أدب الرعب والعام

مأساة بائعة الكبريت – نهاية أخرى

بقلم : منى شكري العبود – سوريا

سأشعل عود الثقاب هذا فقط لأتدفأ به
سأشعل عود الثقاب هذا فقط لأتدفأ به

هذه القصة كانت مشاركتي التي كُللت بالفوز بمسابقة لنغير النهاية ، وكان على المتسابقين تغيير بسيط بالأحداث لخلق نهاية جديدة ، مع الاحتفاظ بالشخصيات الرئيسية ، و قد نشرت في كتاب مجمع عنوانه ( نهايات أخرى).
العنوان : قصة بائعة الكبريت
للكاتب : هانس كريستيان أندرسن.
الصياغة الجديدة للقصة { مأساة بائعة الكبريت } بقلمي : منى شكري العبود – سورية

* * *

 
صاح الأطفال بسخرية : انظروا من هناك ؟ إنها بائعة الكبريت القبيحة.
رشقوها بالحصى الصغيرة ، هرعت تهرب منهم باكية ، في مدينة قاسية يغزوها البرد القارس ، جلست أحلام المبللة بدموعها فوق حجر مبلل كحال ثيابها ، وسط الرياح المدوية التي جعلت شفاهها ترتجف ، لم تكن أحلام قبيحة المظهر البتة ، إنما كانت تُرى قبيحة من قبل العقول المريضة.

في ليلة رأس السنة حيث كان يهرول الجميع إلى دفء منازلهم وعائلاتهم ليلوذوا باحتفال مميز ، أما أحلام فقد كانت تتجول فيما بينهم تبيع الكبريت ، لكن لم يعبأ أحد بأمرها ، تنادي بشفاه مرتجفة :

– إنني أبيع الكبريت لتوقدوا شموع احتفالية رأس السنة ، إنني أبيع كبريتاً جيداً و رخيصاً ، هل يريد أحد منكم الكبريت ؟.
لكن لم يقترب منها أحد ، أضناها التعب والبرد القارس ، باغتتها ذاكرتها تعرض لها ذكريات شتى ، هناك حيث والدتها المريضة.
– متى ستشفين يا أمي ؟.
لمست وجنتيها بدفء ، ثم عانقتها بحرارة شعرت بها أحلام الآن ، ثم همست لها بصوت يتقطع ألماً :
– لا تقلقي يا عزيزتي ، سأغدو بخير؟.
أردفت أحلام و عيناها مليئة بالدموع :
– إنني أُبغض العم جو يا أمي ، أنه قاسٍ.

فاضت عينا أمها بدموع قهر على طفلتها الصغيرة ، فقد كان جو زوج والدتها شخصاً سيئاً جداً ، يعامل أحلام بشراسة  و يبرحها ضرباً إن عادت إلى المنزل و في جعبتها عود كبريت واحد ، تسعى أمها طريحة الفراش للدفاع عنها فيكون لها النصيب الأكبر من الضرب المبرح ، نفضت أحلام رأسها ببراءة لتسقط تلك الذكريات أرضاً ، بدأت ندف الثلج تتساقط بمظهر يسلب العقول لمن يراها خلف الزجاج المتعرق دفئاً،  و يسلب جوف الضعفاء والمساكين الذين لا مأوى لهم ، عادت الصغيرة تنادي :

– إنني أبيع الكبريت ، هل هناك من يريد كبريتاً ، كيف ستوقدون شموع العيد إن نفد لديكم الكبريت؟.
التهم البرد القارس أطرافها المرتعشة ، انخفض صوت ندائها بسبب اصطكاك أسنانها ، أطل أحد الأطفال برأسه من نافذة منزله ، تعلو وجنتيه حمرة دفء ، انفجر ضاحكاً بينما عيناه مثبتة صوب أحلام ، باغتها بسخرية :
– بائعة الكبريت القبيحة في حينا ، ما معدل درجات الحرارة عندكِ أيتها القبيحة ، هل تشعرين ببرد مضاعف ؟ حيث أن ثيابك مبللة و حذائك مهترئ و مليء بندف الثلج يا أبنة الخادمة.

تحاملت أحلام على نفسها لتعجل بخطواتها ، صرخ الطفل من جديد سائلاً إياها بسخرية:
– هل ترغبين ببعض الدفء ؟.

ثَبتت أحلام مكانها لبرهة ثم نظرت إليه بعينين ترجوان ذلك ، لكن سرعان ما تلاشى أملها عندما أطلت سيدة قاسية الملامح تصرخ بأحلام أن تغادر المكان سريعاً ، ثم بطفلها أن يغلق النافذة خشية عليه من أن يغلب عافيته مرض البرد القارس ، تقوست شفتي أحلام بأسى ، بينما أنزوى الحزن بعينيها اللتين فاضتا بالدموع ، جرها الفضول إلى نافذة منزل الطفل ، صعدت بقدميها الصغيرتين على حجر جانبي كبير أمكنها من استراق النظر للداخل من خلف الزجاج المتعرق من الدفء ، مسحت بكفها الصغير مساحة تتيح لها رؤية ما يحصل في الداخل ، لترى موقد النار متأججاً بنيران تبعث الدفء في المكان ، و بجانبه مائدة مليئة بما لذ وطاب ، غزى الجوع أحشائها الصغيرة ، أمسكت بمعدتها تلجمها عن الإفصاح بذلك ، علا صوت ضحك العائلة السعيدة وهم يكملون زينة شجرة العيد بمرح ، هرولت ذاكرتها لتلك الأيام السعيدة حيث كان والدها.

– طفلتي الصغيرة هي من ستعلق الأجراس.
حملها على كتفيه بينما هي غارقة بضحكات السعادة التي لا تضاهيها سعادة في الوجود ، أكملت بصحبة والدها زينة شجرة العيد بمرح ، بينما أمها منهمكة بتحضير أصناف الطعام ترشقهم بين الحين والآخر بابتسامات وتعليقاتٍ شتى تبعث المرح والسرور، قبل أن تدق الساعة الثانية عشر، وقفت بصحبة والديها حول المائدة ينتظرون طرق الأجراس وأصوات المفرقعات التي ستغزو السماء احتفالاً بليلة رأس السنة ، قال والدها بمرح:
– صغيرتي من ستطفئ شموع ليلة رأس هذه السنة ؟ لنبدأ العد.
ضحكت أحلام بسعادة :
– أريد قطعة من الكيك بالموز يا أبي.
– لكِ ذلك يا أبنتي.

لكن فرحتها بتلك الذكرى لم تدم طويلاً حيث كانت خاتمتها حزينة ، قبل أن تطفئ شموع عيد رأس السنة في ذلك اليوم سقط والدها مغشياً عليه ، و بعد أسبوع كامل من زياراتها العديدة له في المستشفى ، زارته في مكان إقامته الجديد ؛ القبر! لتبقى بصحبة والدتها تأكلهما نيران الوحدة والأسى التي كللت بزواج والدتها من رجل جشع يدعى جو ، الذي كان الغرض من وجوده أن يهتم بشؤونهما ، كان في البداية لطيفاً ، لكن لطفه الزائف سرعان ما تلاشى لتبرز أنيابه الشريرة و تظهر شخصيته الحقيقية ، عملت أمها خادمة في المنازل لتأمن له ثمن خموره ، كانت أحلام تصحبها في عملها ، كما كانت تعنف من صاحب العمل بصحبة والدتها كثيراً لاصطحابها ، رغم براءتها و لطافتها التي لم يعبأ أحد بأمرها ، لكن رغم ذلك لم تشعر أحلام قط بما تشعر به الآن ،

