أراه في كل مكان
أرى شخصا في ذلك النزل يلاحقني في كل مكان ! |
مايا صديقتي التي أخبرتكم عنها في القصة الأولى.. فتاة في الـ 25 من العمر ، جميلة و ذكية ببساطة فتاة مميزة و كما أخبرتكم هي مخطوبة لرجل يدعى أحمد ، ثنائي جميل ، و كما سبق أن اخبرتكم عن صديقتي أنها نامت لوحدها بالنادي الصغير .. الآن سأقص عليكم ما حدث بعدها .
بعد يومين تقريباً من مغادرة النزل و بينما أنا جالسة في البيت أشاهد فيلم رعب كالعادة تلقيت اتصالاً من مايا و هذا هو فحواه ..
أنا : عزيزتي اشتقت لك كثيراً كيف حالك ؟
مايا و بصوت مرتعش : لست بخير يا صديقتي أنا خائفة جداً لماذا تركتني لوحدي بهذا المكان اللعين ؟
أنا : حبيبتي لماذا تبكين ماذا حصل ؟ هل تشاجرتِ مع أحمد مجدداً ؟
مايا : أجل لكن هذه المرة الأمور تختلف.
أنا : كيف؟ ماذا حصل؟
مايا : لن تصدقي ما سأقول سأجن أو بالأحرى جننت ، إني أفعل أشياء لا أذكرها و أرى أشياء غريبة ، بعد رحيلك أصبحت أنا المشرفة على ذلك النادي اللعين و ما أراه هناك لا يصدقه العقل.
انا : ماذا رأيت يا مايا ؟ و ما الذي يحدث معك؟ هل رأيت الضباب الأسود الذي أخبرتكم عنه؟
مايا : بل أسوأ إني أرى أشخاصاً قبيحي المظهر يظهرون و يختفون في أي وقت لكن هناك واحد منهم يلاحقني ، أنا أراه في كل مكان حتى في غرفتي بل أيضاً في أحلامي و كوابيسي، أنا خائفة خائفة جداً ، لكن ما حصل بالأمس زاد الطين بلة .
أنا : هيا قولي ما حصل .
مايا : كنا أنا و الفريق نجهز أنفسنا للعرض ثم بقيت أنا و أحمد بمفردنا في الكواليس ، كان كل شيء على ما يرام و فجأة شعرت بدوار ثم نظرت لأحمد و طلبت مساعدته ففاجأني قائلاً كيف له مساعدتي و أنا أصفعه و أشتمه بأفظع الشتائم !
لكني لم أفهم شيئاً ، كيف ؟ فقال أني صفعته و شتمته ثم خرجت من الكواليس و عدت و أنا أشعر بدوار و طلبت منه المساعدة و طبعاً أنا لا أذكر شيئاً من هذا مطلقاً ، فاتهمته بأنه يهذي و أنه مريض و يجب أن يكشف على نفسه .
أنا : حسناً هذا غريب للغاية كيف يمكن أن يحصل كل ذلك دون أن تنتبهي لشيء ؟
مايا : ليس غريباً ، فما حصل لاحقاً هو الغريب، بعد العرض ذهبت إلى الغرفة كعادتي و لحق بي أحمد ليطمئن طلبت منه المبيت في غرفتي لأني فعلاً خائفة ، وافق و نمت بينما هو ينظر إلي ..
لكن عندما لستيقظت عند آذان الفجر وجدت أحمد منطوياً في زاوية الغرفة يبكي و زميلنا سيف جالس إلى جانبه و هو ينظر إلي بدهشة .
أنا : أرجوكِ واصلي بدون انقطاع.
مايا : حسناً لكن قبل أن أكمل أريد وعداً أن نظل أصدقاء و لا يغير ما سأقوله رأيك من ناحيتي .
أنا : أعدك يا صديقتي أعدك و الآن أكملي .
مايا : حسناً ، قال أحمد أني قد نمت لمدة ربع ساعة و من ثم استيقظت و عيناي حمروان كالدم ، قال أنه لم يرَ عينين أكثر شراً من عيني ليلتها ، طلبت منه الماء لأشرب أعطاني القارورة فتحتها و بدأت أشرب فقاطعني قائلاً " لماذا لا تقولين بسم الله قبل أن تشربي" فنظرت له بغضب و قلت " قلها أنت" و رميته بالقارورة ثم عدت إلى النوم لأنام ربع ساعة و أستيقظ مجدداً و أقوم بأفعال غير طبيعية ، حتى أني طلبت منه معاشرتي ! لذلك ذهب أحمد و أحضر زميلنا سيف لكي لا نكون لوحدنا فيحصل ما لا تحمد عقباه ..
و أخيراً أستيقظت عند سماع آذان الفجر بحالة طبيعية .
أنا : عزيزتي يجب أن تذهبي إلى شخص يعالجك بالرقية الشرعية هذا مؤكد .
مايا : لا أظنني أستطيع ، فكلما سمعت القرآن أتقيأ ليس أشمئزازاً – حاشى – لكن لا أعرف السبب الحقيقي ، بالإضافة إلى ذلك أنا أرى ذلك الشخص في كل مكان لدرجة أن رؤيته أصبحت شيئاً عادياً ، ماذا أفعل؟ اتصلت بوالدتي و أخبرتها بالأمر فقالت أن بوسعها مساعدتي.
أنا : إذاً ماذا تنتظرين إذهبي حالاً .
حسناً هذا تقريباً ما دار بيننا من حديث ، لكني اتصلت بأحمد و سيف فأكدا لي ما روته لي مايا مضيفان التصرفات الغريبة التي تقوم بها .. أظن أن هذا مس . ما رأيكم لقد اختصرت قدر المستطاع لكن لا تملوا من القراءة .
أنا أطلب نصيحتكم لأن والدة مايا هي امرأة تقوم بقراءة الطالع و صنع أشياء مثل الحجب للحماية و ما شابه أي أنها لن تعالج ابنتها بالقرآن أو الرقية الشرعية بل بأشياء أخرى أنا لا أعرف تسميتها ..
و شكرا على تفاعلكم في القصة الأولى.. في المرة القادمة سأقص عليكم ما حدث في بيت عمتي المهاجرة و هو بيت يبقى مغلقاً مدة 9 شهور كل سنة حتى ترجع هي و عائلتها في الصيف ليمضوا فيه العطلة الصيفية .
تاريخ النشر : 2017-11-01