تجارب من واقع الحياة
من يوميات طفلة – اعترافات ترى النور
ما يؤرقني هو أنني بعد ما مررت به مارست هذه الأفعال مع صديقة لي بنفس عمري |
مرحباً رواد موقع كابوس ، هذه تجربتي الأولى في الكتابة و أتطلع حقاً لردودكم حول موضوعي.
لقد نشأت في أسرة صغيرة من أربعة أفراد ، الوالدين و أخت كبرى و أخيراً أنا ، كانت حياتي في نظري ” كطفلة ” جيدة بل مثالية ، لكن هذا الشعور لم يدم طويلاً.
لبعض الظروف الصحية اضطررنا للتنقل بشكل مستمر من مدينة لأخرى و كنا نقضي معظم إجازات الصيف مع أقربائنا ، كل ذلك كان يعني لي فقط المزيد ممن سيشاركونني اللعب ، عظيم !.
قام أقربائي بدعوتي لتجربة لعبة جديدة و هي أن نطفئ الأضواء و نغلق الباب ليقوم الأخ الأكبر بإصدار أصوات مرعبة لإخافتنا كنوع من المزاح ، لكن الرعب الحقيقي كان يكمن في اليد التي تتسلل إلى داخل ملابسي تلمس أجزاءً من جسدي لطالما قالت أمي ألا أسمح لأحد أن يلمسها ، ماذا أفعل يا أمي ؟ أحاول أن ابتعد لكن الأيادي ما زالت تلحقني و تلتصق بي و تلطخ كامل جسدي ، لا أدري من يفعل ذلك ولماذا اختارني أنا ؟ كنت مرتبكة إلى حد الموت ، شعرت بأن أطرافي قد شُلّت و لم استطع الدفاع عن نفسي ، أعدنا نفس اللعبة مراراً و تكراراً وعندما استجمعت قواي لأقول أنني لا أود اللعب بحجة أن اللعبة ليست ممتعة لم يأبه أحد لرأيي و أصروا أن نكمل اللعب ، كنا مجرد أطفال. لكن تلك اليد امتدت لتلمس أشخاص غيري ربما ملت مقاومتي لها فبدأت البحث عن فريسة أخرى ،
و لكنها أخطأت لأن صاحب الجسد التالي كان ربما أقوى مني ، كان جسد أختي ، لم تصمت و صرخت : هنالك من يقوم بلمسي ، ابعد يديك عني ! هذا جعلني بدوري أقول بصوت مرتفع : نعم ، لقد لمسني أيضاً ، لم نلعب تلك اللعبة بعدها مطلقاً لكن كابوسي لم ينتهي بعد ، فقد تطورت الملامسات لتصبح خارج تلك الغرفة و الأضواء مضاءة ، أنني أرى صاحب اليد ! أبن عمي الأكبر ، كنت أعيش بنفس الدوامة يوماً بعد يوم ، أقاوم بالابتعاد عنه لكن بلا جدوى حتى أصبح شيئاً معتاداً ، و عندما كان يتوقف كنت اذهب إليه بنفسي و كأني أسأله لماذا توقفت ؟ ليبدأ بعدها شعور الرغبة بفعل المزيد من تلك الأشياء.
كان بإمكاني أن أضع كل ما مررت به من تحرشات جانباً و أمضي في حياتي كما أفعل الأن ، لكن ما يؤرقني هو أنني بعد ما مررت به مارست هذه الأفعال مع صديقة لي بنفس عمري و أخرى تصغرني بقليل ، لم أكن اجبرهن و لم يكن ذلك بدافع الحقد إنما بسبب افتقادي نوعاً ما لذلك الشيء ، لكن و إن كان ذلك بالتراضي بيننا لا أستطيع إسكات عقلي عن التفكير بأنه ربما كنت أول من فتح أعينهن على الكثير من الأشياء السابقة لأوانها ، ربما أنا إحدى البصمات السيئة في حياتهن و الجزء الذي يخشينه منذ طفولتهن.
أنا الآن في الثامنة عشرة ، علاقتي بالفتاتين ممتازة و نحن مقربات جداً ، لكنني دائماً ما افكر إذا ما كن يشعرن بالسوء تجاه أفعالنا في الطفولة أو بالحقد تجاهي ، أم أنهن قد تخطين ذلك ؟ أشعر بنوع من تأنيب الضمير و أنني مسؤولة عن الأمر برمته.
اعتذر على الإطالة و أتمنى أن تشاركوني أرائكم و نصائحكم ، دمتم بخير.
تاريخ النشر : 2020-11-24