توقف ! رعب في الطريق 2
كانت هناك ظلال بين مزارع النخيل .. |
هيا بنا لننطلق ..
ظلال تتحرك :
يحكي صديقي أنه و صديقه في صغرهما و أثناء المصيف في مدينة أخرى ، كانا عائدان بالليل من المدينة باتجاه الضاحية التي يسكناها ، و قبل وصولهما بمسافة بعيدة قليلاً طلب منه صديقه التوقف و شرب الماء من ثلاجة المسجد الخارجية و الجلوس قليلاً ، و لكن صاحبنا لاحظ أن صديقه كان شارد الذهن و ينظر باتجاه الضاحية حيث مزارع النخيل ، فسأله : ما بك ؟ لمَ لا تتكلم ؟ هيا بنا لمنازلنا فقد تأخر بنا الوقت
فرد عليه : انتظر و اصمت فقط ، انظر باتجاه الضاحية حيث المزارع ، و ما إن صرف نظره حيث طلب منه حتى كان المنظر المخيف ..
فقد رأى هو الآخر ظلان يسيران بجنب بعضهما أحدهما يطول و الآخر يقصر و هكذا دواليك ، فتجمد صاحبنا بمكانه من الرعب و عقد الخوف لسانه حتى اختفى الظلان بين المزارع .
انتظر الصديقان بعض الوقت حتى هدأت نفسيهما ثم سارا باتجاه الضاحية حيث منازلهما و هما يرددان الأذكار و الآيات القرآنية حتى وصلا سالمين .
الجنية الصغيرة المغوية :
نفس الصديق و بقصة أخرى يقول فيها في صغرنا في مدينتنا كنت أنا و صديقي بآخر الليل جالسين أمام
بيت جدي ، و أثناء حديثنا مرت بجانبنا طفلة صغيرة بعمرنا و كان شعرها أشعثاً كثيفاً و لكن مع ذلك قد اغوتنا فتبعناها .. من زقاق إلى زقاق نركض وراءها و هي لا تشعر بنا ، حتى وصلت إلى أحد الأزقة الطويلة و دخلت فيه فركضنا وراءها بسرعة شديدة ، و أدخلنا رؤوسنا من خلف الجدار و لكن لم نرها فقد اختفت بلمح البصر !!
سرت القشعريرة في أجسادنا من غرابة الموقف : كيف لها أن تختفي بهذه السرعة و نحن لم نأخذ إلا أقل من 5 ثواني للحاق بها و رؤيتها في هذا الزقاق الطويل ؟!!
عاد الصديق إلى جده و أخبره بالأمر ، فضحك جده منه و قال له : حتى أنتم رأيتماها يا بني ؟! هذه الطفلة الجنية لم يسلم الكثيرين من أرعابها و إغوائها لهم ، و لكن لم ينالوا منها إلا الرعب في قلوبهم .. فقط كانت تظهر لهم و تجبرهم على أن يتبعوها ثم تختفي بلمح البصر .
حاليا لم نسمع قصص عنها لأن الحارة أصبحت كثيرة المنازل و السكان و مضاءة أغلب أوقات الليل
قطة ؟ أم جنية ؟! :
أحد الأصدقاء يروي أن أخواله كانوا يهمّون بإعداد وليمة العيد بطريقتها التراثية ( حيث يتم حفر حفرة كبيرة للأرز و اللحم المطبوخين ببعض ، و يتم طمرهما داخلها في قدر كبير و دفنه حتى صباح اليوم التالي ، و تسمى هذه الوجبة بـ العرسية ) ، المهم أن الرجال عندما أرادوا حفر الحفرة كانت تتبعهم قطة سوداء من جدار إلى جدار بين البيوت ، حتى اتفقوا على حفر إحدى البقع في أحد بيوتهم ، و لكن ما إن شرعوا في الحفر حتى بدأت القطة السوداء بالمواء بصوتٍ عالٍ و مخيف يهز الأبدان و هم ينظرون إليها حتى صاح احدهم .. توقف توقف و لنغير المكان ، و ردموا الحفرة الصغيرة و حفروا بالقرب منها .
في اليوم التالي دفع الفضول أحدهم لمعرفة سر مواء القطة أمام تلك الحفرة ، و قام بالتنقيب قي ذلك المكان و كانت المفاجأة ؟!
حيث عثروا على عملات معدنية قديمة و تراثية ثمينة بكميات لا بأس بها ، و هنا قطع الشك باليقين لدى الرجال بأن تلك القطة لم تكن عادية ، بل كانت كما تتوقعون و أتوقع أنا .. و إنها تحاول إبعادهم عن مكان هذا الكنز الصغير و لكنها لم تفلح في ذلك في نهاية الأمر .
أمي ، هل عدتي ؟
نفس الصديق الأخير يقول : أن رجلاً قام في الليل بتوصيل أمه إلى أحد منازل الأقرباء و عاد إلى البيت ، حيث لم يكن فيه إلا أخيه الضرير ..
دخل الرجل إلى إحدى الغرف للصلاة و بينما هو في صلاته لم يشعر إلا و أخوه الضرير يحادث شخصاً ما و يقول : هييي أمي ؟ هل عدتي ؟ فدب الرعب في قلب صاحبنا و قطع صلاته و ركض باتجاه أخيه الضرير و قال له ما بك ؟
فقال له : أتى شخصٌ ما بالقرب مني و كنت أسمع خطواته و تجواله بالغرفة و أنا أظن أنه أمي ، و كنت أناديه : هل أنتِ أمي ؟ هل عدتِ ؟ و لكنه لا يجيب .
حينها نشف الريق في حلق الرجل مع شيء من الخوف و أسرع باتجاه أرجاء المنزل يفتشه و لكنه لم يعثر على أحد ، ثم رجع إلى أخيه و قال له : تلك لم تكن أمنا ؟ هي لم تأتِ بعد ، فقد أوصلتها للبيت الفلاني البعيد منذ قليل ..
تناسيا الأمر و رجع الرجل لإعادة صلاته ، و للعلم أن الفارق الزمني بين مناداة الضرير على الشخص المجهول و ركض الرجل باتجاهه لم يتعدَ الثواني اليسيرة بحيث من الصعوبة على بشر أن يهرب من المكان في هذا الوقت الضئيل .
وداعاً و بانتظار حضوركم معي في الرحلة القادمة في طرق الرعب التي لا تنتهي .
تاريخ النشر : 2016-11-21