مرض صديقتي
لم أعرف حينها ماذا أفعل سوى البكاء |
كبداية أنا فتاة في السادسة و العشرين من العمر ، تعرفت بعمر الثالثة عشر على صديقة رائعة .. صحيح أنها لم تحبني في البداية ، لأنني كنت حزينةً طوال الوقت و كثيرة البكاء .. و لكن بعد مرور شهر ، و بعد تعرفي على أخواتها .. أحببنا بعضنا كثيراً ، و منذ ذلك اليوم أصبحنا أكثر من مجرد صديقتين .. و كأننا أخوات بالدم ، أصبحنا لا نفترق أبداً .. أزورها و تزورني ، نتصل لنطمئن على أحوال بعضنا البعض .. أجدها في أوقات حاجتي لها ، و تجدني في خدمتها هي أيضاً .. باختصار كنا نكمل بعضنا البعض و كأننا روحاً واحدة ..
و لكن ليت الأمور تسير كما نريدها نحن ، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. فقد غبت عنها مدة و لم أسأل عن أخبارها ، و يشهد الله أنه ليس تجاهلاً مني .. فكيف أتجاهل روحاً تسكنني؟! و لكن ظروفي القاهرة كانت السبب ، و رغم هذا فهي لم تغب عن بالي و لو للحظة .. بعد تحسن أحوالي قليلاً اتصلت بها ، لأطمئن فإذا بي أسمع الخبر الذي أتى على مسمعي كالصاعقة .. أخبرتني أختها أنهم قبل فترة كانوا معزومين على عرس أحد الجيران ، فذهبوا وليتهم ما فعلوا فعند عودتهم أغمي عليها ..
و بدأت تظهر عليها أعراض السحر ، لا يعلمون من سحرها و لكن أكيد الغيرة .. و الحقد هي السبب الأول ، لم أعرف حينها ماذا أفعل سوى البكاء .. بكيت كثيراً و رجوت الله لو ينتقل هذا المارد منها إليّ ، فمن شدة حبي لها أصبحت أدعو الله ليلاً و نهاراً .. و أتضرع في سجودي أن يصيبني الله بذلك البلاء بدلاً منها ، لأنني لا أريدها أن تتعذب بسبب هذا المارد اللعين .. من شدة تفكيري بها أصبحت أراها حتى في أحلامي ، إذ أحلم دائماً أنني أنقذها و أضحي بنفسي من أجلها ..
بالفعل أود ذلك و أطلب من الله أن يبعث ذلك المارد ، ليسكن جسدي و يتركها تهنأ في حياتها بسلام .. لا أريد أن أراها محطمة و شاردة ، و متعبة و أنا أحظى بحياةٍ طبيعية .. ما هاته الأنانية؟! هل أصبحت بلا قلب؟! ..
تاريخ النشر : 2018-08-12