القسم : أدب الرعب والعام
جسد بلا روح

***
ها أنا ذا في عيادة الطبيب النفسى أنتظر دوري فربما وجدت عنده دواءً يداوي مالا تستطيع الأيام والليالي مداواته فقد أصبحت في هذه الحياة وكأننى جسد بلا روح ، وها أنا ذا أتذكر مقتطفات من حياتى كنت أتمنى أن تكون طي النسيان .
ها هي فيدرا كلبة حبيبى وخطيبى وجارى فراس فدائماً ما يبعث لى معها الكثير من الخطابات التى تُدخل على قلبى السعادة والبهجة .. ولكن محتوى الخطاب هذه المرة أثار في نفسي القلق والحيرة فقد قِيل به :
( أرجوكِ فلتأتي إلي الآن ولا تخبرى أحداً فهناك مصيبة )
وبسرعة وصلت إلى فيلا فراس لأجد يداه ملطختان بالدماء ودار بيننا الآتى :
فراس : لم أقصد أن أقتلها صدقينى ، ولكنها من اضطرتنى لذلك . لقد حاولت قتلى كنت فقط أدافع عن نفسي . لا أعرف ماذا أفعل . ساعدينى أرجوكِ .
أنا : يجب إبلاغ الشرطة وسوف تُقدر الأمر. لا تخف سأكون بجانبك .
فراس : لا أريدك أن تُملي علي ماذا أفعل بل أريدك أن تساعدينى فى تنفيذ خطتي .
سوف تتصلي بمروان أخو ياسمين وتستدرجيه إلى هنا فإنه الوحيد الذى قد يشك باختفاء ياسمين ويجب التخلص منه هو الآخر فهما لا يملكان إلا بعضهما .
أنا : ولكني لا أستطيع فعل هذا فلتفكر جيداً . هذا ليس بالقرار الصائب صدقنى أرجوك كما أنه لا ذنب له .
فراس : انصتى إلي أنا لا أطلب منكِ شيء بل هذا أمر فأنتِ شريكتي في هذه الجريمة .
أنا : ماذا تقول ، أنا لم أفعل شيئا أجننت أنت !!
فراس : نعم ، أنتِ شريكتي فكل هذا بسببك فلو أني لم أتركها لخطِبتك ما كان سيحدث هذا ، كما نشبت بينى وبين مروان عداوة بسبب حبه لكِ . أنتِ مجبرة على تنفيذ أوامرى .
أنا : لا يا فراس لا أستطيع فعل ذلك لا أستطيع .
فراس : انظرى حولك . انظرى إلى حال ياسمين . هل تريدين اللحاق بها ! فكرى فالأمر بيدك .إما ان تكوني شريكتى في هذه الجريمة أو ضحيتى الثانية . فكرى جيداً يا سلوى فلتتذكري ما خططنا أن نحياه معاً . أستُضيعين كل هذا ! فلتطلبى منه المجئ فقط ولا شأن لكِ بالباقى هذا وعد .
وأمام هذه التهديدات لم أجد أمامى إلا الاتصال بمروان كما قال لى .
أنا : مروان أريدك أن تقابلنى فى حديقة فيلا فراس فوراً .
مروان : حسناً ، ولكن ما الخطب ؟
أنا : لقد تشاجرت معه . فلتحضر أولاً .
سلام .
وأخذت أفكر ماذا سأفعل عندما يأتى مروان وماذا سأقول له ، ولكن قاطع تفكيرى صوت صرخة مروان بعد أن هاجمه فراس بضربة على رأسه .
أنا : فراس انتظر من فضلك لا يمكنك قتله . ما زال بامكاننا الهرب .
فراس : لقد انتظرت فرصة الانتقام من هذا المتعجرف منذ سنين وها أنا اليوم سأحقق حلمى . سأقتله ببطئ حتى يتألم و يتألم .
ولكن قبل أن يكمل فراس كلماته الساخرة داهمته بطعنة فى ظهره . لا أعلم كيف فعلت هذا ولكنني فعلتها .
صدقونى كل شئ فى المحاولة الأولى يكون صعباً ولكن سرعان ما سيكون هذا الأمر يسيراً. ولكننى ظللت صامتة من هول المفاجأة حينها .
مروان : سلوى فلتسرعى فكي قيودي لنتأكد من موته . لا تخافى .
