صار النسيان مرضي

مرحباً.

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عام ، و لاحظت في السنتين الأخيرتين أن ذاكرتي ضعفت بشكل ملحوظ ، أنا لا أنسى أحداث أو تفاصيل مرت منذ زمن طويل و إنما أنسى أشياء حدثت للتو ، سوف أذكر بعض الأمثلة.

ذات مرة استقبلت ابنة عمي و عند الباب سألتها عن سبب غيابها عنا كل هذه المدة ؟ فأخبرتني : أنها كانت مشغولة جداً بالمراجعة ، و فور انتهاء الامتحانات و حلول العطلة ها قد تمكنت من زيارتنا فأدخلتها للصالون حيث جلسنا و تحدثنا في موضوع لبضعة دقائق ثم وجدتني أسألها : متى ستحل عطلتكم ؟ فأخذت ترمقني بنظرات تعلوها الدهشة جعلتني أتراجع فوراً عن سؤالي و أعتذر منها و أغير الموضوع.

مرة أخرى كنت أعد العشاء فنسيت بعض التفاصيل فذهبت لأسأل أمي عنها ، فقالت : قطعي الخضر قطعاً صغيرة و ليس كبيرة كما تفعلين دائماً ! ثم أضيفي ملعقتان من الملح ، و لا تنسي أن تعدلي الفرن 130 درجة ، إياكِ أن تنسي تعديله كما فعلتي آخر مرة و أحرقتي المرطبات ، قلت : حاضر ، و عدت مسرعة للمطبخ و أمسكت علبة الملح و نسيت ! فعدت من فوري إلى أمي أسألها مجدداً عن مقدار الملح.

هناك موقف آخر دائماً يحصل مع خطيبي ، نحن نتحدث يومياً على الهاتف لساعات طويلة و مرة و أثناء حديثنا طلبت منه أن يمهلني لحظة لأتفقد رصيدي لأنه يجب علي أن أقوم بمكالمة هامة ، فضحك و قال : أيتها المجنونة لماذا تتفقدين رصيدك و أنا من أتصل بك ؟ فضحكنا سوياً ثم تكرر الموقف حتى صرت في كل مرة أسأله مباشرة : عفواً لحظة ، من أتصل بالآخر ؟.

ربما يفكر أني مصابة بزهايمر و يشكر الله على التفطن في الوقت المناسب و يفسخ الخطوبة!.

هناك موقف آخر يحصل تقريباً كل يوم ، و هو عندما أفتح هاتفي لأرى التوقيت ، أقرأه ثم أضعه ثم يسألني عقلي : كم التوقيت ؟ فأعود لأفتحه مجدداً ، ما الذي يحدث لي ؟ هل هي شيخوخة مبكرة ؟ هل هو زهايمر ؟ علماً  أن الزهايمر لا وجود له في عائلتي لا الكبار و لا الصغار و إنما عانت بعض أفراد عائلتي الموسعة من مرض الصرع و بعض الأمراض العصبية.

في الواقع لدي عدة مشاكل على مختلف الأصعدة ، صرت أفكر فيها دائماً مؤخراً و تفاقمت تلك المشاكل مع ظهور كورونا ، و ربما كانت هي السبب ، هل تحدث معكم هذه المواقف ؟ ما رأيكم ؟.