توقف .. رعب في الطريق 3
لمحت رجلاً طويلاً و أسود اللون بالكامل و بدون ملامح قادماً باتجاهي |
حسناً سوف نواصل ، و لكن استعدوا للقادم المجهول و على مسؤوليتكم هيا بنا ..
الجنية و العــامل :
في بيت موحش ، و في قرية شبه مهجورة ، رضي ذلك العامل أن يعمل لدى تلك الأسرة في بيتهم القروي ، و أن يكون المسؤول و المنوط بأعماله في غيابهم رغم ما قيل و يقال عن أنه مسكون بجنية مزعجة للغاية .
سكن فيه و بدأت تحرشاتها المخيفة به ، كان أثناء الجلسة الواحدة و مثلاً عندما يشعل سيجارته تأتيه على شكل امرأة و تطفئها و هي في فمه ، ثم يشعلها و تطفئها و هكذا دواليك !!
( تخيلوا الموقف تأتيكم امرأة تعلمون أنها ليست بشرية و كلما أشعلتم سيجارة أطفأتها مشتعلة في أفواهكم !)
كان كلما قام بعمل تأتيه و تزعجه و تحاول تخريب عمله ، و حتى في نومه أقلقت و قضت مضجعه ، و هو صابر و معاند و متحدي لها و لكل الرعب الذي قيل عنها ، حتى أتت فترة وصل الأمر به إلى نتائج عكسية ، فقد أصيب العامل بانهيار عصبي و أصبح كالمجنون ، و حُمِل من المنزل و هو في حال يرثى له .
تم ترحيله إلى بلاده على تلك الحال السيئة ، و لكن من المؤكد أن السفارة و العائلة طلبت من مخدوميه تحمل مصاريف علاجه ، لأن السبب في حالته المرضية كانت تلك الجنية في ذلك المنزل القروي المسكون .
أجارنا الله و إياكم من شرور أمثالها .
***
السائر على الساحل :
قصة حديثة أخبرني بها عامل وافد أعرفه و أعرف كفيله ، و ذلك بعد طلب مني أثناء توصيلي له إلى القرية التي حدثت القصة على أطرافها ، حيث يقول فيها على لسانه :
طلب مني كفيلي و صديقه أنا و اثنان من العمال أن نذهب في رحلة صيد بحرية ليلية كالعادة ، و عند عودتنا تركوني في الساحل الموحش و البعيد في منطقة (أعرفها شخصياً)
في القارب لأقوم ببعض الصيانات و التنظيفات الخفيفة فيه ،
بينما ذهبوا هم بالسيارة للقرية لإحضار الطعام و الماء و أغراض أخرى للصيد .
و بينما أنا منهمك في عملي في القارب ، و كان جسمي نازلاً في قعره ، لمحت رجلاً طويلاً و أسود اللون بالكامل و بدون ملامح قادماً باتجاهي ، و كنت أراه و يراني ، فأصابتني قشعريرة و لكن في نفس الوقت كنت أتوقعه أحداً من أصحابي الأربعة اللذين تركوني وحيداً ، حتى اقترب من القارب و أنا فيه و مر أمامي مرور الكرام ، و هو صامت و دون حتى سلام ، و أنا مستغرب منه !! حتى بدأ يبتعد قليلاً و في تلك اللحظة ظهر نور سيارة زملائي ، و بمجرد أن رآها الرجل الغريب حتى اختفى في الهواء ، و حينها لا تتصورون كم كان شعوري رهيب ، (وكأن احدا سكب سطل ماء بارد عليه) .
و عندما وصلت السيارة أخبرت كفيلي بقصة الرجل معي ، و كيف اختفى بمجرد رؤيته لمصابيح سيارتهم ، بينما هم أكدوا أنهم لم يروه لأنه ببساطة لم يكن في طريق مصابيحهم ،
حينها أخبر الكفيل العامل أنهم لن يتركوه مرةً أخرى لوحده ، فلا أحد يعلم ماذا سيحدث في المرة القادمة .. فكما يقول المثل الشهير ( ليس كل مرة تسلم الجرة )
ماذا تتوقعون طبيعة ذلك الشخص ؟ أعتقد لا تحتاج إلى تفسير ماهية ذلك الرجل الغريب ..
بانتظار أن نلتقي في طرق الرعب الموحشة المستمرة ، فما زالت طرق الرعب معي طويلة وطويلة إن شاء الله ..
إلى لقاء قادم ..