فى هذا الوقت فكرت بنفس فكرة فراس أن أقتل مروان لأنجو بحياتى فلا أتحمل أن أرى نفسي في قفص المجرمين هذا مستحيل . ولكنى لم أستطع قتله فهو لا ذنب له بشيء إطلاقاً .
مروان : أرجوكِ هيا . سأساعدك على التخلص من هذا ولكن فقط حُلي قيدي .
وفى هذا الوقت وثقت به وقد كان حقاً أهلاً بالثقة . فبعد أن حللت قيده اتصل بمالك الشركة الذى أعمل عنده وطلب منه أن ينقلني إلى فرع الشركة بايطاليا ، لأبتعد عن هذه الأمور وقال لى أنه لا شأن لى بالباقى كل ما علي هو أن أخبر أسرتى بأننى تشاجرت مع فراس وقررت السفر إلى ايطاليا لأبدأ حياة جديدة بعد أن ترك فيلته وذهب مع إمرأة أخرى . وبالفعل صدقني الجميع وذهبت إلى ايطاليا وكأن شيئاً لم يحدث .
فحقاً قد استحق فراس هذا وذلك بعدما علمت من مروان أن فراس كان على علاقة بياسمين وعندما ذهبت إليه لتهدده بأنه إن لم يعلن عن علاقتهما فسوف تفضحه وتكشف الأمر قتلها .
حقاً لم أعد أبالى وظللت هكذا حتى جاء هذا اليوم المشئوم الذى دق فيه الباب فإذا بى أفتحه ظناً منى أنها صديقتى وشريكتى فى الشقة ولكنه كان هو ............
كان فراس ولم يمت كما ظننت فإذا به يقابلنى بابتسامة تنُم عن الشر ويدفع الباب ليدخل .
فراس : لقد تغيرتى كثيراً.
كيف لا تطلبين من حبيبك الدخول !!
أنا : أنت لم تمت كيف ؟
فراس : لا تحدثينى بهذه النظرة المرتجفة فطالما عشقت نظرتك الواثقة وعيونك التى لا تنطق لى إلا بكلمات العشق.
لا تخافى فأنا هنا لنعيد ما كان بيننا من جديد . أنا هنا من أجلك .
أنا : اذهب من هنا . اتركني وشأني لم يعد بيننا شيء .
فراس بتلك الابتسامة الساخرة : حسناً لقد غيرت رأيي فأنتِ كما أنتِ منذ رأيتك فى المرة الأخيرة لم يعد يؤثر بك الكلام المعسول .
حسناً فلنلجأ للتهديد كالعادة . فلتكوني معي وإلا لن تكوني معى أو مع غيري .
انظري فى تلك المرآة يا له من وجه جميل طالما أعجبنى وجهك هذا بملامحه البريئة وأسلوبك اللبق . هذا ما جعلنى أحبك أنا ومروان وربما غيرنا ، وكذلك كان سبب توظيفك فى هذه الشركة . ولكن للأسف إن لم تطيعينى فأعدك أعدك بحبي لك أننى سأشوه هذا الوجه الجميل وسأقطع لسانك أيضاً وأتركه معى للذكرى الخالدة .
سأذهب الآن وأعود غداً لأعرف قرارك .
انتظرى لقد نسيت أن أعطيكِ الهدية التى جلبتها لك .
فإذا بي أرى علبة جميلة وأفتحها لأرى ما بها وياليتنى لم أفعل .
فراس : لم تقولى شيئاً . أحقاً لم تعجبكِ الهدية !!!
إنها عيون مروان الزرقاء لطالما عشقتى اللون الأزرق . أرجو أن تعجبكِ . سأذهب .
والآن لا أجد أمامى إلا حلاً واحداً . لم يرحني من قبل ولكن هذه المرة فالدافع قوي إما حياتي أو حياته .
لقد استأجرت قاتلاً ولكن الآن حان دوري كما خطط له فراس من قبل ، أتصل بالضحية وأعطيها مكان المقابلة ثم يأتى موعد الغدر وموعد الخلاص .
أنا : فراس لقد اتخذت قراري أريد مقابلتك ولكن ليس في شقتي ، فكما تعلم فأنا لدي شريكة سكن .
وبعد أن حددنا المكان وموعد اللقاء بعثت بذلك القاتل ، وذهبت لأتأكد من بعيد أن الأمر قد تم هذه المرة . وها أنا أراه غارقاًفى دمائه . لقد نجحت أخيراً لقد ثأرت لنفسي . ولكنني مع ذلك ظللت خائفة فهو لا يفارق خيالي أو أحلامي . فأصبحت وكأننى جسد بلا روح لا أعرف من أنا !
والآن قد قطع أفكاري صوت الممرضة وهى تطلب مني أن أستعد لأن المريض السابق سيخرج الآن . فنظرت إلى الباب وأنا أنتظر خروج المريض فإذا الباب يُفتح لتخرج منه تلك الابتسامة الساخرة على وجه فراس .
فإذا هو أمامي حياً من جديد ......................
تاريخ النشر: 2015-08-21
التعليقات (34)
رنين - مديرة - :
شكرا للاخت دينا على القصة الجميلة .. يبدو ان البطلة قد تحولت الى سفاحة .. بالاول كان ارتكاب مثل تلك الجريمة صعبا عليها .. حتى اصبح شيئا بسيطا فقد أصبحت ترى وجه صديقها الغدار في وجوه جميع ضحاياها ..
ارجو ان تستمري مشاركاتنا بما يخطه قلمك .. واصلي و بالتوفيق لك ..
دموع الورد:
اسلوبك جميل في الكتابة والقصة أكثر من رائعة
مروه:
يبدو انها ستنتحر في النهايه لترتاح من فراس :
aya rory:
هل يعقل فراس يموت ويظهر من جديد كم روح لديه!
جميلة القصة ومثيرة ..لكن ان كان يريد قتلك لماذا ينتظر حتى الان؟
رحاب ليتل:
اعجبتني القصه كثيرا
شكرا لك
فوضى الحواس:
جميل فعلا اكره اسم فراس ليته يختفي على كل انا ارى انها فقط تتخيل ففراس مات و شبع موت و هي لا تزال تراه في كل شخص فمن جاءها في الشقة ربما مندوب مبيعات و الهدية كانت صورة او لعية المهم عفسة truc زرقاء و الحوار مجرد خيالات و كذلك الطبيب كان تهيؤات ايضا فراس اللعين يابى ان يرحل عنها حتى و ان توهمت انها تستطيع بسفرها نسيان جريمتها على كل القتل امر سيئ
شكرا و تحياتي
مشرقه:
ليس فراس من يلاحق و لكنه الماضي في حياه الكثيرين اسرار لا يمكن نسيانها تتحول الي مخاوف و اشباح مثل فراس تقض مضجع صاحبها و تسجنه في الماض و تشغله عن المستقبل و الحاضر
المدريديه زينب المدريديه:
قصتك مرعبه لكن انا اعتقد انه ليس فراس من يلاحقك بل هو الماضي الحزين لك الله يكون بعونك
نور القمر:
جسدة من حديد الا يموت ما هذا البشر
★sweet snow★:
تبا ما مشكلة فرااس هذا الا يمووت :O
لقد اعجبتني الفتاة في شقه و قرار التخلص من فرااس كنت افكر لو كنت مكانها ماذا كنت لافعل لم اتوقع ردت الفعل هذه
قصة رائعة جداا جدجداااا
سجووي^-^
تحياتي ★★★
ميريل الكوسا:
اعجبتني القصة كثيرا ظننت انها ستتحول لمطاردة اشباح تجعلني انتفض غضبا لكنها لم تكن كذلك اعجبتني الفكرة مع انني غير متأكدة اذا كان قد نجا و عاد ليطارها حيث قتلته فعلا و اصبحت تراه في كل مكان او انها قتلت شخصا اخر تخيلت انه فراس لكنني اظن انه نجا ثم قتلته كيف اعطاها عيون مروان غير ذلك على كل حال للمرة الثانية قصة جميلة
Dina Mohamed:
شكراً على ما أبدعته تعليقاتكم من أفكار لنهاية القصة
وشكراً على تلك المشاركة العطرة التى غمرتنى بالسعادة وشجعتنى للمضى قدماً فى هذا المجال .
وأيضاً جزيل الشكر لادارة الموقع التى لم تُطل على الانتظار فقد تفاجئت حقاً عندما رأيت أن قصتى نشرت بهذه السرعة فلم أكن أتوقع هذا وخاصة أن القصتين السابقتين قد طال انتظارهما بالنسبة لى ولكنى حقاً أقدر حجم الضغط الذى تعانيه الادارة بسبب كثرة المشاركات .
وشكراً للجميع مرة أخرى .
مع فائق التقدير والاحترام .
محمد حمدي:
ربما كان أثر صدمتها جراء موت فراس كبير عليها ........ لدرجة أنها صارت تتوهم رؤيته في كل مكان ...... ربما اصبحت سفاحة وقتلت مروان بعد ان صور لها عقلها الباطن انه قد يفضحها
قصة جميلة اعجبتني رغم عدم فهمي لها بالكامل لكن نقص الفهم ذاك لا يزيدها الا جمالاً في نظري
غزوان:
هالكلب فراس قط بسبع أرواح ههههههه
العنقاء:
بالله عليكي اضربيه وقطعيه اربا اربا ثم اطحنيه وارمي دقيقه في النهر كي لا يعود مجددا هذا اكبر خطأ للقاتل يعتقد بأنه قتل ضحيته بضربه لا يعرف بأن الضحيه لديها سبع ارواح هههههههه .
#########@@@@@@@@@@@:
يمين بالله ينزلوا كل ابطال القصه بشريكتها في الشقه تحت يدي بس وانا وربنا لروح فيكو في قضيه راي عام
مرام:
قصة جميلة راقتني الحبكة كثيرا، وأعجبني تصويرك للواقع النفسي المضظرب الذي تخبطت به بطلة القصة.
تحياتي لك أخت دينا بانتظار جديدك
فوضى الحواس:
العنقاء
ههههههه تبا كم انت سفاحة اعتقدت انني وحدي من املك شيفرات اجرامية مخزنة وقت الضرورة
مجهوله:
اسلوب كتابه جميل وقصه خياليه جميله هههههههه حقا المشكله ان فارس لايموت هههه
مجهوله:
اريد ان اعرف البطله تقتل على راحتها واين الشرطه من ذلك اين الامن هههههههه اما اذا قتلت انا فسوف استخرج من تحت الارض تبا لها لديها حظ هائل هههههه
Dina Mohamed:
حسناً ربما يكون للقصة جزء اخر ليشبع تلك الرغبة الجامحة عند القراء للانتقام من فراس هذا إن لم يكن مات حقاً.
أما بالنسبة لعدم اكتشاف جرائم بطلة القصة فأنا من وجهة نظرى أن هناك جرائم كاملة وإلا ما كان هناك هذا الحجم الهائل من الجرائم والقضايا التى سُجلت ضد مجهول :)
وشكراً للتفاعل الرائع
طي الكتمان:
القصه جميله جداً
فراس بسبع ارواح تباً له لقتل ذو العيون الزرقاء اريد ضربه كف
انا:
الحكاية حقيقة ام من وحي خيالك
Dina Mohamed:
الحكاية من وحى الخيال
هيرو:
هههه رائعة القصة ... وسالفت فراس هذا ما يموت
جيهان:
الله يبارك فيكم _ ما شاء الله التعليقات فيها تفاعل ضخم _ اوجه شكري الكبير للكاتبة قصتك رائعة للغاية هل هي حقيقية و هل لها جزء ثاني
Dina Mohamed:
القصة من وحى الخيال لا أكثر
أما بالنسبة لوجود جزء ثانى فهذا مازال قيد التفكير
وشكراً على التفاعل الرائع
إيمان فرحات:
القصة اكثر من رائعة وكما تعودت علي ما تكتبيه واصلي في هذا المجال واحييكي يا صديقتي علي ما تبدعيه دائما
Dina Mohamed:
ميرسى يا إيمى ربنا يخليكى ليا يارب
مشاعل:
ي رباااه جني مو فراس نشبه مايفك بسبع ارواح
نور من الجزائر:
قصة مشوقة أحداثها عظيمة و تفاصيلها مختصرة للأسف تصلح سناريو فيلم رعب شكرا على كل حال
هابي فايروس:
احسنت فراس فأنا اكره اللون الازرق حقا:)شكرا لقتله...
قصتك ليست سيئه يافتاه او فتى او ايا كان:)
اريج:
رائع .... سرد متقن واظب او واظبي..
قتاده:
سرد روعه