القسم : تجارب من واقع الحياة
الطيبة الزائدة عدوك الحقيقي
![]() |
الشيء الغريب والذي لا أفهمه صراحةً أن الناس كلما تعاملتُ معهم بلطف كلما طغوا أكثر |
منذ كنت صغيراً وأنا أحب الجميع دون استثناء ، لا أهتم إذا كان الذي أكلمه جميلاً أم لا ، غنياً أم فقيراً ، كل ما كانت أهتم به الشخص ذاته لا شيء آخر ، حتى أني كلما تكلمت مع أحد مهم حسبت لكلامي ألف حساب و فكرت و حللت حتى إذا خرجت ألفاظي لم تجرح أحداً ممن أخاطبه ، و هذا راجع لقدرتي على الشعور بما يشعر به الآخر وقدرتي على قراءة ملامح الوجه و نبرة الصوت و حركات الجسم بدون بذل أي جهد يُذكر ،
فعقلي يعمل بطريقة غريبة و النتيجة أعرف ما يريده الآخر فأحاول مساعدته إن كان يرغب بذلك ، طبعاً فأنا لا أظهر أني أعرف شيئاً مما أعرفه إنما أبقى صامتاً أو ألمح فقط إذا كانت المسألة بسيطة ، وإذا لم تكن أتغابى كأني في جهل بما يحيط بي ، لكن الشيء الغريب والذي لا أفهمه صراحةً أن الناس كلما تعاملتُ معهم بلطف كلما طغوا أكثر و كلما ابتعدوا أكثر ، كلما سقطت من أعينهم.
فعقلي يعمل بطريقة غريبة و النتيجة أعرف ما يريده الآخر فأحاول مساعدته إن كان يرغب بذلك ، طبعاً فأنا لا أظهر أني أعرف شيئاً مما أعرفه إنما أبقى صامتاً أو ألمح فقط إذا كانت المسألة بسيطة ، وإذا لم تكن أتغابى كأني في جهل بما يحيط بي ، لكن الشيء الغريب والذي لا أفهمه صراحةً أن الناس كلما تعاملتُ معهم بلطف كلما طغوا أكثر و كلما ابتعدوا أكثر ، كلما سقطت من أعينهم.
في ذلك الحين لم أعرف أين تكمن المشكلة ، هل في أم فيهم ؟ لطالما تسألت هل أنا سيء لهذه الدرجة حتى يُتعامل معي على هذا النحو ، أما أن العلة تكمن فيمن أحدثه ؟ لكن هل يعقل أن يكونوا كلهم جميعاً مجانين إلا أنا على حق ؟ في الحقيقة هذه النتيجة كانت ترعبني بشدة وتجعلني أعيش في حالة اكتئاب مروع ، فلو أني سكبت هذا الشعور المقزز المُعدي على أحد من العالمين أو على كل من في الأرض جميعاً لما بقي كائن حي على وجه البسيطة ، و بتعبير آخر إن سقوط نجم وسقوط اكتئابي سواء ، و بقيت على هذه الحال لمدة من الزمن وأنا حائر تائه ،
و هذا الذي مررت به أنتم في الحقيقة تعرفونه أو ربما جربتموه ، إذ أنه يحدث كثيراً بين الأباء والأبناء ، خذ على سبيل المثال الأم ، فهي تحاول جاهدة إرضاء أولادها بينما هم يفعلون العكس تماماً ، هذا لا يعني أني أشبه نفسي بمثل هكذا حالات ، لكن أوليس هناك أوجه تشابه وكأنها معادلة تنافرية ، اقترب يبتعد ، ابتعد يقترب ، أَحبه يكرهك ، اكرهه يحبك ، و في يوماً من الأيام أرادت فتاة من حيينا أن تحدثني ، في الأول لم تكن عندي رغبة في الحديث معها ولا مع غيرها فقد كان عندي هدف أريد الوصول إليه ،
والسبب الثاني كان أخلاقياً لذا امتنعت ، لكنها استمرت دون كلل أو ملل ، فلما رأيت ذلك منها قلت مع نفسي : حسناً سأرى ما عندها ثم أنصرف في سبيل حالي ، ماذا عساي أخسر؟ و من هنا وبعد فترة جرت الرياح بما لا تشتهي السفن إذ أني لا أعرف كيف ولا متى وقعت سقطت ارتطمت ارتطاما في شباك حبها ، أصبحت أريدها في كل وقت ، في كل ساعة و ثانية، أصبحت أتنفسها ، و هذا لا يعني أني أطلبها كما أريدها لأنها كانت ما زلت تدرس و عندها أشغالها كما عندي أشغالي ، و بدأت أفكار الزواج تتقاذف إلى ذهني كالشهب دون توقف ، أما الجانب الآخر إذ أني أحدثكم الأن من منظوري العاطفي للأمور فقط أما عقلي الواعي كان له رأي مختلف تماماً في المسألة ،
