فارغة من كل شيء
يحتويني البرود تجاه كل شيء ، كل شيء دون استثناء |
نشأت و ترعرعت منذ صغري و أنا أعاني في أبسط تفاصيل حياتي و في أدق شيء أواجه صعوبة ، كنت محافظة على علاقتي مع الله و اتقيه و محافظة على كوني إنسانة تسعى من أجل تحقيق الأفضل ، مرت بي السنوات و أنا كل يوم في ضيق من ظروف الحياه ، و بدأ الأمر بفقد أحبتي تدريجياً و أولهم أبي – أسألكم الدعاء له – و تدرج الأمر خلال شهرين مات لي أعز 4 أشخاص بأسباب مختلفة ! أكون في رثاء و حزن هذا فيأتي خبر موت الأخر ، أنا مؤمنة بالقضاء والقدر ، و لكن أشعر بالنقص بدونهم ،
تدرجت بعد ذلك المواقف والصعوبات بجانب أنني أعيش عنف أسري قاسي فأنا وحيدة بين ٤ أفراد – بدون ذكر تفاصيل – و كنت أسعى دائماً للتخلص من وجودي في المنزل ، و أُجبرت كثيراً أن ألجئ إلى أناس يدعون أنهم باستطاعتهم مساعدتي ، و لكن للأسف خُذلت بل زادوا العناء عناء ، فقررت أن أجمد دراستي إلى أن تخف الأوضاع و الضغوطات من حولي ، شيئاً فشيئاً إلى أن نشب بيني وبين الأسرة خلاف من غضبي أقدمت على الانتحار و نجوت بفضل الله ، اعتقدت أن بعدها ستتغير المعاملة و لكن كل شيء سار نحو الأسوء ،
كنت بجانب معاناتي مجتهدة كثيراً في أن أدرس و أنجح لأنني أعلم أن الشهادة سلاحي الوحيد ، كثيراً منكم سيأتي في باله لما لا تتزوج ؟ و لكن سأجيب قبل تسألكم ، كل من يتقدم للارتباط بي لا نستطيع أن نستمر ، ليس لعيب بي أو في الشخص ، لكن دائماً ما ينتهي بنا المطاف بدون سبب يُذكر ! و بصورة عامة كل شيء أنوي فعله ينفلت من يدي و ينتهي الأمر بدون سبب ، لا ادري ما هذا ؟ بدأ الأمر تدريجياً ، لكن الآن أصبح بشكل دائم و مزعج ، حتى أن نويت أن أنام أو أفعل أي شيء طبيعي ، بعد نهوضي أجلس و لا استطيع القيام به ، أنوي أن أذاكر للدراسة لا استطيع البتة ، و كأن شيء يسحبني فقط للخمول ،
أجاهد نفسي و أتعذب مراراً و تكراراً لكن دون جدوى ! مُحال أن أكمل نشاطي الذي أقوم به لا بد من انقطاعه ، شيء يتحكم بي و لا أدري كيف أوصفه ؟ فجأة وجدت نفسي بين شاشه جوالي والسرير فقط لا عبادة ولا ممارسة أي نشاط يدل على أنني بشر ! اعتدت الوحدة كثيراً و من الصعب أن أفارق سريري ، أنقلب حالي رأساً على عقب ، أشعر كأنني جثة هامدة ، حتى شكل و جهي وشعري و كل شيء تغير للأسواء بجانب السمنة المفاجأة ، حاولت منذ مدة أن أسعى لطبيب نفسي و فعلاً ذهبت ولكن دون فائدة واضحة ، الحال كما هو عليه ،
و الأن أريد السعي ولكن بطبيعة مجتمعنا من الصعب أن أذهب دون علم أهلي. وطرحت عليهم من قبل أنني احتاج للمساعدة ، و لكن دون جدوى ، بحجة أنها فترة و ستعدي ، و عندما استمعت لنصيحتهم و جدت أنني أضيع كم هائل من عمري و أنا بين أسوار مغلقة لا أدري ما نهايتها ، حاولت كثيراً أن ألجئ إلى الله ، و لكن تحت حكم أن شيء يتحكم بي ولا أستطيع حتى النهوض للوضوء ، لا أدري هل هو شيء بخصوص الجن أو سحر ، أم أنه عامل نفسي ؟ بجانب أنني دائماً أشعر بأن هنالك شيء معي يلازمني في غرفتي و كل مكان شيء أشعر بقربه دائماً كما أشعر به الأن ،
عرضت للرقية كثيراً و شيوخ عده ولكن لا فائدة ، أبكي أناء الليل و أطراف النهار على وضعي الميؤوس منه ، شيئاً فشيئاً إلى أن فقدت الرغبة والشغف في الدراسة من جديد ، و حالياً ٥ شهور و سأخضع لاختبار سيحدد مصيري من خلاله و أنا لا استطيع المذاكرة أو فعل أي شيء سوى النوم ، وعند ذهابي للدوام أتعذب آلاف المرات من القلق و ضيق التنفس و الرغبة في النفور ، أخذت إجازة شهر ، ٢٤ ساعة أقضيها سهر طيلة الليل دون أي عمل ، فقط الاستلقاء و نوم طول النهار ، هذا إلى جانب الأعراض الجسدية مثل ضيق شديد دائماً في الصدر ، ضيق يوشك أن يقتلني و لا استطيع حتى التقاط أنفاسي و مع البكاء الحاد ، فتور وآلام في مختلف أنحاء جسمي وانقطاع الطمث انقطاع بشكل مفاجئ لا أدري ما سببه.
تاريخ النشر : 2020-12-31