بعد أن انقض مرض الموت ببراثنه على والدتها ، وعبث بها ممزقاً إياها إلى أن تلاشت عن الوجود ، ثم فيما بعد جاءت جدتها وأخذتها معها إلى الريف ، عاشت في كنف جدتها بسعادة ، لكن ذلك لم يدم سوى أسابيع عدة ، سرعان ما مرت الأيام الجميلة و عادت أيام البؤس من جديد ، وغدت مرغمة بصحبة رجل لا يعرف قلبه الرحمة ، تنبه رب المنزل لتلك العينين الصغيرتين اللتين تراقبهما ، اقترب من النافذة ، انتفضت أحلام رعباً ، همت بالهرب بعد أن سقطت عن الحجر أرضاً ، أغلق الرجل الستائر بعد أن شتمها ، عادت أحلام تنادي :

 
– هل من أحد ينقصه عود كبريت ؟ هل من أحد يريد كبريتاً لشموع رأس السنة ؟.
مرت العديد من العربات تجرها أحصنة يلجمها صاحبها بسوط مؤلم لتسرع هرباً من البرد القارس، رشقت إحدى العربات أحلام بالمياه لتزيدها ارتعاشًا و بكاءً ، لكن أمر البرد الزائد لم يشغل بال الصغيرة كما شغل بالها أمر أن تبتل أعواد الكبريت ، لأن ذلك بلا أدنى شك سيعرضها لعقاب أقسى من برد المياه التي رشقتها و جعلتها تعتصر بمياه الأمطار المثلجة ، و التي جعلت قلبها يطرق بعظام قفصها الصدري بأقسى سرعته ، و جعل شفتاها لا تعلم درب السكون ، تملكها اليأس ، وقفت مكانها تنظر حولها بحزن بالغ ، همست في نفسها :
– يا رب ساعدني ، لم أستطع بيع عود ثقاب واحد ، ولن أستطع العودة إلى المنزل وهي معي ، ماذا سأفعل ؟.

أجاب رب السماء طلبها على الفور حين أرسل لها عربة أخرى يجرها حصان يمسك بسرجه فتى في أوائل ربيعه ، هرعت أحلام لتبتعد عنها خشية أن ترشقها العربة هذه المرة بمياه تبلل أعواد الكبريت ، توقفت العربة أمامها فجأة ، ترجل منها رجل طيب دافئ الملامح ، تعرفت عليه الصغيرة أحلام على الفور، حيّته بأدب :

– أهلاً سيد مايكل.
– ماذا تفعلين في هذا البرد القارس أيتها الصغيرة ؟.
أجابته أحلام ببراءة :
– أنني أبيع أعواد الكبريت يا سيدي ، أترغب ببعض منها لتوقد شموع رأس السنة ؟.
أخرج من جيب معطفه الدافئ مبلغاً من النقود وضعه في كف الصغيرة البارد كالثلج ، سألته أحلام ببراءة :
– ما هذه النقود الكثيرة يا سيدي ؟ إنني لست متسولة ، إنما أبيع أعواد الكبريت ، و لا أرغب سوى بثمنها.
– إنني أرغب بأعواد الكبريت كلها.
سألته أحلام ببلاهة الأطفال المكللة بالمزيد من البراءة :
– أترغب بأن تفتح معمل كبريت بهم يا سيدي ؟.
ضحك السيد مايكل لبراءتها ، ثم أجابها بلطف:
– لا ، بل أرغب أن تعودي إلى منزلك سريعاً لتنعمي بدفء احتفالية رأس السنة ، نظر إلى الساعة التي تطوق معصمه ثم نظر إليها قائلاً بعجلة : لقد أصبحت الساعة الحادية عشر ، ستُطرق أجراس العيد بعد ساعة من الآن ، هيا إلى المنزل يا صغيرتي.

أطرقت أحلام برأسها بأسى ، فهي تدرك جيداً كما يدرك السيد مايكل أن ما ينتظرها في المنزل ليس سوى ضرب مبرح مصحوب بالمزيد من الشتائم والإهانات ، حاول السيد مايكل تبني أحلام راغباً بتربيتها في منزله الخالي من روح الأطفال لعجزٍ في رحم زوجته هيلين ، لكن العم جو رفض بشكلٍ قاطع ، فقد كانت الصغيرة مصدر رزقه ، فرت من عينيه دمعة حارة لحالها المأساوية ، رفعت أحلام بيدها الجعبة المليئة بأعواد الكبريت مبتسمة ، ثم باغتته تجتثه من شروده :

– هي لك يا سيدي.
تناول السيد مايكل من يدها الجعبة ، ثم مد يده لها مبتسماً ، ثم أردف بلطف :
– إنها هدية مني لكِ أيتها الصغيرة الجميلة.
ضحكت أحلام بسعادة لتلك الكلمة التي جعلت حرارة الخجل تدفئ جوفها ، فمنذ رحيل والدتها لم ينعتها أحد بالجميلة سوى السيد مايكل و زوجته هيلين ، شكرت السيد كثيراً ، ثم هرولت إلى المنزل بسعادة ، استقبلها وجهٌ غاضب ، حُفر فيه عينان انزوى الجحيم بداخلهما ، عقد حاجبيه الكثيفين المقوسين كشاربين مقززين ، تناول النقود من يد الصغيرة الفرحة بما أنجزت ، صرخ في وجهها بحدة :

– ألم تبيعي أعواد الكبريت أيتها الغبية ؟.
تلعثمت بأحرفها المتقطعة باكية :
– اشتراهم السيد مايكل مني بهذه النقود ، ثم أهداني إياهم من جديد.
– ويحكِ و ويح السيد مايكل ، ألم أحذركِ من الاقتراب منه ، كيف تجرؤين على مخالفة أوامري أيتها الوقحة ؟.

حملها من ثوبها المبلل ثم رماها خارج المنزل ، يشتمها بصوت جعل الخوف يسري في أنحاء جسدها و يزيد من حدة ارتعاشها ، بكت الصغيرة كثيراً وهي تطرق باب المنزل ترجو العم جو أن يدخلها ، بعد وقت بح فيه صوتها من كثرة الصراخ والبكاء فتح لها الباب ، مد يده التي تحمل جعبة أعواد الكبريت قائلاً بحدة :

– هيا اذهبي و بيعي أعواد الكبريت جميعهم ، ثم أضاف بحدة مشيراً بسبابته متوعداً إياها : يجب أن تنفد قبل أن تُطرق أجراس العيد وإلا سيكون عقابك قاسياً.
تلعثمت قائلة بصوت مبحوح يتخلله بكاء حار:
– لكن يا عم جو إن ثيابي مبللة و حذائي مهترئ ، أكاد أموت من البرد.
– هذا ما أرجوه ، لأنتهي منكِ ، صرخ من جديد بحدة أفزعتها ، هيا أذهبي.
مشت الصغيرة من جديد ، تغسل حذائها المهترئ بدموع حارة ، بينما يغزو الصقيع وجنتيها الرقيقتين ، عادت تنادي باكية هذه المرة :

– إنني أبيع أعواد كبريت جيدة و رخيصة ، هل من أحد يسمعني ؟ هل منكم من يريد أعواد كبريت تبعث الدفء والسعادة في ليلة العيد ؟ لماذا لا تشترون الكبريت ؟ أشتروا الكبريت أيها السادة ، أنا أبيع أعواد ثقاب لتوقدوا مدافئكم.
لكن لم يسمعها أحد ، فقد خلت الشوارع إلا من بعض المارة المهرولين بسرعة الريح نحو بيوتهم ، تناثرت أشلاء حذائها إلى أن غدت تمشي دون حذاء ، صبغت حمرة الجليد أطراف أصابعها بينما احتلت قدميها إلى أن غدت لا تشعر بوجودهما ، جلست أحلام أرضاً تبكي بحرقة بينما تهمس لنفسها:

– لم أبيع عود ثقاب واحد ، أنني أشعر ببرد يكاد يقضي علي ، ماذا سأفعل ، أعواد الكبريت على حالها ؟ إن عدت إلى المنزل سيبرحني العم جو ضرباً ، كيف سأتصرف ؟ كيف سأعود؟.

