منزلنا المشؤوم
في الظلام فجأة رأيتها و معها فتاة أخرى تشبهها معلقتين كالقرود |
دائماً كنا نسمع أنا و أخوتي أصوات و تحركات كأن الغرفة ممتلئة بالناس و الأطفال ، في يوم من الأيام كنا جميعاً نائمين في غرفة واحدة و أنا بجانب أمي ، أيقظتني فتاة صغيرة لون بشرتها بيضاء شاحبة و عيناها واسعتان و خضراء مضيئة بالكامل ، طولها كطول فتاة ذو عامين ، قدماها قصيرتين جداً ، كانت ترتدي فستان أبيضاً رثاً ، قالت لي : هيا قومي نلعب ، و قمت من مكاني و لحقت بها ، كان نور السيب فقط مضاء و باقي البيت مظلم ، دخلت هي إلى المجلس المغلق و أنا دخلت خلفها من خلال الباب ، و أنا فتحت الباب أبحث عنها في الظلام فجأة رأيتها و معها فتاة أخرى تشبهها معلقتين كالقرود على مروحة السقف و عيونهم مضيئة جداً ، تضحكان و تناديني : هي تعالي إلى الداخل ،
و أنا تجمدت في مكاني و لم استطع الحركة من الخوف ، فجأة واحدة منهما مدت يدها إلي فبدأت يدها تطول و أمسكت بثوبي ، عندها تحركت قدماي و هربت بسرعة ، عدت و احتميت في حضن أمي ، استيقظت أمي من النوم و هي تقول : ما بالك ترتجفين ، لما أنتِ خائفة ؟ أخبرتها بما رأيت ، فقالت : ألم أحذرك من الذهاب إلى المجلس ، كيف فتحتي الباب ؟ لقد أغلقته و خبأت المفتاح ! بدأت تقرأ علي القرآن إلى أن هدأت نفسي و نمت ، عندما استيقظت وجدت أمي جالسة تنظف الغرفة و الراديو على القرآن بصوت عالي ، قالت لي : لا تخافي ، أنها مشاغبات منهم ، عشت في ذلك المنزل سنتين و لدي كما هائل من القصص أقصها في المرة قادمة.
تاريخ النشر : 2021-03-21