حقائق عن السحر و الجن
حكى لي والدي تجربته مع كتاب شمس المعارف .. |
لطالما كانت قصص الرعب و الأشباح تأخذ حيزاً كبيراً من اهتماماتي الشخصية ، مُذ كنت صغيراً و أنا أحببت أن أستمع إلى جدتي و هي تروي تلك القصص بشغف كبير ، حتى أنني بدأت بتأليف سيناريوهات قصص الرعب .
لكن مع كل ما ذكرت آنفا ، لم أواجه أي تجربة شخصية مع الجان و الأشباح .. مفارقة عجيبة أليس كذلك ؟!! مع بلوغي سن الرشد بدأت أدرك أن ما كنت أسمعه من جدتي كانت محض خرافات ، و كلما يزيد من عمري سنة كنت أدرك أكثر و أكثر ألا يجب أن يكون هنالك مكان للخرافات بين الذين يؤمنون بالعلم و المعرفة و الحقائق العلمية .
لكن ما دار بيني و بين والدي غير من مفهومي ، و أحببت أن أشارككم بقصته و أيضاً لمعرفة بعض الحقائق عن السحر ، و جدير بالذكر أن والدي أقسم أنه صادق بكل ما قاله ، و أنه نجا بأعجوبة من نهاية مميتة ..
قبل أسبوع بالتحديد جلست مع والدي أناقش معه بعض المواضيع و فجأة و من دون سابق إنذار تحدثنا بموضوع الجن و العفاريت ، بغض النظر عن النقاش الذي دار بيننا ، أفصح أبي و لأول مرة عن سر لم يكن يريد الإفصاح به لأحد .. تحدث عن تجربته مع الكتاب “شمس المعارف الكبرى” الأصلية .. موضوع مشوق و هذا ما قاله لي بالحرف :
كنت في سن المراهقة و فِي ذاك الوقت لم نكن نحتاج للمال بل كل ما كنّا نريده كان الحظ الوفير و لفت انتباه الفتيات ، بسبب طيش الشباب و عدم اللامبالاة بالمسؤولية كنّا نبحث عن أي شيء يدر علينا بالحظ ، و سمعت في يوم من الأيام عن السحر الأسود و بالتحديد عن كتاب شمس المعارف ، بحثت عنه طويلاً و وجدته .. أخذته على وعد أني أرده بعد بضعة ايّام ، و هذا ما حصل .
أتيت بالكتاب و بدأت أقرأه ( قبل أن يكمل سألت والدي إذا ما لاحظ أشياء مريبة عند فتح الكتاب أو قراءته كما نسمع من بعض الأشخاص ، فقال لا أبدا كان كل شيء عادياً )
أكمل قائلاً عن بعض الفقرات و كيف العمل فيه يجعل أي فتاة تحبك حتى و لو كرهتك ، و قال هناك آية من القرآن الكريم بعد أن تقرأها سوف تدخل بغيبوبة لكي تصطاد صغير الجان ، و إن اصطدته ملكته ، و قد أحببت الفكرة و جهزت نفسي (فقط للتنويه أبي لم يخبرني عن تفاصيل هذا السحر و لَم يخبرني ما هي الآية الكريمة و قال بالحرف أنها ليست صعبة لكنها تتطلب قلب و عزم أقوياء ..)
لنعود الى القصة ..
بعد أن حضرت نفسي بدأت بتلاوة الآية القرآنية و بالفعل دخلت في غيبوبة ، كان أشبه بالحلم لكن بنفس الوقت حقيقة ، رأيت أطفال الجن يلعبون كانوا صبياً و فتاة ، هنا قاطعته و سألته إذا ما كان يتذكر أشكالهم و كيف كانوا ، قال لا يشبهون البشر إلا باطرافهم و وجوهم مضحكة و أقرب لوجوه الحيوانات ، و أيضاً إنهم صغار الحجم و هذا ما يخالف كل ما سمعته طيلة حياتي ، حيث جل ما سمعته عن أشكالهم أنهم إنس و لكن بأطراف حيوانات .
بدأت بالركض خلفهم و هم يرتعبون مني و يصرخون و أنا ألحقهم ، و ما هي إلا لحظات حتى تجلى شيء أمامي ، ظل طوله أكثر من 40 متراً أو أكثر ، لم أستطع النظر خلفي و لكن هذا الشيء كان خلفي و لا أعلم ما كان بالتحديد ، لا أعلم إذا كان أب أو أم أطفال الجن أو كبيرهم ، لكن ما حدث لن أنساه طوال ما حييت ، سألته ما الذي حصل ؟
قال : سمعت صرخة مدوية أقوى من صوت الانفجار بألف مرة ، و استفقت على تلك الصرخة و الدماء تتساقط من أنفي و أذني و لَم أستطع السمع بعدها لأسبوع كامل ، و أنا محظوظ لأني حي أرزق .. و بعد الحادثة كثير من الشيوخ كانوا قد زارونا لأن أهلي طلبوا منهم ذلك لأنهم افتكروا أن شيء ما تلبسني .. الشيخ لطفي أبو معروف كان ذاك الشيخ المحبوب من الجميع ، نظراته لي و أنا بالفراش لم تكن مريحة كأنه كان يعلم شيئاً عني !
بعد شهر و بعد أن أعدت كتاب شمس المعارف توجهت إلى الشيخ أبو معروف و قال يا ولدي الذي فعلته كان يمكن أن يسبب لك و لعائلتك مشاكل عديدة ، و أحمد الله أنك بخير الآن ، معظم من حاول أن يفعل ما فعلته أنت كان مصيره الموت أو الجنون ، السحر ليس لك لأنك طائش ، الكتاب الذي كان معك لا يستحوذ عليه إلا الشخص الذي لا يخاف ، و الذي لا يخاف هو الشخص الذي قرأ كثيراً من كتاب الله حتى أزال الخوف عن قلبه ..
و أنا في الحقيقة لم أفهم ما قاله الشيخ لأبي و كيف علم بقصة الكتاب و لكن ما تعلمته أن لا أقترب من السحر حتى لو لم أكن خائفاً .