القسم : أدب الرعب والعام
الكتاب العجيب 2

للتواصل : [email protected]
***
بعد عدة أيام ، رجعت إلى الكتاب مرة ثانية ، و قرأت في الصفحة الثانية ما يعني أن الكلام الذي لو ردده شخص ما ثلاثاً و ثلاثين مرة و صام عن الكلام قبل شروق الشمس و حتى غروبها ، فإنه يمتلك قوة كبيرة يستطيع أن يغلب بها من يشاء .
قلت في نفسي : يا للروعة ، و تذكرت زميلي خليل الذي يصفعني و يشد أذني كلما ضربت زميلاً ضعيفاً لي ، و كنت أسكت على ذلك لأنه أقوى مني ، و لأني لو شكوته للموجه لن يصدقني ، فخليل معروف بهدوئه و جده ، و علاماته دائماً ممتازة و هو محبوب من زملائه و مدرّسيه .
فرحت كثيراً عندما قرأت ذلك ، و فكرت في التنفيذ فوراً لأنتقم من خليل ، و لأبرهن للجميع أنني الأقوى.. قلت لنفسي : ترديد الكلام سهل جداً ، أما الصيام عن الكلام يوماً كاملاً فكيف؟ أنا معروف بكثرة الكلام ، و حتى لو استطعت السكوت سيستغرب كل من يراني و سيسأل عن سبب سكوتي ، و من ثم سأجبر على الرد .
فكرت طويلاً ، و هداني تفكيري إلى حل وجدته مناسباً جداً ، مساء الخميس سأطلب من أبي أن يسمح لي صباحاً بزيارة عمي في القرية ، و قبل شروق الشمس أحمل زوادتي و أنطلق و لكن الى الجبل القريب لا إلى بيت عمي ، و أبقى هناك حتى غروب الشمس ، و بذلك أصوم النهار كله عن الكلام ، و عند المساء أعود إلى البيت و قد حققت ما أردته .
و فعلاً ، في صبيحة يوم الجمعة ، و قبل شروق الشمس بكثير كنت أحمل صرة طعامٍ صغيرةٍ و أصعد سفح الجبل حتى غبت بين أشجاره ، و كنت لا أستطيع إكمال الصعود فالجو حار و قد تعبت ، و هناك بحثت حتى وجدت كهفاً صغيراً دخلته و جلست ، و بدأت أردد بهدوء :
" عربون ، برعون ، بقوتك يا ميمون يا حمرون ، يا كمون...امنحوني قوة خارقة أغلب بها كل زملائي بالمدرسة "
كررت هذه الكلمات أكثر من ست و ستين مرة بدلاً من ثلاث و ثلاثين ، و عندما خرجت من الكهف لم تكن الشمس قد أشرقت بعد ، جلست في ظل شجرة و تناولت طعامي ، و خوفاً من أن يراني أحد و يحدثني دخلت و نمت حتى العصر .
خرجت قليلاً و تجولت بين الأشجار ، و عدت مرة أخرى إلى الكهف و جلست حتى غروب الشمس ، و حمدت الله بأنني استطعت أن أمتنع عن الكلام النهار كله .
في طريق عودتي إلى البيت كنت أفكر بما سأفعله غداً بخليل ، و تصورته ملقى على الأرض و زملاءه ينهضونه ، و قد أحنى رأسه بذل ، و أنا أتبختر أمامه .
أفقت من تخيلاتي و قد وصلت البيت ، سألني والدي عن عمي و أولاده فأخبرته أنهم بخير و يهدوهم سلامهم و حبهم ، فحمد الله ، و أثنى علي لأني أحب أهلي و أسأل عنهم ، لم يكن المسكين يدري بأني أكذب عليه ، و أني قمت بعمل سيخجل منه لو عرفه .
في اليوم التالي ، ذهبت إلى المدرسة باكراً ، و انتظرت بفارغ الصبر مجيء خليل ، و كنت أخاطب زملائي متباهياً أثناء ذلك قائلا : عندما يأتي خليل سأطلب منازلته بالملاكمة ، و سأهزمه بضربتين أو ثلاثة لأريه مقدار نفسه .
و في هذه اللحظة وصل خليل و سمع كلامي فلم يرد علي ، أدار ظهره لينصرف ، فحسبت أنه خاف مني فصرخت قائلاً : إلى أين أنت ذاهب ؟ إني أتحداك فتعال و نازلني إن كنت شجاعاً .
التفت إلي و قال بهدوء : ما رأيك لو قبض كل منا يد الآخر و عصرها ، و من يصرخ أولاً يكون المهزوم ؟
قلت : دعك من هذا ، و تعال و نازلني بالملاكمة.. أجاب خليل : ما رأيك لو تسابقنا إلى آخر الشارع ، و من يصل أولاً يكون الفائز .
قلت بحدة : هيا نازلني بالملاكمة و لا تتهرب إن كنت بطلاً .
قال خليل : أخيراً ، ما رأيك لو لعبنا بلعبة قلب الأيدي و من يقلب يد الآخر يعتبر منتصراً ؟ قلت غاضباً : أيهما الجبان لن أقبل بغير الملاكمة .
