تجارب من واقع الحياة

صراع داخلي

مرحبا.. أنا امرأة أحب نفسي و أعتز بأنوثتي و جمالي، و لو كان بيدي الاختيار لاخترت أن أكون امرأة ألف مرة، أضع كرامتي فوق كل اعتبار، و أكره العنف كثيرا وأشجع كل النساء المعنفات على الطلاق، حتى وقعت في حب شاب، كان لطيفا جدا معي، كريما، مهتما، محبا، عيبه هو بعض الأفكار الرجعية، و كان يصرخ في وجهي أحيانا في الأماكن عمومية ثم يعود للاتصال بي ويعتذر مني، و أنا لم أبال لأن الحب عماني فعلا.

مرت الأيام و تقدم لخطبتي واكتشفت فيه جوانب مظلمة منها أنه يصرخ في وجهي بين الحين و الآخر حتى اعتدت الأمر، لم يعد صراخه يقلقني مثل وقت بداية تعارفنا، صرت أشعر أن هذا هو طبعه وهذا أقصى ما يمكن أن يصل إليه معي، أشعر أن هذا هو طبعه مع الجميع، ما إن يختلف معه شخص حتى على أتفه المواضيع، يدخل في نوبه من العصبية و يبدأ بالتلويح بيديه و يرتفع صوته، مع الوقت صار يضحكني عندما أراه على تلك الحالة.

ذات يوم خرجت صحبة صديقاتي، و إحدى صديقاتي امرأة متزوجة وأتت بصحبة زوجها و شاب آخر، وكنا جميعا أصدقاء، كانت خروجة محترمة. ذهبنا إلى مكان جميل، تناولنا بعض المشروبات على إيقاع موسيقى هادئة و رقصنا قليلا و في تلك الأثناء أنزلت مقطعا للسهرة الجميلة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الغد، خرجت أنا و خطيبي و كنت سعيدة وطلبت منه أن يشاهد الفيديو الذي أنزلته لسهرة البارحة، فشاهده بينما هو يقود، و أنا متحمسة، و أروي له التفاصيل و أقول له المكان لطيف و يقع في المكان الفلاني والمشروب يحتوي كذا و ..إلخ إلخ.

إقرأ أيضا: خائفة من مصير علاقتي بخطيبي

وفجأة وبينما توقفنا بسبب إشارة المرور، وضع الهاتف جانبا، وهزني بعنف وأخذ يصرخ في وجهي. فهمت من صراخه أنه انزعج من رقصي وسط الشبان، فصرخت عليه أيضا و أخبرته بأنه رجعي و أني أكرهه، فشد شعري و ذراعي و أخذ يضرب رأسي بعنف، و ما إن تمكنت من فتح الباب حتى رحت أجري كالمجنونة في الطريق وبين السيارات وكدت أدهس، كنت أركض ورجلي حافية، إذ اعتدت أن أخلع حذائي عندما أصعد معه في السيارة عندما يقلقني، وبعد تلك الحادثة قررت أن أتركه وكنت حاسمة، لكن هو عاد معتذرا و أهلي ترجوني كي أسامحه وأنا كنت أحبه كثيرا، فسامحته!
واحزروا ماذا ؟

نعم، أحسنتم، عاد لتعنيفي. طبعا، لم يقم بضربي أبدا كما فعل أول مرة في السيارة، تلك المرة كانت الأشرس والأفظع، لكن مازال يصرخ فيَ، أحيانا يلوي ذراعي، يصفعني أحيانا، أحيانا يهم بلكمي و عندما أصرخ فيه وأهدده أن أفسخ الخطوبة يتراجع.

المشكلة ليست هنا، المشكلة أني صرت أحب أن يتم تعنيفي، كلما يضربني أشعر أني أستمتع، صرت أرى تعنيفه لي حب، و كلما يعنفني يكبر في نظري وأشعر برجولته أكثر، لا أدري ما الذي يحصل معي، هل أنا مريضة؟ برأيكم هل يجب أن أقطع علاقتي به وأفسخ الخطوبة؟ مع العلم أننا بدأنا بتحضير مراسم الزواج وصارت بيننا بعض التجاوزات البسيطة.

إقرأ أيضا: مشاكل مع خطيبي

مرة أخذني إلى شقة أعددناها لنتزوج فيها و لمسني يومها في عدة أماكن من جسمي، وأراد أيضا أن يتمادى أكثر، لكني منعته رغم أنه حاول إقناعي و أقسم أنه يحبني و ينوي فعلا أن يتزوجني.

أخشى أن يكون زواجي منه غلطة أندم عليها لاحقا، رغم حبي الشديد له حتى أثناء نوبات غضبه، إلا أني أحيانا أفكر أن أوقف مراسم الزواج، و أحيانا عندما أتذكر أني تقدمت في السن وأتذكر بعض التجاوزات التي حدثت بيننا، أغير رأيي و أعزم أكثر على إتمام الأمر، أشعر أني في صراع مع نفسي و أحتاج للنصح، في أهلي أختي هي الوحيدة التي تصر على أن أتركه، وأنتم ما رأيكم ؟

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى