ما هو ذنبي ؟
تعرضت لكل ما قد يقتل أنثى .. لكني لم أستسلم و بدأت صفحة جديدة لحياتي |
هذه أنا .. يتيمة على الرغم من أن والدي على قيد الحياة ، أمي الحقيقية هي مدمنة كحول ، هي اسبانية و من دين آخر .. كان أبي يقيم معها علاقة حتى أتت بي الظروف إلى هذه الحياة تركتني و ذهبت و قام جدي من أبي بالتكفل بي ..
كنت أزورها في عطل الصيف و كنت أكره ذلك لأنها كانت تتركني وحدي في المنزل طوال الوقت و تعود في الليل ثملة و أحياناً تأتي برفقة رجال .. هذه هي حالها .
أما أبي فكان متزوجاً و كان دائماً يخون زوجته التي أعيش معها و التي دائماً ما تعاملني بعنف لأنها دائماً تلقي اللوم علي بسبب خيانة أبي لها مع أمي … كانت تضربني … و والدي لم يعد يزورنا ، يرسل لنا مبلغاً من النقود كل شهر كأننا عمال نتقاضى مبلغاً من المال من عنده مقابل عملنا !!
في المدرسة كنت أكذب على أصدقائي و أخبرفهم أن زوجة أبي هي أمي أما أبي فهو مسافر .. لا أحد يعلم بحقيقتي و لا بمعاناتي التي أمر بها .. أحسدهم على حياتهم ، هم لم يعرفوا أهمية ما يملكون ..
في مراهقتي لم أذكر أنني تمردت في حياتي حتى لو كانت عندي العديد من الفرص لأنني كنت أدرى بمصيري ، فعبرة أمي كانت أمامي .. كنت أرى أصدقائي يفعلون أموراً سيئة أما أنا فلم أتأثر يوماً بهم ، كنت أحلم بأن أكبر و أعمل و أحقق كل السعادة التي حرمت منها أثناء طفولتي .. أمر أمامهم و الابتسامة لا تفارق وجهي لكن داخل قلبي هناك الكثير من الأمور .
تعرضت لعدة مضايقات نعم !! و التحرشات و خاصة من الجنس الآخر ، و كنت أتمنى لو كان معي أب أو أخ يحميني … كنت أمر بعدة لحظات انكسرت فيها و دامت كثيراً .. حدث لي هذا و هم لم يعرفوا بحقيقتي ، فماذا يا ترى لو عرفوا أحوالي و ما أنا عليه ؟!! الناس دائماً تقول أشياء دون أن تعلم بما تمرين به ..
لم تربطني يوماً أي علاقة بالجنس الآخر لأنني كنت أخاف دائما من العواقبو، فمن سيحميني في رأيكم إن اعتدى علي أحد ؟ كل المارة أمام منزلي يقول يا ليتني أكون مثلها ، يرون حجم منزلي و فخامته و الملابس الرائعة التي ألبسها و ضحكي و كل شيء ، لكنهم لا يعرفون حقيقتي و ما أمر به ! و تعلمون أنني في مرحلة من حياتي كنت أكره أن أرتدي ملابس جميلة و أتأنق مثل أقراني .. أكره أن أبدو جميلة ، نادراً ما تراني أتحدث أو أقفز من السعادة لأنني كنت أعيش في عالمي الخاص ، دائماً تراني مبتسمة سارحة في مخيلتي أتخيل نفسي مع عائلة دافئة تحبني و ترعاني .. لأنه لولا الحلم لمت أو انتحرت .
أعود إلى المنزل بعد يوم طويل من المدرسة أنظر للمنزل من حولي على الرغم من أثاثه الفاخم إلا أنه يبدو لي جد ضيقاً .
زملائي قالوا عني الكثير من الأمور أنني مجنونة…. لا يدرون ما أمر به في يومياتي .. تقدم العديد من الأشخاص لطلب يدي رفضت بدون أي سبب ، لا أريد رجلاً يحزنني أو يكذب علي ، لقد تعلمت من معاناتي كيف أحقق أموري بنفسي .. أنا الرجل
سوف أكمل دراستي و أحقق أحلامي ، لست متفوقة في دراستي و لكنني متوسطه و أتمنى لو كنت من الأوائل .
على الرغم من المشاكل التي واجهتها لم أعد أبكي أو أحزن لأن مشاعري ميتة تستطيع أن ترى ذلك في عيني الباردتين الجافتين من المشاعر .. أرى العديد من الفتيات يقعن في الحب بسهولة أنا لم أعرف يوماً هذا الشعور الذي راود العديد من أقراني .
تعرفت يوماً على شاب كان يعاملني بلباقة اكتشفت فيه ذلك الحب و لكن للأسف سرعان ما اكتشفت نواياه ، هو يريد استغلالي فقط .. كان يأتيني كثيراً يراقبني ليرى ما قد يضعفني ، أريته أموراً مزيفة عني فقط كي أعلم كيف ستكون ردة فعله لكن حصل أنه استغل تلك الأمور و برهن لي عن نواياه الحقيقية ، في تلك اللحظة انكسر قلبي بكيت و هو كان يستفزني و يحاول أن يمثل أمامي أنه متأثر ، بعد ذلك أبعدته عني ، لست بحاجة إلى آلام أخرى هو لم يحبني .. و من سيحب بائسة مثلي !!
لم يستسلم و ظل يطاردني كي يصل إلي ، كنت أنظر إليه منهزمة لأنه مغرور و كان يريد أن يرضي غروره بي .. أول حب كان حطام .. ما زلت أراه لا أعرف ماذا يفعل في حياته اليوم و لا أريد المعرفة لأنه من بين الأشخاص الذين خيبوا أمالي بعد طعنة واقع حياتي الذي أعيشه و أحاول إخفاءه .
تعرضت لكل ما قد يقتل أنثى .. لا ، لكني لم أستسلم و بدأت صفحة جديدة لحياتي ، لا أريد تذكر الماضي أنا الآن في الحاضر و المستقبل المقبل الذي أطلب الله أن يعوضني فيه من كل ما حرمت .
تاريخ النشر : 2017-03-07