تجارب من واقع الحياة

لست موجودة… لماذا ؟

بقلم : عربا – اليمن

أنا مشوشة جداً كشاشة التلفاز عندما تفقد الإشارة قديماً
أنا مشوشة جداً كشاشة التلفاز عندما تفقد الإشارة قديماً

لدي مشكلة بالتركيز فيما حولي ، بمعنى آخر لا أنتبه لأي شيء لا يهمني بشكل كافي.
مثال : في الجامعة عندما تقول لي زميلتي ما حدث معها أو ماذا ستفعل أو كيف كان الامتحان أو عند قولها لخبر جديد ، أجدني مستمعة لكن في نصف الحديث أكون قد سرحت و كأني أقول لنفسي ما الذي سأستفيد من الذي تقوله ؟.

و عندما تقول لي في اليوم التالي و على أمل منها أنني أعرف ما تقول لأنها قد قالته باليوم السابق ، لكن أجد نفسي ضائعة و أهز برأسي فقط ، و لا أقصد هنا أنني أقلل من أهميتها أو أي شيء أخر ، لكن حقاً لا أدري لماذا أنا هكذا ، تعبت من محاولة اللحاق بكل شيء قد مر علي و لكنني لم أنتبه له كفاية.

و مثلاً : أن أقابل فتاة بشكل يومي وعرفت أسمها ، لكن مع مرور الوقت نسيته فلا أدري كيف علي أن أقول لها ما أسمك بعد مرور كل ذلك الوقت ؟ أكبر موقف محرج اجتماعياً !
أنا لا أميل لأن أستخف بالناس لكن دائماً هكذا بالي مشغول أفكر وأفكر و كأنني على وشك أن أخترع شيئاً ما !.

أجدني أنتبه للتفاصيل أحياناً أو لا أدري ، حقاً لا أستطيع التركيز الأن مثلاً ، و حتى و أنا اكتب هذا المقال لأنني أفكر و أفكر الأن أن علي الإسراع بالكتابة لأن لدي مقالات أخرى علي قراءتها و هكذا.

من المحتمل أني لم أوصل لكم الفكرة بشكل أوضح أو أنني أهملت الكثير من التفاصيل الأخرى التي علي ذكرها لكم لتفهموا أكثر.
فلا أدري إن كنت لا أحتمل التركيز كثيراً أو التفكير كثيراً أو العكس ، أو أنني أهتم فقط بما يهمني حقاً.

كل ما أستطيع أن أقوله عن نفسي حقاً أنني معقدة جداً و بسيطة أيضاً و كل شيء ، أنا الكثير … مليئة و فارغة …أحمل الكثير من التناقضات في داخلي.
 
صحيح أنني وحيدة فلا أصدقاء و لا أحباء و ليس السبب الوحيد هو ذلك ، بل لأنني أخترت طوعاً أن أكون كذلك لكن بكل تأكيد أن لهذا سبب كبير ، أو عندما أخرج من الباص و كأن جسدي ظل بالباص و روحي هي التي تتجه إلى البيت و كأني أطفو.

عند انتهاء الدوام في الجامعة في بعض الأيام أجدني أجد صعوبة في محاولة فهم ذلك و كأن عقلي لم يتصالح أو يتفق بالأحرى بأن الدوام أنتهى ! أخاف و أرتبك من رؤية الشباب أحياناً و لا أدري لماذا ؟ و كأنني أرى كائنات شيطانية ! و أحيان أخرى أراني أتضايق بشدة من تواجد الفتيات !.

عند سماعي لأصوات كثيرة أو تواجدي مع كثير من الناس أريد البكاء وقتها و بشدة.
وعند سماع صوت عالي جداً أنفعل كثيراً و أرتبك ويزعجني كثيراً و يسبب لي ضيق ، لكن أجد من حولي عادي و أنا أعرف ذلك ، بمعنى أن بعض الأصوات رغم كونها عالية لكن من المفترض أن أكون قد تعودت على سماعها و لا أتفاجأ منها ، مثل صوت رد الباب بقوة أو (بوري) السيارة و غيره.
 
قبل أيام وجدت أن أخي الصغير كتب شيئاً على دفتر لي ، تعريف أختي :هي عبارة عن كائن حساس لا يحب اللمس ! لم أكن أعرف أنني هكذا حقاً.

و لدي الكثير الكثير لكن لا أريد أن أطيل عليكم و أكتفي بهذا ، أنا مشوشة جداً كشاشة التلفاز عندما تفقد الإشارة قديماً.
فقولوا لي ما سبب كل ذلك ، و ما هذا الذي يحصل معي ؟ من منكم هكذا ؟ ولماذا أصبحنا هكذا ؟.
 

تاريخ النشر : 2020-12-27

guest
23 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى