أصحاب الظلال السوداء الغامضون
إنها تلك الظلال المراوغة التي تظهر في طرف العين وتختفي فور أن ندير وجوهنا إليها
![]() |
إنها تلك الظلال المراوغة التي تظهر في طرف العين وتختفي فور أن ندير وجوهنا .. |
هل هذا أنا الذي أري انعكاس ظلي أمامي أم أنه لشخص آخر ؟ .. لكنه يتحرك فيما أنا مازلت واقفا مكاني ! .. ماذا يحدث لي ؟ .. ما هذا الذي مر مسرعا على الحائط ؟ .. هل افقد عقلي أم هناك شخص ما يسكن معي دون أن اعرف …
إذا كنت عزيزي القارئ من سيئي الحظ الذين شاهدوا مثل هذه الظلال المخيفة والغريبة وكنت تبحث عن إجابات لما شاهدته فتعال معنا لنتعرف على هذه الظاهرة وما هي تفسيراتها .
![]() |
يظهرون ويختفون بسرعة .. |
في البداية ظاهرة أصحاب الظلال السوداء ليست بجديدة , فهناك قصص وأساطير ضاربة في القدم تتحدث عن كائنات الظل . وهناك مشاهدات تعود لقرون عديدة . إنها تلك الظلال المراوغة التي تظهر في طرف العين وتختفي فور أن ندير وجوهنا إليها , أو تظهر كانعكاس علي شاشة التلفاز لكن حين نلتفت لا نري أحد ورائنا . أو نكون جالسين نقرأ كتاب ونشعر فجأة بشيء يمر من أمامنا بسرعة .. شيء داكن ومعتم .. لكن حين نرفع رأسنا لا نرى شيء ! ..
أحيانا قد يأتي أصحاب الظلال السوداء بأشكال وملامح محددة , لعل أشهرها هو ذلك الذي يطلق عليه صاحب القبعة , والذي يصفه البعض بأنه ظل لشخص يرتدي قبعة ذات طراز عتيق . وهناك أيضا من زعموا بأن لبعض تلك الكائنات السوداء عيون حمراء . وقد يظهر أصحاب الظلال السوداء في احد أركان الحجرة .. أو يتوارى خلف التلفاز .. أو خلف كرسي وقطعة أثاث .
ويقال بأن تلك الكائنات الداكنة تتغذي علي خوفنا منها . ويقال أيضا أنها تظهر عند المواقف التي يكون مخزون المشاعر السلبية كبيرا لدى الإنسان , فتلك المشاعر – بحسب البعض – تجعلهم أكثر وضوحا وقوة .
ويشاع بأن أصحاب الظل الأسود يظهرون في الأماكن التي تشهد أحداثا غير طبيعة , كالأماكن المسكونة , حيث يعتقد بوجود صلة بينهم وبين مشاهدات الجن والأشباح , ويقال بأن القرين قد يأخذ شكل ظل الإنسان وانعكاس صورته .
![]() |
الظل هو كيان منفصل بحد ذاته لدى الفراعنة .. |
العديد من الأساطير القديمة ربطت ما بين كائنات الظل والعالم الآخر , لا بل أن الظل بحسب المعتقدات الفرعونية كان جزءا من أجزاء الروح الخمسة , يطلق عليه أسم (Sheut ) , وهو يبقى بعد موت الإنسان وفناء الجسد . وفي المعتقدات السومرية والإغريقية فأن أرواح الموتى تتحول إلى ظلال داكنة في العالم السفلي تحت الأرض .
فهل يمكن أن يكون ذلك الخيال أو الظل الذي لمحته بطرف عينك , أو الذي مر مسرعا من أمامك .. هل هو أحد تلك الكائنات الماورائية التي ذكرتها الأساطير القديمة .
الأمر بالتأكيد يسبب الكثير من الحيرة والخوف لمن تعرضوا لهكذا الموقف .
لكن المطمئن في الأمر هو أن أصحاب الظلال السوداء عادة ما يكونوا غير مؤذيين , فهم على ما يبدو مهتمين بمراقبة تصرفاتنا أثناء حياتنا اليومية أكثر من أي شيء آخر . لكن هناك أيضا مزاعم قليلة بالتعرض للهجوم من قبلهم .
هل من تفسير لهذه الظاهرة ؟
تعددت التفسيرات لظاهرة أصحاب الظلال السوداء بسبب طبيعتها الغريبة والمراوغة .
بعض الباحثين في الأمور الخارقة للطبيعة يعتقدون أن تلك الكائنات هي شياطين متنكرة في شكل أنساني أو أشكال أخري , لكن لا يعرف سبب ظهورها بتلك الطريقة , وهل تتعمد تخويف الناس أم لا .
![]() |
هل اصحاب الظل هم الاشباح ؟ .. |
هناك أيضا من يرون أن تلك الظاهرة في حقيقتها عبارة عن أشباح لأناس كانوا أشرارا خلال حياتهم , ولهذا تستمتع أرواحهم الخبيثة بترويع الأحياء . لكن هذه النظرية تبدو صعبة التصديق من خلال تمحيص وتدقيق شهادات الناس الذي زعموا رؤية هذه الكائنات , فعلى عكس الأشباح التي تكون عادة ذات هيئة وملامح مميزة يمكن من خلالها التعرف على صاحبها والحقبة التاريخية التي ينتمي إليها , فأن صاحب الظل الأسود لا توجد له مواصفات أو ملامح محددة , فقط كتلة سوداء قد تأخذ إطارا بشريا أو قد تكون بدون أي ملامح على الإطلاق .
هناك تفسيرات أخرى تزعم بأن هذه الظاهرة مرتبطة بتجارب الخروج من الجسد . فهؤلاء الخارجون من أجسادهم مؤقتا يمكن أن يظهروا للآخرين على هيئة ظل اسود . وهذه النظرية ذكرها الكاتب جيري جارسون في كتابه الموسوم ” نحن جميعا نسافر خارج الجسد ” .
رأي آخر ينسب الظاهرة إلى الكائنات الفضائية , حيث يرى أصحاب هذا الرأي بأن الفضائيين يتنكرون في هيئة ظل اسود لكي يراقبون تفاصيل حياتنا اليومية من دون أن نشعر بهم , ولكي يسهل عليهم خطف البشر من دون أن يفطن لوجودهم أحد .
هناك أيضا من يزعم بأن أصحاب الظلال السوداء هم مسافرون عبر الزمن جاءوا من المستقبل لرؤية الماضي ولهذا يظهرون كأشكال باهتة غير ذات ملامح .
أما أقدم النظريات وأكثرها ترجيحا حتى الآن فهي تلك التي تزعم بأن تلك الكائنات الغامضة قادمة من بعد آخر , حيث تفترض النظرية بأن تلك الظلال تعود لكائنات تعيش في بعد موازي لبعدنا , ولسبب أو لآخر يحدث أحيانا أن يتداخل البعدان , مما يتيح لأصحاب الظلال السوداء فرصة الظهور في عالمنا .
المصادر :
تاريخ النشر 28 / 01 /2014