تجارب من واقع الحياة

أمي تكرهني!

مرحبا.. أنا علي من مواليد 2004.. مشكلتي تبدأ منذ صغري حيث أن أمي تميز بيني وبين إخوتي بشكل كبير جدا. ربما ستقولون لي أن جميع الأمهات تضع بعض الفروقات بين أبنائها مثلا ابنها الكبير مسؤول ولديه عمل، وابنها الثاني مراهق ويسبب مشاكل فطبيعي أنها تحب ابنها الكبير!

لكن في الواقع لا فرق حقيقي بيني وبين أخي كلانا فاشلان بكل شي تقريبا! لكن أمي تعامل أخي وكأن لديه شهادة دكتوراه وتعاملني كأني خريج سجون!

سأعطيكم بعض الأمثلة من تعاملها حتى تفهموني.. مثلا إذا كان أخي عنده دوام صباحي أو كان عليه أن يستيقظ باكرا لأي غرض تجدها تستيقظ قبله وتعد له الفطور وتجهز له ملابسه وأغراضه.

أما لو كنت أنا عندي امتحان ويجب أن أستيقظ باكرا فلن تهتم أبدا. منذ كنت صغيرا ربما 11 أو 12 سنة. كنت أنا استيقظ وأعد الفطور وأجهز ملابسي. وبفضل هذا تعلمت الطبخ وتعلمت كيف أهتم بنفسي أكثر ولا أعتمد على أحد.

إقرأ أيضا: اذا زالت نعمتي سيحبونني

لكن صدقني عندما تشعر أن أمك لا تهتم بك فسيصيبك اكتئاب حاد….خصوصا أني وحيد وليس عندي أصدقاء فأحيانا يصيبني اكتئاب وأفكر أن ليس لي أصدقاء ولا أحد من أهلي يحبني.

ما فائدة وجود شخص في هذه الحياة ولا يوجد أحد يحبه؟

عندما كنت صغيرا كنت حساسا جدا فأحيانا كنت أبكي وحدي وأقول أن ماما لا تحبني. أذكر محاولتين للانتحار عندما كان عمري 15 سنة.. لكن الآن كبرت وعرفت أن أفكاري كانت غبية.

اليوم عمري 19 سنة.. أنا رجل الآن ولا احتاج تعاطف أحد. وأخي من مواليد 1999 وأمي كانت تعاني منه دائما…في ولادته وفي تربيته عندما كان طفلا حيث أنه كان مزاجيا ومتطلبا حتى عندما كبر.

أحيانا أفكر أنه ربما لأنهم تعبوا عليه يدللونه ويعتبرونه أهم شيء في حياتهم لكن أنا.. حسب ما تقول أمي ولادتي كانت أسهل ولادة، حتى أن بكائي عندما كنت رضيع كان قليلا ولم يكن مزعجا، ولم أكن متطلبا حتى في طفولتي.. فربما هذا سبب عدم اكتراثها بي.

إقرأ أيضا: هل يمكنكم أن تشعروا بي ؟

المهم.. في الفترة الأخيرة اشترينا بيتا كبيرا وجميلا وكالعادة، أمي فضلت آخوتي علي وأخذتهم جميعا ليروا البيت قبلي وكل شخص اختار غرفة له. إخوتي اختاروا غرفا كبيرة وجميلة وكل غرفة فيها شرفة جميلة تطل على الشارع، وبعد اختيارهم للغرف بقيت غرفتان في الطابق الأرضي لم يأخذهم أحد لذلك أخذت واحدة بشكل عشوائي، وبالصدفة كانت هذه الغرفة التي اخترتها أفضل غرفة في البيت كله.

يوجد فيها تبريد ممتاز، في البداية لم يكن يعمل لا أعلم لماذا.. لكن بعد أن وضعت أغراضي في الغرفة وقضيت أول يوم وبعد أن استيقظت وجدت أن التكييف يعمل…شعرت أني محظوظ، خصوصا أني لم أملك المال لإصلاحه أو استبداله.. ووالدي مستحيل أن يعطيني المال لإصلاحه.

بعد أن رأت أمي أن غرفتي جيدة من ناحية التبريد وأنها مكانها هادئ جدا للنوم. أخبرتني أن علي أن أعطي غرفتي لأخي! رفضت طبعا.. لست متمسكا بالغرفة هكذا لكن هذا التفضيل يقتلني، شي يقهر والله.

وبعد رفضي أمي طلبت من أخي أن ينام في غرفتي غصبا عني ومع هذا لم أخرج. وان اضطررت سأخرج لكن بعد أن أخرب الغرفة كليا. لا أهتم بالغرفة أو بالمال الذي يحصل عليه أخي أكثر مني بقدر اهتمامي بتعاملهم الظالم.. لا يوجد أي فروقات بيننا فلماذا التفريق والتفضيل؟!

أذكر في العام الماضي أخي نجح من المدرسة بعد ما كان يرسب السنة مرارا. فقرر أن يستريح لمدة سنة كاملة لا يذهب للجامعة ولا يعمل.. فقط يستريح ووالدي شجعه على هذا.

إقرأ أيضا: أمري يحيرني

وأنا رغم دراستي أخبرني والدي أن علي أن أجد عملا ولا أبقى على حالي هكذا. أمي قالت لي أنت فاشل ويجب أن تحصل على عمل. أخبرتهم اني عندي دراسة قالوا أن الكثير من الطلاب يعملون ويدرسون بنفس الوقت. قلت لهم ماذا عن أخي لماذا لا يعمل؟ قالو لا تقارن نفسك بأخوك.

بعد هذا الموقف.. رغم احتياجي للمال إلا أني لن إذهب لأي عمل. لأنه ببساطة لماذا تعطون لأخي ما لذ وطاب وأنا يجب علي أن أعمل أعمال متعبة لأعيش مثله؟

آسف لأني أطلت عليكم لكن أحببت أن أفرغ مشاعري قليلا. وآسف على طريقة السرد والكتابة لأني لست معتادا على الكتابة.

التجربة بقلم: علاوي

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة؟ أنقر هنا
guest
40 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى