أدب الرعب والعام

أوزيريس

بقلم : احمد ابراهيم سليم – مصر
للتواصل : [email protected]

حلقت بومة في صمت فوق مياه النيل الزرقاء قادمة من دار الغربيين

 

ظهر منتصف طوبه (يوم الحداد على أوزيريس ).

العاصمة المجيدة واست (طيبة) حلقت بومة ( أم قويق) في صمت فوق مياه النيل الزرقاء قادمة من دار الغربيين متجهة إلى الجانب الشرقي ، بينما أخذت سرعة الرياح بالازدياد ، حطت البومه (التي وشمت عين حورس علي جبهتها )على أحد الأعمدة الضخمة لمعبد البقعة المختارة (الكرنك) وأخذت بالنعيق في نفس اللحظة التي ظهرت من خلفها سحابة رملية عظيمة حجبت قرص الشمس عن أعين سكان الجانب الشرقي و الذي دوى صوت صراخهم في أرجاء مصر العليا أثناء ابتلاع السحابة للمدينة كاملة.

عصر نفس اليوم.

بيت المليون عام.

أمام البيت الضخم مزركش الواجهة في منتصف العاصمة والذي سماه صاحبه تيمنا بالمعابد الجنائزية ليخلد أسمه بعد موته كالملوك ، توقف قائد الشرطة (ميري نحمتي) بملامحه الصارمة المعتادة وهبط من عجلته الحربية والرمال الناعمة تضرب وجهه وقد تغير لون الجو حوله إلى أحمر دموي بسبب السحابة التي تغطي المدينة ،

دلف إلى حديقة المنزل فتقدم منه مساعده بعرجته الخفيفة منحنياً في احترام قائلاً :

– مرحبا أمير الغرب.

– ما الذي يحدث يا بتاري ؟.

– جثث مشوهة وحكايات غريبة متداولة سيدي.

– لنبدأ بالجثث.

وصلوا في تلك اللحظة إلى جثة رجل سمين كالعجل مسجى بجوار المسبح الذي تعكرت مياهه بدماء سوداء ناتجة عن انفصال رأس القتيل عن جسده ، و يقف عنده أثنان من الجند أمامهم رجل قوي البنية مقيداً بالحبال وقد ملئت الجروح وجهه

رفع ميري رأس الرجل متفحصاً ثم قال

– أليس هذا حنتي ريرت التاجر ، ما الذي حدث له ومن هذا ؟.

– نعم ، هو يا سيدي ، وهذا مشرف حقوله وجدناه بجوار الجثة يبكي.

– و أين ذهب باقي أهل ، منزله  و سلاح الجريمة؟.

– لا نعرف سيدي.

نادته من داخل المنزل طفلة صغيرة فألتفت إليها ميري وهي تتقدم ناحيته وتمد يدها إليه قائلة : هدية من الرب ، وتناوله تميمة صغيرة على شكل عين حورس ، ثم زاغ بصرها إلى أعلى وبدون سابق إنذار اشتعلت النار بجسدها بشكل مريع فأطلقت صراخاً فظيعاً جعل ميري يتراجع إلى الخلف في نفس اللحظة الذي أتى نداء قائلاً :

– أحذر سيدي.

فألتفت ليجد شخص قد تأكل جسده بشكل مقزز نبت له جناحان كالخفاش يطير بهما من فوق سطح المنزل و يزأر مهاجماً ميري الذي أخرج سيفه المعقوف بمهارة وسرعة وغرسة في رأس ذلك الوحش ، في نفس الوقت ضرب المشرف المقيد برأسه أحد الجنود وأنطلق يعدو ، فأنتزع بتاري خنجر من حزامه وألقاه بمهاره تجاهه فأصابه في مقتل.

– ما هؤلاء الملاعين ؟.

أتي في تلك اللحظة جندي مقطوع الأنف لاهثاً وهو يقول : سيدي.

التفتوا إ ليه وهو يستطرد : لقد وجدنا زوجتك مقتولة سيدي القائد.

على شاطئ النيل…

اقتحم ميري منزله في لهفه وقد تبدلت ملامح وجهه الصارمة لأول مرة إلى الخوف والصدمة من أثار الخبر الذي سمعه منذ قليل ، حتى أنه قد أمر بإعدام الجندي الذي أتاه بالخبر ،  و هرع إلى منزله أملاً أن يكون غير صحيح ، وهو يشق طريقه بعجلته الحربية وسط المدينة التي أصاب نصف أهلها الجنون وصاروا يتصرفون كالحيوانات والوحوش

، دار بعينيه في المكان الفارغ الذي أغرقته الدماء وهو متجه إلى حجرة زوجته فوجد جثمانها الصغير عارياً ومسجى أرضاً وسط حجرتها وقد أغلقت عينيها في سكينة متناقضة مع الخنجر الذهبي المستقر في منتصف وشم الجعران المجنح المرسوم على معدتها ممتداً على نهديها وفرجها.

ضمها إلى صدره في لوعة وأجهش بالبكاء لأول مرة في حياته نادباً زوجته : اه يا مايا زوجتي ومحبوبتي  إلهتي ومعبودتي.

وبينما هو كذلك شعر فجأة بأنفاس باردة على رقبته فسرى الأمل في عروقه مرة أخرى فنظر إلى وجهها في لهفة ليجدها تنظر إليه بعينين بيضاء ممسوحة و على وجهها ابتسامة مريبة وقد طالت أنيابها بشكل غريب ثم أطلقت صرخة رهيبة وهي تسحب الخنجر الذهبي من بطنها وتغرزه في قلبه وتضحك بشكل هستيري ، تراجع في صدمة والدماء تسيل من صدره بغزارة ، فاعتدلت زوجته لتجلس القرفصاء وهي تشير إليه وتضحك ، في نفس الوقت الذي حاول فيه التحامل على نفسه لمح بطرف عينه أحد خدمه يقف في نهاية الطرقة النصف مظلمه ولا يظهر منه سوى نصفه السفلي الذي انعكس عليه ضوء المشعل.

– أسرع إلي يا أبن العاهرة.

قالها ميري بصوت متحشرج ، فتقدم الخادم تجاهه ببطء مدندناً بصوت منخفض وضوء المشعل يرتفع على جسده حتى وصل إلى رأسه التي لم تكن موجودة في مكانها ، في نفس اللحظة التي قفزت فيها زوجته عليه من الخلف وغرست أنيابها في عنقه بقوه حتى خارت قواه وأظلمت الدنيا أمام عينيه ، شهق بقوة وفتح عينيه وانتفض ثم أخذ بالتطلع حولة في فزع وهو يلهث ، أخر ما يتذكره معركته مع زوجته في حجرتها ، الأن هو نائم داخل تابوت كبير عاري الجسد و تنزف الدماء من جرح صدره و رقبته على ذراعه وكفه الذي فتحه ليجد عين حورس مستقرة فيه ، قام من مكانه مستطلعاً المكان ليجد نفسه داخل خيمة كبيرة تضيئها المشاعل وتفوح منها رائحة العطور وتحتوي على الكثير من التوابيت مختلفة الأحجام وعدد ضخم من الجرار الكانوبيه اللامعة وتماثيل الأوشابتي وأقمشة الكتان وقد تمددت الكثير من الجثث المتأكلة جزئياً ( التي يعرف بعضها )على أسرة حجرية ، مر عليها فاحصاً الأجساد التي شقت جوانبها اليسرى و قد فاحت منها رائحة ملح النطرون النفاذة حتى توقف أمام جثة أمرأه تشبه زوجته تطلع إليها للحظات ثم نقل بصره إلى الجثة التي على السرير المجاور لها فوجدها جثته ، عانقه الذهول وهو يتطلع إلى الجسد المسجى ثم عقد حاجبيه مفكراً محاولاً فهم ما يحدث ، شعر بحركة إلى جواره فألتفت ليجد شخصاً قوي البنية له رأس كلب أسود ينظر إليه بغضب ، لم يمهل ميري الوقت فقد عاجله بلكمة قوية في الوجه ألقته أرضاً ، فهب الأول واقفاً بسرعة وهو ينظر إلى الشيء الذي أنقسم إلى أثنان متطابقان يتقدمان تجاهه ، فقال ميري في غضب : من أنت يا لعين ، ما الذي يحدث هنا ؟ لم يجيبانه وأحدهما يحاول أمساك ذراعه ، فعاجله ميري بلكمة قوية في الوجه لم تؤثر فيه وهو يواصل تقدمه والأخر يمسك بقدمي ميري الذي ظل يقاوم حتى بائت جميع محاولاته بالفشل في الوقت الذي كبله التوءمان بأحكام وحملاه إلى خارج الخيمة ليجد نفسه على الشاطئ الغربي من العاصمة واست ليلاً و قد انقشعت السحابة ، ألقاه الأثنان في مياه النيل فظل يضرب الماء بقدميه ويديه وهو يغوص لأسفل والسطح يبتعد حتى أظلمت الدنيا مرة أخرى ، ضرب النور عينيه بقوه ليجد نفسه يقف على مياه زرقاء ممتدة في جميع الاتجاهات تغوص فيها التماسيح ويعلوها عرش مزركش من الذهب مطعم بالياقوت واللازورد والألماس تظله صفصافة مهيبة ويجلس عليه في وقار شاب بهي الطلعة أسمر البشرة يرتدي تاج الأتف ، ممسكاً بالصولجان والسوط ويجلس على حجره قط بري وقد تبدلت السماء فوقه إلى صحراء قائظة ، نظر إلى ميري قائلاً بصوت رخيم :

– مرحبا بك في عالم الأموات أيها الغافل.

– ماذا تقصد بعالم الأموات ، أين أنا ، و ماذا يحدث لي؟.

– أنت في أرض حق الكل واردها.

– من أنت ؟.

– سيد العالم السفلي وأول الغربيين ، أنا أوزيريس.

– لم أؤمن بك يوماً ولن أؤمن اليوم.

– كفرك لن يضرني وإيمانك لن يفيدني.

– كيف وصلت إلى هنا ؟.

– كما يصل الجميع فأنت ميت.

– كيف وأنا أتنفس ؟.

– هل أنت موقن بهذا ؟.

– أنا موقن بأن هذا حلم سخيف.

– وهل حلمت يوماً ؟.

– لا ، لم أحلم.

– لماذا الأن اذا ً؟.

– لأن هذا غير عقلاني ، ماذا يحدث لي ولزوجتي ولمدينتي أخبرني ؟.

– بحسب أجابتك ستكون إجابتي.

– إجابتي على ماذا ؟.

– ماذا تختار الحقيقة وشقائها أم الجهل ونعيمه ؟.

– لقد اخترت الحقيقة منذ زمن وتحملت العواقب.

– لن تستطيع تحمل هذه الحقيقة.

– أخبرني ماذا يحدث أيها اللعين.

– بريء قُتل في المدينة فلُعنت لأجله.

– هذا هراء.

– هذا ما أترك لك اكتشافه وبعدها لك الاختيار.

اختيار ماذا ؟.

– العودة للحياة أو البقاء.

– لماذا أنا ؟.

– القلب النقي.

– لماذا أنا يا أيها حقير.

أنوبيس !!!

ظهر رأس الكلب مرة أخرى فألتفت له ميري في غضب و أنوبيس يغرس يده في شق صدر الأول الذي أطلق صرخة عالية و أله الموت ينتزع جزء من قلبه ويلقيه إلى الصحراء التي تظلهم ليتحول قلبه إلى قرص الشمس الذي بدء رحلة الشروق

، اذا غاب رع مرة أخرى ولم تعرف البريء وتنتقم له فستفقد حق الاختيار وستُخلد في عالم الأموات وستبقي اللعنة في واست إلى الأبد ، فأتبع قلبك ، قالها أوزوريس و ميري تجذبه رمال الصحراء

– هل أنا أحلم ؟.

– متى استيقظ ؟.

– لماذا تمر الأحداث سريعة ولا تعطيني فرصة للتفكير ؟.

– هل أنا مسيّر؟.

– هل حقاً أستطيع العودة للحياة ؟.

– هل تصدق هذا ؟.

– هل رأيت أحد الأموات يعود قبل اليوم ؟.

– لا أملك خيار سوى الاستمرار.

– دائماً ما نجبر على قرارات غير مقتنعين بها لأنها المتاحة.

– من القاتل ؟.

– من البريء ؟.

– هل هو حنتي أم زوجتي أم شخص أخر؟.

– هل لُعنت المدينة لأجل شخص واحد حقاً ؟.

كيف عادت زوجتي للحياة لتقتلني ، ولماذا قتلتني ،

وكيف عدت للحياة بعد أن قتلت ، هل هذه هي اللعنة ، عدم العبور للعالم الأخر ؟ أن يتصرفوا كالوحوش والحيوانات ؟ لماذا لعنت زوجتي ؟ ما معنى القلب النقي ؟ ما الذي يحدث ؟ كيف تحدثت مع الألهه التي أنكرت وجودها طوال حياتي ؟ ما هذا الشعور؟.

