المتحولون .. من البراءة إلى الإجرام
ما الذي يجعل الطفل البريء يصبح مجرما ؟ |
مرحباً رواد كابوس ..
عندما تراهم ؛ يسرقون نظرك و يشعرونك بالسعادة وبدون إرادة تنظر إليهم وترتسم على شفاهك ابتسامة مليئة بالحب والإعجاب ، إنهم نموذج لأروع خلق الله ، إنهم الأطفال و تلك البراءة والجمال تجلب وتسر كل من رآهم .
لكن أليس القتلة و المجرمين و المغتصبين و و … كلهم كانوا أطفالاً بريئين يجلبون السعادة بمجرد النظر إليهم ؟
هذه واحدة من قصص المتحولين ..
في قديم الزمان كان هناك لص وقاطع طرق خطير متهور ﻻ يخشى شيئاً و في يوم من الأيام سولت له نفسه أن يسرق قصر الملك ، وفعلاً ذهب إلى القصر وسرق أواني الملك الذهبية .
غضب الملك وقال اتوني به حياً مهما كلف الأمر ، فجيش الجيوش للقبض عليه وفعلاً أمسكو به وجاؤوا به للملك الذي نظر إليه بغضب وقال :
– كيف سولت لك نفسك لتفعل فعلتك الشنيعة ؟
و نادى : يا سياف اقطع رأسه ليكون عبرة لكل من سولت له نفسه و فكر يوماً أن يسرق
وجرت العادة أن يُسأَل المجرم عن أمنيته الأخيرة قبل إعدامه ، وعندما سؤل اللص عن أمنيته قال : أريد رؤية أمي لأودعها ، فقال الملك : لك هذا
ولما أتت أمه وأمام الجميع قال المجرم لها : أمي أمنيتي الأخيره أن تخرجي لسانك لأقبله ، فأخرجت المرأه لسانها وما إن أخرجته حتى أطبق بأسنانه عليه وراح يعضها بكل قوة حتى سال الدم من فمها وهي تستغيث وترفس بقدميها وتدفعه بيديها بلا فائدة ، تدخل حراس الملك دون فائدة وظل على هذه الحال حتى اقتلع لسانها .
دهش كل من كان هناك ومنهم الملك الذي قال له : ويلك لماذا فعلت ذلك ؟ فأجابه السارق :
– في صغري كنا فقراء ﻻنملك من الطعام شيئاً ، وكنت جائعاً أتمشى في السوق ، ومن كثرة جوعي سرقت قطعة طماطم واحدة وأعطيتها أمي ، فقالت لي أحسنت بني بارك الله فيك ، فكررت الأمر مرات عديدة وفي كل مرة كانت أمي تشجعني أكثر ، وصرت أسرق اكثر إلى أن كبرت وكبرت خطيئتي معي وأصبحت ما أنا عليه الأن ..
لو أنها نهتني عن السرقة أو وبختني لما صرت ما أنا عليه الآن .
فتأثر الملك لقصته وعفى عنه .
هذه القصة حكتها لي جدتي عندما كنت صغيرة ، و السؤال الذي يطرح نفسه :
ألم يكن المجرمين صغاراً أبرياء ؟
ما الذي يحدث لهم ليتحولوا لمجرمين أو مبدعين ؟
هل البيئة التي ينشؤون ويكبرون فيها مسؤولة عن تحولهم ؟
هل الفقر مسؤول وهل العائلة السبب ؟
و هل الحروب لها تأثير جدي على الأطفال ؟؟
كيف تعتني بطفلك وتحافظ عليه ؟ ﻻ تستطيع أن تحبس ابنك او ابنتك بالبيت لتؤمن لهم الأمان وتقيهم مخاطر الاختلاط بالناس .
تاريخ النشر : 2017-09-27