أحلام حقيقية
أني قد قتلت ذاك الثعبان قبل أشهر في أحد أحلامي |
تبدأ حكايتي عندما كنت في 18 من العمر أحبني أبن خالتي وطلبني للزواج وكان طوال الوقت يظهر لي هذا الحب ولكن عندما انظر اليه لا أجد سوى ذلك الطفل الذي تربيت معه في صغري ، أخبرته أنني أريد متابعة دراستي و بالفعل كنت كذلك فقد كنت متفوقة ولدي طموحات و أحلام ، ولكن عندما أخبرته بدأت دموعه تنهار و ركع أمامي وقبلني على قدمي ، لم أفهم ما الذي يفعله و كنت مصدومة! بصوت يغص بالحسرة : أرجوكِ لا أتخيل هذه الحياة بدونك ، ترجيته أن يفهم أنه لا استطيع أن أجبر نفسي على أن أحب أحد ، هو مثل أخي ، تغيرت نظراته لي ، عيناه كانت مملؤة بالغضب ، اه لوكنت أعلم أني فتحت علي بوابات الجحيم في تلك اللحظة ، و مضت الأيام لكن لم أستطع نسيان تلك النظرات التي رأيتها في عينيه ،
أكملت حياتي بحكم أني مقبلة على امتحانات ثانوية عامة و كنت أدرس كثيراً ولا أخرج من البيت إلا قليلاً ، في أول أيام الامتحانات طلبت من أمي الذهاب إلى صديقتي المقربة للدراسة عندها و وافقت لأن صديقتي هي بنت خالتي وبيتها لا يبعد عنا سوى شارعين ، استقبلتني بالأحضان والحلوى وكانت فرحة جداً وكان ذلك هو أول يوم عيد ، استغربت وبدأ قلبي بالنبض لا اعرف لماذا ! ، ذهبت في تلك اللحظة للمطبخ وجلست أنا في غرفتها عندها تذكرت حلم كنت قد رأيته في الليلة السابقة عن ثعبان أسود يخنقني ، ضحكت و قلت : هيا يا فتاة إنه مجرد حلم لا أكثر ، بعدها بربع ساعة ذهبت لأتفقدها فلم أجدها و أبواب البيت مقفلة ، و ها هو أبن خالتي يقف أمامي وهو عار تماماً ، لم استطع الصراخ أو التحرك لقد تجمد الدم في عروقي من هول المنظر ، ضربني بعنف حتى فقدت الوعي ، استيقظت بعدها و هو ينظر إلي ويدخن و أنا غارقة في بركة دمي عارية ، عرفت في تلك اللحظة اللعينة أنه اعتدى علي ، قالها بصوت شامت : الأن لا تستطيعين الزواج بغيري ، من سوف يتزوج فتاة ليست عذراء ؟ اغمي علي و بعدها استيقظت لأجد نفسي في المستشفى و أمي تبكي : لقد جلبتي لنا العار ، أمي ، لست امك ولست ابنتي ، لقد تكلف بإخبارهم أنه وجدني مع شاب في بيتهم و أنه سوف يتزوجني ليداري الفضيحة ، رفضت ، ولك عين لترفضي من ستر عليكِ !؟ ، قالتها أمي ، قلت لوالدتي : أني سوف أقبل لكن بعد الامتحانات عندها سوف أتزوجه ، وافقت على مضض ، يا لها من شخص لطيف ،
وها هي الأحلام تعود فذلك الثعبان يبتلع قدمي على أية حال ، نجحت في الترم الأول بتفوق عندها قال ابن خالتي أنني لن أكمل الدراسة و سوف تذهبين للجامعة وتحبين أحد غيري ، لن اسمح بذلك ولو على جثتي ، مرت الأيام وتلك الأحلام ترفض أن تتركني ، ثعبان أسود طويل ، عقارب ، كلاب كلها باللون الأسود تهاجمني ، لم استطع الدراسة و رسبت ، أصبحت أرى خيالات سوداء في كل مكان ، أنه السحر ، حتى أنه لم يكلف نفسه أن يكذب علي ، نعم أنا سحرتك لترسبي وتحبيني ، يا للقدر في كل مرة يأتي شيء ويعطل الزفاف اقصد جنازتي ! في تلك المرحلة كنت أحلم أني آكل التين من يد شاب وسيم ، أتصفح غوغل فوجدت بشارة سوف تتزوجين من شاب ذو منصب مرموق يحقق لك ما تريدينه و يجلب لك السعادة ، السعادة ذلك الشعور الذي لم اشعر بها منذ عامين ، كيف أنا أجهز جنازتي على الشخص الذي يريد قتلي وتلك الأحلام تقول العكس ؟!
بعد عدة أشهر ذهبنا لفحص الدم وقبل أن أخرج من السيارة صدمته شاحنة أردته قتيلاً ، لقد نسيت أن أخبركم أني قد قتلت ذاك الثعبان قبل أشهر في أحد أحلامي ، مرت الأيام ولم أصدق لقد مات ، حبست نفسي في غرفتي مدة و لم أستطع أن أتحمل أكثر لقد مر علي عدة كوارث لا استطيع أن أكمل هذه الحياة أريد شنق نفسي و لكني لم أستطع ، وها هي تلك الأحلام تعود مرة بخاتم خطوبة ومرة بحذاء و …. الخ
طرق بابنا ذلك الشاب من أحلامي ، استيقظي يا فتاة أنه حلم ، كريم كان أسمه و هو أبن لوزير ، ولكن كيف عرف أني موجودة على هذا الكوكب ؟ تزوجته ها ما زلتي تحلمين استيقظي يا فتاة ، لكن هذا ليس حلم أنتِ تلبسين الفستان الأبيض ، لقد مر على زفافي أسبوع ، يا لهذه الحياة ! هل ما جرى و يجري معي حقيقي ، نعم إن الأحلام حقيقية وهي رسالة من الله ، و أنتم هل حلمتم أحلام حقيقية ؟.
تاريخ النشر : 2020-02-20