فعندما كنت أحدثها كانت تتبسم و تضحك ، أي تتصنعها ، و قد علمت ذلك و شككت في شيء ما يحدث بدون علمي و ما أراه أمامي ليس كل الحقيقة و الذي جعلني أتجاهل ما يحيط بي من حركات مشبوهة من أفعال و أقوال ، كانت مشاعري التافهة مشاعر الحب والرغبة في أن أظل معها كالأم وابنها ، كانت تقودني إلى عين الهلاك ، و فعلاً بدأت البحث فوجدت أنها تحدث شخصاً غيري بل و في هاتفها أرقام لا حصر لها تحت مُسمى حبيبي ،
و ربما لم أكن أنا إلا كما كانوا هم ، و عندما ذكرت لها ذلك ، قالت : نعم ، إنها تحب فلان من الناس ، آه لو تعلمون كم شعرت بالغضب الشديد ! حينها غضب يمكنه التهام العالم أجمع دون حسرة مني أو ندم ، ثم بالتساؤل بعد أن هدأ الغضب ، لما حدثني إذن ؟ ألأجل المتعة في الحديث فقط ؟ و لم لما كنت أقول لها ألا تردين الحديث معي كانت تقول لا ، بل كلمني فأنت شخص طيب ولم تؤذيني يوماً.
و هذا الذي مررت به أنتم في الحقيقة تعرفونه أو ربما جربتموه ، إذ أنه يحدث كثيراً بين الأباء والأبناء ، خذ على سبيل المثال الأم ، فهي تحاول جاهدة إرضاء أولادها بينما هم يفعلون العكس تماماً ، هذا لا يعني أني أشبه نفسي بمثل هكذا حالات ، لكن أوليس هناك أوجه تشابه وكأنها معادلة تنافرية ، اقترب يبتعد ، ابتعد يقترب ، أَحبه يكرهك ، اكرهه يحبك ، و في يوماً من الأيام أرادت فتاة من حيينا أن تحدثني ، في الأول لم تكن عندي رغبة في الحديث معها ولا مع غيرها فقد كان عندي هدف أريد الوصول إليه ،
والسبب الثاني كان أخلاقياً لذا امتنعت ، لكنها استمرت دون كلل أو ملل ، فلما رأيت ذلك منها قلت مع نفسي : حسناً سأرى ما عندها ثم أنصرف في سبيل حالي ، ماذا عساي أخسر؟ و من هنا وبعد فترة جرت الرياح بما لا تشتهي السفن إذ أني لا أعرف كيف ولا متى وقعت سقطت ارتطمت ارتطاما في شباك حبها ، أصبحت أريدها في كل وقت ، في كل ساعة و ثانية، أصبحت أتنفسها ، و هذا لا يعني أني أطلبها كما أريدها لأنها كانت ما زلت تدرس و عندها أشغالها كما عندي أشغالي ، و بدأت أفكار الزواج تتقاذف إلى ذهني كالشهب دون توقف ، أما الجانب الآخر إذ أني أحدثكم الأن من منظوري العاطفي للأمور فقط أما عقلي الواعي كان له رأي مختلف تماماً في المسألة ،
فعندما كنت أحدثها كانت تتبسم و تضحك ، أي تتصنعها ، و قد علمت ذلك و شككت في شيء ما يحدث بدون علمي و ما أراه أمامي ليس كل الحقيقة و الذي جعلني أتجاهل ما يحيط بي من حركات مشبوهة من أفعال و أقوال ، كانت مشاعري التافهة مشاعر الحب والرغبة في أن أظل معها كالأم وابنها ، كانت تقودني إلى عين الهلاك ، و فعلاً بدأت البحث فوجدت أنها تحدث شخصاً غيري بل و في هاتفها أرقام لا حصر لها تحت مُسمى حبيبي ،
و ربما لم أكن أنا إلا كما كانوا هم ، و عندما ذكرت لها ذلك ، قالت : نعم ، إنها تحب فلان من الناس ، آه لو تعلمون كم شعرت بالغضب الشديد ! حينها غضب يمكنه التهام العالم أجمع دون حسرة مني أو ندم ، ثم بالتساؤل بعد أن هدأ الغضب ، لما حدثني إذن ؟ ألأجل المتعة في الحديث فقط ؟ و لم لما كنت أقول لها ألا تردين الحديث معي كانت تقول لا ، بل كلمني فأنت شخص طيب ولم تؤذيني يوماً.
من تعتقدون أنها الضحية ؟.
تاريخ النشر : 2020-12-28
تم تحرير ونشر هذا المقال بواسطة : حسين سالم عبشل