ارض الغرائب
في ارضنا كنوز مدفونة و عملات نقدية لحضارات قديمة |
تحياتي لكم أخواني في هذا الموقع الرائع ، قصتي هذه حقيقية ، فأنا من اليمن أرض العجائب والغرائب ، اسكن بالجزء الغربي من اليمن ، ارض تهامة التي تقع قرب البحر الأحمر في منطقة ريفية يعتمد سكانها على زراعة ازهار الفل و بعض أنواع الحبوب ، الغريب في قريتنا أنها نائية جداً ، لهذا فهي أرض جرداء تكسوها قطع صغيرة من الأواني الفخارية المكسرة إلى قطع صغيرة وأحجار محروقة سوداء من الياجور في مساحة شاسعة تبلغ تقريباً ستة كيلو متر مربع .
يقول الأجداد انه كان في هذا المكان مدينه كبيرة وأصابهم سخط من الله وخسف بهم الأرض ، فالآثار الباقية تدل على هذه المدينة ، وهي قليلة ومطمورة بالرمال ، وفي أيام الرياح الموسمية التي تستمر أربعين يوم من كل عام ، أي قبل موسم الأمطار ، و تبدأ الرياح بتعرية الأرض ، نجد قطع صغيرة من الذهب بإشكال مختلفة ومسوغات ذهبيه مكسرة وعملات فضية قديمة ، لا نعرف لأي حضارة أو دولة كانت تستخدم هذه العملات الفضية ، وبعض الناس وجدوا كنوز ذهبية مدفونة بأرضهم الزراعية أو بيوتهم ..
فذات مرة وجد شخص تمثال بشكل حصان من الذهب ، و ذات مرة قام أحدهم بحفر حفرة هو ومجموعة من العمال لكي يبني بيت جديد ، و أثناء الحفر وجدوا صندوق كبير بداخله سيوف وخناجر كلها من الذهب الخالص ، ولكن صاحب الأرض أصابه الطمع ولم يتقاسم الكنز مع العمال ، فتشاجروا وتم إبلاغ الشرطة ، فلما جاءت الشرطة أخذت الكنز كله ولم تعطهم شيء ، و في أحد المرات وجد أحدهم قطعتين بوزن كبير يمكن عشره كيلوجرام وكانت سوداء ، فظن أنها من الحديد وباعها لصاحب الخردة ، و باليوم التالي وجد قطعة اصغر و أخذها لبيته ولما فحصها وأزال عنها الصدأ وجدها ذهباً براقاً ، فجرى بسرعة لصاحب الخردة واستعاد القطعتين ، ولما عرف شيخ القرية تقاسمها معه ..
أما الأمر الأغرب فهو عندما جاء رجل غريب إلى قريتنا وتقابل مع جدي وطلب منه أن يذبح اثنين من الثيران ذات اللون الأسود ، واخبره انه ستخرج كنوز مدفونة كثيرة ، لكنها مملوكة للجان ولابد من القربان لهم لكي يخرجوا الكنوز ، فرفض جدي هذه الفكرة لأسباب عديدة ، أولاً أنها غير مضمونة ، وثانياً أنه لا يمتلك قيمة الثيران ، رغم أن جدي له علم بتحضير الجن و الاستفادة منهم في علاج بعض الأمراض ، وأحياناً كان يطلب عدم وضع الملح في الأكل الخاص به لأنه كان يشاركهم الأكل معه ، كما يوجد بجانب بيتنا حجر اسود كبير وعندما يقوم بعض الشباب بدحرجته لمسافة بعيدة ، يأتي الصباح نجده رجع لمكانه الأول !!
هل يا ترى صحيح ما تداوله الأجداد عن قريتنا من أنها مكان لحضارة قديمة اختفت عن سطح الأرض وتقبع الآن في باطنها ؟
تاريخ النشر : 2016-12-06