فتحت عيني لأجد نفسي ملقى وسط رمال الصحراء وقد تغير إحساسي بجسدي.

هل هذا ريش ؟ هل هذه أرجل طائر؟ هل هذه أجنحة ؟.

ماهذاااااااااااا ، خرجت من حنجرة ليست لي و بصوت لا أعرفه ، هل هذا نعيق ؟ هل تحولت إلى بومه ؟ لماذا لا أشعر بالدهشة ؟ هل بسبب ما رأيته ؟ هل كل البوم أرواحاً عائدة ؟ لم أشعر بالارتياح من ناحية البوم يوماً ، لماذا عين حورس أصبحت مكان قلبي ؟ هل هي تعيد أحياء الأموات حقاً ؟.

نظرت إلى السماء لأجد أشعة الشمس تشير إلى مكان ما ، ما هذا الخبل ؟.

مجبراً حلقت فوق الجانب الغربي متتبعاً أشعة الشمس حتى توقفت مرهقاً على أحد تماثيل الملك أمنحتب المواجهة لمعبده الضخم ، تمثالي ممنون ، لمحته بطرف عيني أنه مساعدي بتاري متنكراً بقلنسوة سوداء ويخرج من المعبد حاملاً كيساً كتانياً ، ماذا يفعل هنا باكراً ؟ تتبعته وهي ينهب الأرض بأحد أحصنة المعبد ثم يعبر النيل بقارب من عيدان البردي إلى جنوب العاصمة متجهاً إلى أحد المنازل في حي الصيادين ويدق الباب ثلاثة دقات ثم دقه بعد فترة من الصمت ليفتح له شخصاً ما ، لم أتبين وجهه وهو يغلق الباب ، تسرب الشك إلى قلبي ، لففت حول المنزل باحثاً عن فتحة أو نافذة يمكنني الدخول منها لكني لم أجد ، حططت على واحدة من الطوب اللبن البارزة أعلى الباب وحاولت النظر من فتحته العليا لكن لم أتبين شيء سوى شخصان يتحدثان في الظلام بصوت منخفض ، بعض الكلمات اخترقت أذني : سمكة سامة من الكهنة ، العشاء ، طماع ويستحق الموت الليلة ، أريد بيت المليون عام بعد موته.

أنهم يخططون لقتل شخص ما.

فُتح الباب ليخرج منه شخص ما حاملاً الكيس الكتاني.

– من هذا ؟.

إنه مشرف حقول حنتي ريرت.

– هل يخططون لقتل حنتي ؟.

– ما الذي سوف يستفيده بتاري من قتله؟.

– ما دخل الكهنة بهذا ؟.

– حنتي مشهور بطمعه و جشعه ، نعم

لكن أهذا مبرر لقتله ؟.

– ألهذا بادر بتاري بقتل المشرف عندما حاول الهروب ؟ الكهنة لا يقربون السمك لكن يحتفظون بسمكة سامه عندهم ؟ أنني في صباح يوم اللعنة اذاً هل حنتي هو البريء ؟.

هل الأولى أن أمنعهم من قتله بدلاً من الانتقام ؟

ماذا لو لم يكن هو ؟ وهل سيشكل ذلك فارقاً ؟

أتبعه ، قالها قلبي أتركه ، قالها عقلي ، ماذا أفعل؟

– أتبع قلبك ، قالها أوزيريس .

سأفعلها على طريقة الأله.

– أنتظر

– حنتي قُطعت رأسه.

حتى لو حاولت منعهم من دس السمكة السامه في الوليمة سيقتله شخص أخر ، يجب علي فعل ما يمليه قلبي كما أخبرني أوزيريس ، الأن صرت مؤمناً ؟ حقاً ؟ الأن ؟.