التفت خليل إلى الزملاء المتحلقين حولنا و قال : إشهدوا أيها الزملاء أنه تحداني و أجبرني على منازلته .
نهض خليل ثم خاطبني : هيا أيها الأحمق .
وقفنا متقابلين و الكل مدهوش حولنا ، كنت مستعداً و رفعت قبضتي و رحت أدور حوله ، و ما هي إلا محاولة مني أو اثنتان للكمه حتى كانت لكمة قوية من قبضته قد أصابت فكي و ألقتني أرضاً .
ضج الجميع بالضحك سخريةً مني ، أما خليل فقد مد يده و رفعني ، ثم مسح الدم الذي كان يسيل من فمي و هو يقول : لماذا فعلت هذا ؟ لماذا ؟
انسحبت مطأطأ الرأس ، أخجل من النظر في وجه زملائي و أبحث عن مكان أختبئ فيه حتى لا يراني أحد .
يــــتبع ..
قلت في نفسي : يا للروعة ، و تذكرت زميلي خليل الذي يصفعني و يشد أذني كلما ضربت زميلاً ضعيفاً لي ، و كنت أسكت على ذلك لأنه أقوى مني ، و لأني لو شكوته للموجه لن يصدقني ، فخليل معروف بهدوئه و جده ، و علاماته دائماً ممتازة و هو محبوب من زملائه و مدرّسيه .
فرحت كثيراً عندما قرأت ذلك ، و فكرت في التنفيذ فوراً لأنتقم من خليل ، و لأبرهن للجميع أنني الأقوى.. قلت لنفسي : ترديد الكلام سهل جداً ، أما الصيام عن الكلام يوماً كاملاً فكيف؟ أنا معروف بكثرة الكلام ، و حتى لو استطعت السكوت سيستغرب كل من يراني و سيسأل عن سبب سكوتي ، و من ثم سأجبر على الرد .
فكرت طويلاً ، و هداني تفكيري إلى حل وجدته مناسباً جداً ، مساء الخميس سأطلب من أبي أن يسمح لي صباحاً بزيارة عمي في القرية ، و قبل شروق الشمس أحمل زوادتي و أنطلق و لكن الى الجبل القريب لا إلى بيت عمي ، و أبقى هناك حتى غروب الشمس ، و بذلك أصوم النهار كله عن الكلام ، و عند المساء أعود إلى البيت و قد حققت ما أردته .
و فعلاً ، في صبيحة يوم الجمعة ، و قبل شروق الشمس بكثير كنت أحمل صرة طعامٍ صغيرةٍ و أصعد سفح الجبل حتى غبت بين أشجاره ، و كنت لا أستطيع إكمال الصعود فالجو حار و قد تعبت ، و هناك بحثت حتى وجدت كهفاً صغيراً دخلته و جلست ، و بدأت أردد بهدوء :
" عربون ، برعون ، بقوتك يا ميمون يا حمرون ، يا كمون...امنحوني قوة خارقة أغلب بها كل زملائي بالمدرسة "
كررت هذه الكلمات أكثر من ست و ستين مرة بدلاً من ثلاث و ثلاثين ، و عندما خرجت من الكهف لم تكن الشمس قد أشرقت بعد ، جلست في ظل شجرة و تناولت طعامي ، و خوفاً من أن يراني أحد و يحدثني دخلت و نمت حتى العصر .
خرجت قليلاً و تجولت بين الأشجار ، و عدت مرة أخرى إلى الكهف و جلست حتى غروب الشمس ، و حمدت الله بأنني استطعت أن أمتنع عن الكلام النهار كله .
في طريق عودتي إلى البيت كنت أفكر بما سأفعله غداً بخليل ، و تصورته ملقى على الأرض و زملاءه ينهضونه ، و قد أحنى رأسه بذل ، و أنا أتبختر أمامه .
أفقت من تخيلاتي و قد وصلت البيت ، سألني والدي عن عمي و أولاده فأخبرته أنهم بخير و يهدوهم سلامهم و حبهم ، فحمد الله ، و أثنى علي لأني أحب أهلي و أسأل عنهم ، لم يكن المسكين يدري بأني أكذب عليه ، و أني قمت بعمل سيخجل منه لو عرفه .
في اليوم التالي ، ذهبت إلى المدرسة باكراً ، و انتظرت بفارغ الصبر مجيء خليل ، و كنت أخاطب زملائي متباهياً أثناء ذلك قائلا : عندما يأتي خليل سأطلب منازلته بالملاكمة ، و سأهزمه بضربتين أو ثلاثة لأريه مقدار نفسه .
و في هذه اللحظة وصل خليل و سمع كلامي فلم يرد علي ، أدار ظهره لينصرف ، فحسبت أنه خاف مني فصرخت قائلاً : إلى أين أنت ذاهب ؟ إني أتحداك فتعال و نازلني إن كنت شجاعاً .
