ولدت مختلفة .. أنا فريدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، اسمي سارة ، عشت مع عائلتي لمدة ثلاث سنوات في فرنسا ، ثم انتقلنا بعدها وعشنا عاما في كاليفورنيا . وبعدها عدنا إلى بلدنا الأم الجزائر .
كان أبي مديرا مرموقا عمل طوال حياته لكي يصل إلى ماهو عليه اليوم . و أمي والتي تعبت من أجل ان تؤسس أسرتنا المتكونة من ثلاثة أفراد وهي أنا وأمي وأبي أحترمها كثيرا . فهما بالنسبة لي أعظم الأشخاص في كل العالم .
أعذروني لسرعتي في البداية ، وإليكم المشكلة الآن ..
أنا منذ طفولتي منعني والدايَ من عدة أمور في حياتي . فمثلا قراءة القصص المصورة ، أو الخروج واللعب مع الأصدقاء . أو مشاهدة الرسوم المتحركة ، وحتى الرسم بالألوان الذي بات حلم لي . قالا لي في صغري أنني ولدت مختلفة ، فريدة ، أي أنني لست مثل بقية الناس الآخرين . فقد كنت أجيد الحساب وذكية جدا . كما أنني كنت الأولى في صفي على مدي سنوات دراستي جميعها . ولم يحبا أو يفضلا أن أختلط مع العقول البشرية الأخرى . وذلك لأنهما كانا يخافان أن أصبح مثلها .
إقرأ أيضا : مختلفة عن عائلتي
كنت أعد تصرفاتهما مزعجة وغريبة رغم أنني كنت أبلغ تسع سنوات من عمري فقط . فقد كانت أمي تمسكني وتجلسني عندها وتقول : سارة ، أنتِ لست مثل بقية الناس أنت ولدت مختلفة عن أي شخص في هذا العالم ، وتستحقين كل شيء .
فكبرت وترسخت فكرة أني أفضل من الجميع في عقلي . وهذا الأمر مع الأسف الذي زاد تعاستي . فعندما دخلت إلى الجامعة كرهتني الفتيات . فقد كنت جامدة وأنانية و لا أقبل مزاحا من أحد . ولكن نفسي الحقيقية التي كانت بين يدي والداي كانت لطيفة تحب إنشاء الصداقات .
أبلغ الآن من العمر 19 عاما وصارت حياتي كئيبة . زرت الطبيب النفسي و شخصني بأنني مصابة باكتئاب كبير وشديد كذلك .
لا أدري ماذا أفعل ؟ . هل ألوم نفسي؟ ، هل ألوم الناس التي حولي ؟ أم هل ألوم ضميري الأحمق . والأهم من كل هذا هل ألوم والداي اللذان أفسدا حياتي من الألف إلى الياء؟ .
جئت أطلب النصح والمشورة آملة أن أجدها عندكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
التجربة بقلم : سارة