تبعت المشرف وهو يعبر شوارع المدينة كما تقول الحكايات بعد أن قتل ست أخيه أوزيريس و قطع جسده قام بنثر القطع في النيل فقامت هذه السمكة بتناول عضوه الذكري لذلك لُعنت وأصبحت سامة فحرّم الكهنة اصطيادها وأصبحت حيازتها جريمة ،

اذاً ما علي فعله هو جعل أحد جنود الشرطة يرى المشرف و معه السمكة ، رأيت أحد الجنود يمشي ممسكاً بثمرتي تين وبصل وجرتي عسل ولبن ، فانقضضت عليه وخطفت التين من يده وتعمدت أن أطير على مستوي منخفض حتى يطاردني وأنا أقوده باتجاه المشرف الذي ألقيت الثمرة على وجهه ثم انقضضت على يده الممسكة بالكيس الكتاني وأخذت بقضمها حتى أفلت في ألم الكيس الذي وقع أرضاً أمام الجندي ، نقل الجندي بصره بين السمكة والمشرف الذي أنطلق يعدو ، فوضع أشيائه أرضاً وألتقط الكيس الكتاني وأنطلق خلف المشرف الذي دلف إلى أحد ورش النجارة وهم بالتقاط منشار لكنه تعثر في كومه من الأخشاب وأنقلب على وجهه ، فأنقض عليه الجندي وجذبه من شعره بعنف فعاجله المشرف بأزميل طويل غرسه في رقبته فأرتمي أرضاً وهو يصرخ من الألم ، فهم المشرف بالتقاط المنشار مرة أخرى لكنني هاجمته وغرست مخالبي في وجهه فأرتبك حتى اصطدمت رأسه باطار سرير أبنوسي وفقد الوعي ، نظرت إلى الجندي الذي أخذ يتنفس بصعوبة وينظر إلي محاولاً قول شيء لكن صوته خرج متحشرجاً : طفلي…وحيد…مريض.

هل يراني ؟ كيف ؟هل هو البريء ؟ماذا يا قلبي؟.

نزعت عين حورس من على صدري و وضعتها على جبهته مشفقاً عسى تنفعه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ، لم أنتبه للمشرف الذي استعاد وعيه وهو يهوي على رأسي بقطعة خشب ضخمه أفقدتني الوعي ، تسلل الوعي إلى عقلي ببطء ، أنا مقيد القدمين والجناحين والفم ، ألم شديد في الرأس

، رائحة المكان خليط ما بين زهور اللوتس وقذارة الأسماك ، أشعر أنني أعرف هذا المكان ، كيف وصلت إلى هنا ؟ أنه المشرف اللعين

ضحكات مكتومة و تغنجات ، فتحت عيني ويا ليتني لم افتحها ، ليتني عميت ، ليتني ميتاً بقيت ، ليتني لم أولد ، ليت العالم لم يوجد ، اللعنة عليك يا وزيريس ألهذا أخترتني؟

مايا  ألهتي ومعبودتي عارية في أحضان العجل حنتي ، كيف ولماذا ؟ ينتهكني ، يخترق حدودي ، يدنس مضجعي وأنا مقيد ،عاجز ، ذليل ، الليلة نهاية ميري ، الجميع يريده ميتاً ، ضعي السمكة في طبق عشاءه و ينتهي كل شيء ، أنا أنالك و بتاري يصبح القائد لأنها فكرته والكهنة ينتقمون لألهتهم التي يسبها و الوزير المساند له ، لن يعرف ما حدث ، قالها حنتي.

– أنتهي الأمر ، قالها قلبي

– كيف ؟

– أنا المقصود ؟.

– أنا القتيل ؟.

– ماذا فعلت لهم ؟.

– هل أنا البريء ؟.

عبدتها وهي تخونني؟ وثقت به و هو يطعنني ؟.

– ماذا عن هذه البومة الغريبة ؟.

– لكي تراقبك من أجلي يا شهوانية.

قبلها فعضت شفتيه ، تأوه دفعها على السرير وخرج ، سحبت خنجر ذهبي واتجهت إلي ، هرج ومرج وصراخ في الخارج ، فكت وثاقي وأتى جندي مقطوع الأنف ، وقعت وصرخت ، بدأت في التحول ففزع الأول ، هاجمته فطعنها وهرب ، تتبعته ، بلغني بمقتلها ، أمرت بإعدامه ، نفذ بتاري وتبعني لداري ، حدث لي ما حدث ، الأن الانتقام ، استدرجت الوحوش لتأكل بتاري و مايا ، ليتني لم أختر الحقيقة ، أقنعني بالبحث عن سبب لعنة المدينة ليجعلني أكتشف بنفسي أنني غافل ذو قلب نقي ، أوزيريس الذي كفرت به وهو يحبني ، من البريء ؟ من قتل حنتي ؟ ماذا سيحدث لواست ؟

الأن…..

الحياة أم الموت ؟.

 

النهاية ………

تاريخ النشر : 2019-10-13

guest
32 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى