو يجر صبي صغير بالقوة |
أهمل المحققون ادعاءات بيلي الأصغر و ظنوا بأن بيلي غافني قد تاه عن منزله ، خصوصاً أن تلك المنطقة مكتظة بالبنايات و السكان ، قامت الشرطة بعمليات بحث واسعة شملت جزيرة ستاتين و أجزاء من نيو جيرسي ، بحثوا في الشقق والمصانع والكنائس غرب بروكلين ، حتى مكب النفايات و أكوام الرماد لكن كل ذلك كان من دون جدوى.
قامت الشرطة بعمليات بحث واسعة عن الطفل حتى في مكب النفايات |
بعد ثلاثة أسابيع من الحادثة عثرت الشرطة على جثة طفل صغير في مكب نفايات بالقرب من بالمر ، ماساتشوستس ، كانت محشوة في برميل نبيذ فارغ ، على أمل أن يجد جثة أبنه ، ذهب ايدموند غافني إلى المشرحة ، لكنه أُصيب بالخيبة فالجثة تعود لطفل أخر و ليس لأبنه.
حظيت قضية بيلي غافني بشهرة واسعة و نشرت صورته بالصحف |
حظيت قضية بيلي غافني بشهرة واسعة آنذاك ، إلا أنها ظلت لغزاً غامضاً حتى العام 1936م أي بعد مرور ست سنوات على الحادثة ، ألقت الشرطة القبض على القاتل المتسلسل البرت فيش ، في البداية كان القاتل المتسلسل بيتر كودزينوفسكي متهماً بقتل غافني ، إلا أنه أثناء محاكمة فيش التي نُشرت في الصحف ، تعرّف سائق الترام ميهان على أنه نفس الشخص الذي صادفه مع الطفل الصغير بالقرب من منزل غافني في تلك الأمسية المشؤومة.
في البداية تم اتهام القاتل المتسلسل بيتر كودزينوفسكي بقتل بيلي |
كذلك تمكن محققو مكتب الأشخاص المفقودين في مانهاتن من التأكد بأن البرت فيش كان يعمل كعامل دهان لصالح شركة بروكلين العقارية خلال فبراير 1927م و أنه في يوم اختفاء غافني كان يعمل في موقع على بعد بضعة أميال من منزل الصبي.
تمكنت الشرطة من اعتقال البرت فيش |
من هو البرت فيش ؟
وُلد هايملتون هووارد المعروف بألبرت فيش ، في التاسع عشر من مايو من العام 1870م ، كان سفاحاً و قاتلاً متسلسلاً ، و أحد أبشع آكلي لحوم البشر ، عُرف ب”الرجل الرمادي” و “مصاص دماء بروكلين ” ، أدعى بأنه أرتكب أكثر من مئة جريمة ، على الرغم من أن ضحاياه المؤكدين لم يتجاوزوا الثلاثة ، و كانت أشهرهم الطفلة جريس بود.
البرت فيش قاتل متسلسل سادي و مشتهي أطفال |
كل هذه القسوة و الوحشية لم تأتي من فراغ ، فقد أرسله والده إلى دار الأيتام لسبب غير معروف ، تعرض فيها لشتى أنواع الضرب و الإهانة ، كما أن لدى عائلته سجل من الأمراض العقلية ، فقد كان عمه مصاباً بالهوس ، و شُخصت أخته آني بأنها مصابة باضطراب عقلي ، كذلك احتجز أحد أخوته في مستشفى للأمراض العقلية.
الطفلة جريس بود احدى ضحايا فيش |
محاكمة ألبرت فيش
في الحادي عشر من مارس من العام 1935م بدأت محاكمة البرت فيش عن جرائمه ، استمرت لعشرة أيام ، تذرع فيش بأنه مصاب بالجنون و أنه كان يسمع أصواتاً من الله تأمره بقتل الأطفال ، إلا أن العديد من الأطباء أكدوا أنه مصاب بطيف واسع من الأمراض النفسية ، كالسادية و المازوخية ، اشتهاء الأطفال ، و أكل لحوم البشر ، حتى ذكر محاميه جيمس ديمبسي بأنه “ظاهرة نفسية “، إذ أنه لا يوجد شخص عداه في السجلات الطبية والقانونية يتملك مثل هذه التشوهات الجنسية المرضية.
البرت فيش اثناء محاكمته |
خلال مدة سجنه في سجن سنج سنج قامت السيدة إليزابيث والدة جافني بزيارته في زنانته برفقة رجال الشرطة لتسأله عن مصير طفلها ، و لكنه رفض الإجابة على سؤالها ، و غادرت السجن و هي غير مصدقة أن ذلك العجوز النحيل قد قتل طفلها .
بيلي غافني احد ضحايا السفاح البرت فيش |
ما ذكره حول بيلي غافني :
يروي فيش ما فعله بالطفل غافني برسالة كتبها إلى محاميه جيمس ديمبسي :
أحضرته إلى منزل مهجور ليس بعيداً عن المكان الذي أخذته منه ، جرّدته من ملابسه ، قيدّت قدميه و يديه ، ثم كممته بقطعة قماش قذرة كانت هناك ، بعد ذلك قمت بأحراق ملابسه و القيت حذائه في مكب النفايات ، أخذت سيارة إلى الشارع 59 عند الساعة الثانية صباحاً ، بعدها تمشيت للمنزل من هناك.
قام بتجريد الطفل من ملابسه و تقييد يديه و قدميه |
في اليوم التالي عند الساعة الثانية ظهراً ، جلبت معي سياطاً من المعدن بتسع رؤوس و مفك صغير ثم قمت بقطع حزامي إلى نصفين ، قسمت كل منهما إلى ست شرائح ، الواحدة كانت بطول 6 أنش ، ذهبت إلى ذلك المنزل منتشي بما سأفعله بذلك الطفل.
جلدت ظهره عارياً بقوة ، كان الدم يسيل بغزارة |
جلدت ظهره عارياً بقوة ، كان الدم يسيل بغزارة نزولاً إلى قدميه ، بعدها قطعت أنفه و أذنيه و اقتلعت عينيه ، ثم قمت بشق فمه من الأذن إلى الأذن ، لقد مات حينها ، بعد ذلك غرزت سكيني الحاد في بطنه و وضعت فمي عليها متلذذاً بشرب دمائه ، قمت بوضعه على كومة من الأحجار و غطيتها بأكياس بطاطا قديمة ، قطعته إلى عدة قطع و قمت بجمع رأسه و ذراعيه و ساقيه في كيس مُثقل بالحجارة و رميتها في بركة مياه متواجدة على حافة طريق الشاطئ الشمالي المياه بعمق 3-4 أقدام و لقد غرقت في الحال.
وضعت فمي على السكين متلذذاً بشرب دمائه |
أخذت ما تبقى من لحمه إلى المنزل ، كان لدي جزئه الأمامي الذي أحببته أكثر، صنعت يخنة من أذنيه، أنفه، أجزاء من وجهه و بطنه ، كنت أطبخ جزء منه كل يوم على مدار أربعة أيام ، أضعه مع بعضاً من لحم الخنزير والخضروات مع رشة من الملح والفلفل الأسود ثم أشويه في الفرن ، أتذكر أني وضعت على ظهرة ملعقة خشبية ، ثم صببت نصف لتر من الماء لمرق اللحم ، حوالي ساعتين كان لحماً بنياً دسماً ، لم أتناول لحماً لذيذاً مثله أنه أفضل من تناول الديك الرومي”.
قام فيش بطبخ لحم الطفل بيلي ثم تناوله كوجبة طعام |
بعد كل تلك الجرائم البشعة التي اقترفها بحق الأطفال تم إعدام البرت فيش في 16 من يناير 1936 م على الكرسي الكهربائي عن عمر ناهز ال 65 عام ، أُقفلت معه قضية الطفل بيلي غافني الذي لم يتم العثور على أي جزء من جثته.
تم اعدام البرت فيش بالكرسي الكهربائي |
ملاحظة :
تم نشر سابقاً مقال من ملفات الجرائم .. العم فرانك الطيب يتناول جرائم السفاح البرت فيش و اليوم ننشر هذا المقال الذي يتحدث عن نفس السفاح و لكن مع اضافة جريمة اخرى الى سجل جرائمه البشعة .
مصادر :
تاريخ النشر : 2020-12-15