التفت إلي و قال بهدوء : ما رأيك لو قبض كل منا يد الآخر و عصرها ، و من يصرخ أولاً يكون المهزوم ؟
قلت : دعك من هذا ، و تعال و نازلني بالملاكمة.. أجاب خليل : ما رأيك لو تسابقنا إلى آخر الشارع ، و من يصل أولاً يكون الفائز .
قلت بحدة : هيا نازلني بالملاكمة و لا تتهرب إن كنت بطلاً .
قال خليل : أخيراً ، ما رأيك لو لعبنا بلعبة قلب الأيدي و من يقلب يد الآخر يعتبر منتصراً ؟ قلت غاضباً : أيهما الجبان لن أقبل بغير الملاكمة .
التفت خليل إلى الزملاء المتحلقين حولنا و قال : إشهدوا أيها الزملاء أنه تحداني و أجبرني على منازلته .
نهض خليل ثم خاطبني : هيا أيها الأحمق .
وقفنا متقابلين و الكل مدهوش حولنا ، كنت مستعداً و رفعت قبضتي و رحت أدور حوله ، و ما هي إلا محاولة مني أو اثنتان للكمه حتى كانت لكمة قوية من قبضته قد أصابت فكي و ألقتني أرضاً .
ضج الجميع بالضحك سخريةً مني ، أما خليل فقد مد يده و رفعني ، ثم مسح الدم الذي كان يسيل من فمي و هو يقول : لماذا فعلت هذا ؟ لماذا ؟
انسحبت مطأطأ الرأس ، أخجل من النظر في وجه زملائي و أبحث عن مكان أختبئ فيه حتى لا يراني أحد .
يــــتبع ..
تاريخ النشر: 2016-09-24
التعليقات (14)
♥️~šáÿtañlik রgécéরÿáriśi~❤️️:
يعني الجزء قصير وهكذا سنتلوع لماذا لا تدمج القصه. كلها معا الجزء جدا قصير كما انه مختصر كلمة كلمتين ثم يتبع. هذا امر سخيف.
انها جيده نوعا ما ولكن لم افهم شيء. الأسلوب جيد وكذلك الفكرة ولكن تجزئتها أفقدتها حبكتها
◆Roxana♣:
صديقتي ..اسلوبك جميل لكنها قصيرة جدا!
اذا جزئتي قصتك فأحرصي على نشرها في اوقات متقاربة لأن هنالك اللاف المواضيع تصل الى الموقع ..ان التجزئة وبعد الفاصل الزمني بين القصتين مضرتان بالقصة وقد تفقدها جوهرها مهما كانت جميلة ..لذا
لا تستعجلي بالنشر بل اصبري لحين الانتهاء منها ثم انشريها بأجزاء بعدها وانا متأكدة من ان قصتك تحتمل الارسال دفعة واحدة
فمربع النص يتحمل تقريبا 45 صفحة
تحياتي
◆Roxana♣:
لكنها اعجبتني جدا .. اتمنى لو تنشري الجزء القادم بسرعة و ان يكون اكثر طولا وتطورا بالأحداث
EXO:
سلمت يداك على الموضوع
انه جميل جدا و منسق
شكرا لك لقد اعجبني
وفقك الله و حماك
فايتينغ ♡
الشيخه النشميه:
القصة جميله ولكن إجرائها قصيره متباعدة بعضها زمنيا لذالك انصحكِ بأن لا تطيلي المده بين الأجزاء انا على أحر من الجمر لقراءة الجزء الثالث.
ارجو تقبل مروري
مصطفي جمال:
هذه القصة لا ينفع معها التقسيم لا اعرف لما يصر الجميع على تقسيم قصصهم و هي اساسا لا تحتمل التقسيم فهي ليست مشوقة من الاساس و القصة غير مشوقة و لم تشوقني للجزء القادم قدر المكان و لو كانت بقية الااجزاء بنفس الطول فاعتذر لو قلت لك انك ستتسرع و ستنهيها بطريقة سيئة و بالنسبة للقصة فواضح ان الفتى احمق لا يفقه شيء و ان خليل عطف عليه و واضح انه لم يصبح قويا لانه احمق و لم يتبع المذكور في الكتاب حرفيا
عَ ـآشّـقَة فُلَسًــــــــــطٌيّنٌ:
بانتظار الجزء التالت ☺
غاده الى مصطفى جمال:
مصطفى جمال ,, لاول مره في حياتي اتفق مع في رأي
نينا إرينا:
القصة جميلة لكن تمنيت لو نشرت كاملة أفضل من التقسيم
ام ياسين:
لاااااااااا للتقسيم
marawan:
قال رسول اللةصلى اللةعليةوسلم ليس بالصرعة ولكن الشديد من ملك نفسة عند الغضب
الجنية الصغيرة كاتبة القصة.:
باقي القصة طويل جداااا لهيك كنت مجبرة اقسمها اسفة.
Flower K:
لاااااا ليش ما تنزل كامله ؟
:/
أحببت هذه القصه أرجوووكي طولي الجزء ال3
إنسان ميت:
أين الجزء الثالث من القصة؟