ظلت طويلاً على ذلك الحال تتقوقع على نفسها ، فكرت أن تشعل عود كبريت لتتدفأ به ، لكن سرعان ما عُرض في مخيلتها شريط العقاب المبرح إن فعلتها ، تحاملت على نفسها وقتاً طويلاً ، غزى البرد جوفها وصولاً إلى دقات قلبها فبدأت تتباطأ، ، و في النهاية استسلمت ، أشعلت عود كبريت وهي تهمس لنفسها معللة:

– سأشعل عود الثقاب هذا فقط لأتدفأ به ، لا بأس بواحد ، لن ينتبه العم جو لهذا الأمر.
أشعلت عود الكبريت الأول ، فنقلتها مخيلتها إلى عالم افتراضي ، نحو مدفأة انبثقت من وسط البرد القارس ، ركضت الصغيرة نحوها ضاحكة ، بجانب الموقد يوجد مائدة طعام ، أسرعت الصغيرة نحو المائدة لتسد رمقها بما لذ وطاب ، لكن سرعان ما انتشلها البارد القارس وانطفاء عود الكبريت من نعيم مخيلتها ، أشعلت عود كبريت آخر ، فهرولت بها مخيلتها نحو شجرة ميلاد كبيرة ، حلقت بصحبة بابا نويل نحو السماء ،

غرقت بين أكوام الهدايا والألعاب ، ضحكت الصغيرة بسرور، حلقت من جديد بصحبة شخصيات كرتونية تحبها ، لكن سرعان ما انطفأ عود الكبريت طارحاً إياها أرضاً من علو أحلامها الوردية ، أشعلت الصغيرة عود آخر ، حلق بها هذه المرة نحو حقل مليء بالأعشاب الخضراء والزهور، تنقلت الصغيرة بمرح بين الأزهار ، ثم ركضت خلف الفراشات الملونة ، فجأة سطع لها نور من بعيد ، ما أن اقترب منها من مجال الرؤية حتى توضح أنه أمها ، صرخت أحلام بمرح وهرولت نحو أمها باكية:

– أرجوكِ يا أمي خذيني بصحبتكِ ، أرجوكِ لا تتركيني وحيدة بعد الآن.
– تعالي إلي يا صغيرتي.
بينما الصغيرة تركض نحو أمها تعثرت قدمها بحصى فوقعت في أرض الواقع من جديد لتدرك أن عود الكبريت أنطفئ مرة أخرى ، أمسكت حزمة من أعواد الكبريت وأشعلتهم من جديد ، لتجد أمها لازالت تنتظرها ، بذراعيها المفتوحتين لها ، وقفت الصغيرة على قدميها و ركضت نحو أمها ، فجأة اختفى كل شيء ، عم السكون والظلام ، و غابت أحلام في غياهب الظلمات ، فتحت عينيها من جديد لتجد نفسها في مكان احتله نور ساطع ، سمعت صوتاً رقيقاً يقول :

– شاء لها القدر أن تبقى حية ، إنني سعيدة جداً يا عزيزي بتبني هذا الملاك.
باغت أذنيها صوت غليظ يسأل :
– ما الذي حصل مع الصغيرة سيد مايكل ؟.
– منذ ثلاثة أيام في يوم رأس السنة خطر لي أن أصحب زوجتي للخروج تحت ندف الثلج لنسترجع ذكريات الأيام الخوالي ، ساقنا القدر نحو الصغيرة ، وجدناها طريحة على الأرض مغشياً عليها ، تلفظ أنفاسها الأخيرة ، و بجانبها المزيد من أعواد الكبريت ، بالتأكيد أشعلتهم لتدفئ بهم نفسها.

نظرت الصغيرة حولها لتجد السيد مايكل يقف قريباً منها ، برفقة زوجته هيلين تبتسم لها ، ثم اقتربت منها بتؤدة ، قبلت وجنتها بسعادة ثم همست لها:
– ستكونين ابنتي منذ الآن ، فقد مات العم جو منذ يومين صريع خموره.

النهاية …..

ملاحظة :

و قد تم نشر القصة الاصلية سابقاً بقلم الأستاذ اياد العطار بعنوان بائعة أعواد الكبريت .

تاريخ النشر : 2020-12-22

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى