دعاء من عالم آخر
ثمّ ازداد دعاؤه حتّى دخل في نوبة بكاء |
مرضت السيّدة “م” بمرض خبيث _عفاكم الله_ وقد شعرت بكلّ الأعراض التي تدلّ عليه. وجرّبت المسكينة طرق العلاج المختلفة من الطبّ البديل و العلاج الكميائي، غير أنّ المرض قد استفحل وتمكّن منها .
ولمّا رأت أنّه ليس هناك من بدّ، طلبت من زوجها أن يأخذها عند أهلها ويتركها هناك تنتظر الموت فلبّى زوجها طلبها بكلّ حنان واحترام . لمّا وصلت إلى ببت أبيها، استقبلها الجميع بحفاوة وترحيب حارّ جدّا .
وفي اليوم الموالي، طلبت منهم بأن يصنعوا لها معروفا أو كما يقال عندنا في المغرب العربي”الصدقة” وهي طبخ الكسكسي مع الخضر واللّحم أو الدجاج ثمّ دعوة الفقراء والجيران إلى المأدبة. وأحيانا، يحمل أصحاب المعروف القصعة ويضعونها في المسجد . فيلتفّ المصلّين حولها . ثمّ يدعون لصاحبها . وعملت العائلة المعروف لابنتهم المريضة .
وفي تلك اللّيلة، رأت حلما غريبا جدّا . رأت رجلا طويلا وغريبا بجانبها، ثمّ توجّه نحو القبلة . وأخذ يدعو، وقد رفع أكفّ الدّعاء إلى السماء . ثمّ ازداد دعاؤه حتّى دخل في نوبة بكاء . وواصل دعاؤه بأن تشفى هذه المرأة الطيّبة . وبقي يدعو ويدعو ويلحّ في الدعاء والمناجاة والتوسّل إلى الله ثمّ سكت ثم نظر إليها . عندها، أفاقت من حلمها حائرة ولكنّها بعد فترة مضت، شعرت بتحسّن كأنّها نشطت من عقال . لم تعد تشعر بالألم في جسدها . ثمّ قامت من مرقدها بخفّة ونشاط..
أ تراها قد شفيت ؟
أيقظت أهلها . ولمّا رأوها، استغربوا جميعا . وقالت لهم”عندي طلب”
فقالوا”ما هو؟”
قالت “أريد أن أسافر في هذا الوقت إلى مدينة زوجي”
فقالوا لها” انتظري حتّى طلوع الفجر! إنّها الثانية صباحا !”
قالت لهم “أريد أن أسافر الآن”
فوافقوا جميعهم، واستقلّت سيّارة أجرة وعادت إلى بيت زوجها ودقّت الباب . و بعد دقائق، فتح الزوج الباب ورآها.. إنّها زوجته الواقفة عند الباب بكامل صحّتها !
أخذ ينظر إليها باستغراب و دهشة كبيرين، ولم يجد ما يقوله . قالت له زوجته “أنا بخير” فانهال عليها زوجها بالأسئلة “كيف ؟ ومتى ؟ ومن ؟؟ ‘ غير أنّها اكتفت بالإجابة التالية”إنّه الشيخ الصالح المقبول عند الله الذي دعا لي بالشفاء”
تاريخ النشر : 2019-05-05