هل سأموت قريباً أم أني أفقد عقلي
أعرف أنه من الجنون أن أحب شخص بعد موته |
كلما تذكرت أهدافي وأحلامي بالحياة بكيت ، بكيت كثيراً ، وهناك جزء لن أذكره في تجربتي يتعلق حول أمور الدين ، خفت و صليت كثيراً لكي يعبر عني هذا الشعور المنهك ، المهم ساءت حالتي وأضربت عن الطعام ، فقدت شهيتي لكل شيء وصرت أنام طويلاً وأستيقظ لأداء الصلوات فقط ، و إن نمت لا أحلم بشيء ، و أستيقظ غالباً على خفقان قلبي والهلع المفاجئ ، لم تستمر الحالة طويلاً أسبوعين فقط ، وعادت شهيتي للطعام فجأة لكن بنفس المشاعر ، أي لمَ أفعل أي شيء ، إن كانت نهايتي هي الموت وهناك حياة أخرى أتعذب فيها أو أنَعم ؟ هل تفكيري بالموت بشكل دائم هو رسالة من الله على أني سأموت قريباً ؟ ثم منذ عام مات أحد أقاربي وهو في بداية العشرينيات -رحمه الله -عندما مات لم أهتم كثيراً لأني من جهة لا أعرفه ( لم يسبق أن تعرفت عليه لأني في عائلة محافظة تمنع اختلاط الفتيات بالصبيان ) ومن جهة أخرى لأني لم أكن أخاف من الموت بل كنت أعتبره شيء جيد لأن ثقتي بالله كبيرة –كانت – ماتت أختي الصغرى قبل ستة أعوام ولم أذرف دمعة ولم أحزن .
في الشهر الماضي صرت أفكر فيهما كثيراً (أختي وقريبي رحمهما الله )أفتقد قريبي الذي لم يكن يعرف مني سوى إسمي وأنا كذلك ! أدعو له كثيراً وأحس بإحساس غريب و كأنني أحبه ! و لمت نفسي مراراً لأني لم أحضر العزاء ولا الجنازة ولم أهتم ، أخاف عليه من الوحدة التي يعانيها ، أخاف وأسأل نفسي ما مصيره ؟ أين هو الآن ؟ أعرف أنه من الجنون أن أحب شخص بعد موته ، لكن لا أعرف لماذا ! أفكر فيه كثيراً وأسأل أهلي عنه وعن حياته وعن شكله حتى أنهم بدأوا يتضايقوا مني ، كلما أحاول أن أنساه لا أستطيع فجأة خرج في ذهني من العدم ولم يفارق تفكيري حتى الآن ! أكتب له كثيراً وأتحدث معه ، أعرف أنه لن يسمعني لكن لا أستطيع التوقف ، رجاءً ساعدوني.
تاريخ النشر : 2020-05-07