الجحيم
_ سيدي لقد دخل النيزك المجال الجوي للأرض ويتجه بسرعة شديدة نحو الصحراء.
البروفيسور لؤي: تابعوا الموقف أولا بأول، وما دام مساره بعيد عن المدينة فلا خطر منه.
يسقط النيزك في الصحراء ويحدث هزة أرضية يسمعها سكان المدينة الذين يشاهدون ضوء شديدا ينبعث من مكان الانفجار، يستمر فترة ثم يخبو.
في صباح اليوم التالي كان عدد من العلماء على رأسهم البروفيسور لؤي يجمعون مجموعة من صخور النيزك لفحصها. يخضعها البروفيسور لؤي للاختبارات المتعددة ولكنه لم يكتشف فيها أي نشاط غير عادي. تنتهي مهمته ويعود لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع عائلته.
_ صباح الخير يا أبي.
_ صباح الخير يا عزيزي ماجد.
_ أراك بلباس البحر؟
_ لأنني سأذهب أنا ووائل إلى البحر للتنزه واصطياد الأسماك .
_ ولكن لا تبتعدوا كثيرا.
_حاضر يا أبي.
يتناول إفطاره بسرعة، وينتظر وائل الذي لا يتأخر كثيرا ويتوجهان بسعادة غامرة نحو الشاطئ برفقة صديقهما سمير وشاذي ليبحرون في جو مفعم بالحيوية والنشاط.
وائل: ما رأيكم أن نتعمق قليلا؟
ماجد: كلا لقد أوصاني أبي بان لا ندخل في عمق البحر، أنسيتم إن أسماك القرش تنشط في هذه المنطقة ؟
_ لا تقلق لقد أحضرنا مسدسات بحرية للطوارئ.
ينتصف النهار وهم ما يزالون في عرض البحر.. يتناولون طعام الغداء في إحدى الجرز الصغيرة ثم يعاودون الإبحار. فجاة يشاهدون أسماك قرش فيجهز وائل مسدسه البحري..
تقترب اسماك القرش من قاربهم، تظهر لهم وجهها من دون أن تحاول إيذائهم أو إخافتهم..
سمير: أمر غريب، سمكة القرش تبدو أليفة !
شاذي: إحذر منها إنها مخادعة .
تحيط بهم اسماك القرش من دون أن تؤديهم ..
ماجد: الأمر غريب حقا، أسماك القرش تتصرف وكأنها دلافين لطيفة.
وائل: فلنغادر بسرعة، الأمر خطير، وهذه الأسماك قد تهاجمنا في أي لحظة.
إقرأ أيضا: الظلمات الباهرة
يبحرون نحو الشاطئ ..
ماجد: الآن نحن بأمان ولكننا لم نصطد أي سمك اليوم. ما رأيكم أن نقضي ما تبقى من وقت في الغوص؟
الجميع: فكرة حسنة.
ينفذونها فورا على أن يكون ذلك بالتناوب… يغطس ماجد بصحبة وائل أولا، وما أن يبتعدان قليلا عن القارب حتى تحيط بهما الأسماك وتبدأ بمهاجمتها ..
يصابان ببعض الجروح ويخرجان من البحر والأسماك ما تزال تنهش في جسديهما، بستغيثان بسمير وشاذي.. ينقذانهما ثم يعودون فورا إلى الشاطئ ويذهبون إلى المستشفى …
المحقق: ما سبب هذه الجروح المتعددة في جسديكما أيها الشابان
_ أسماك هاجمتنا!
_ ماذا؟ أتقصدان الأسماك التي نأكلها كل يوم؟
_ نعم !
_ هاهاهاهاه ، وكيف يكون ذلك؟ إنها مخلوقات ضعيفة وأليفة خلقت لنأكلها لا لتأكلنا !!
_ ولكن هذا ما حدث .
سمير: لقد شاهدنا ظواهر غريبة في البحر.
_ مثل ماذا؟
_أحاطت بنا اسماك قرش ولكنها لم تؤدنا، بل على العكس كانت لطيفة !!
_ كلامك يستحيل تصديقه .
_ ولكنها الحقيقة.
_أيها الشرطي ؟ هل وجدت في القارب أي مشروبات كحولية أو مخدرات؟
_ لا يا سيدي .
(بسخرية) :
_أيها الفتية اعتنوا بأنفسكم جيدا !
في المساء، وفي عطلة نهاية الأسبوع كانت الاستعدادات على قدم وساق لعرض الدلافين الأسبوعي في أكبر القرى الترفيهية. امتلأت المدرجات عن بكرة أبيها بالحضور من مختلف الأعمار لا سيما الأطفال. كان الجميع متلهفا لقضاء وقت ممتع مع الدلافين الرائعة بعد أسبوع دراسة وعمل شاق ومضني.
يخرج المدرب الذي يصفق له الحضور بشدة.. يأمر دلافينه بالخروج لإمتاع الجمهور. يجد صعوبة في السيطرة عليها، فتبدأ الدلافين بالمشاغبة والخروج على طاعة مدربها..
تسبح الدلافين بالقرب من الجمهور.. يحاول بعض الاطفال مداعبتها ولكنها كانت على غير عادتها لتفاجأ الجمهور بهجوم شرس لتذب الفوضى في القاعة وتصاب أعداد من الناس بجروح. يحاول المدرب السيطرة عليها إلا إنها تهاجمه فيسقط على الأرض مغشيا عليه. تقرع أجراس الخطر في أنحاء القرية الترفيهية.. تتدخل الشرطة وتطلق النار على الدلافين .. تذيع أجهزة الأعلام المحلية الخبر فينتشر في كافة أنحاء المدينة ..
إقرأ أيضا : من أجل روزا
أثناء ذلك كان مجموعة من الصيادين يصطادون السمك…
_ارفع الشبكة .
_ إنني أحاول ولكن الأسماك تبدو مشاغبة.
_ إنها مجرد أسماك.
_ إنني ارفعها بصعوبة بالغة.
سأنزل بنفسي لأرى ما المشكلة.
ينزل للبحر وما أن يطأه حتى تهاجمه مجموعة كبيرة من الأسماك..
_يا الهي!! أنقدوني.
الأسماك تهاجمه بوحشية.. ولا أحد يستطيع مساعدته. يموت الرجل ويصبح جثة هادمة ثم تأتي بقية الأسماك لتلتهمه في مشهد رهيب..
يسرع البحارة في الرجوع ولكن الأسماك تحيط بهم من كل جانب. فيرسلون نداء استغاثة للشرطة إلا أن المركب ينقلب من السرعة وتهاجمهم الأسماك ليصبحوا هياكل عظمية..
يذهب حارسان للاسترخاء وتبادل الأحاديث الودية ، يسمعان بعض الضجيج فيخرجان لاكتشاف الأمر ..
لحارس الأول: يا إلهي لقد خرجت الأبقار من الحظيرة.
الحارس الثاني: غريب أمرها، هيا بنا نعيدها إلى مكانها.
يقتربان منها، ولكن الأبقار تهاجمهما وتقتلهما على الفو تخرج جميع الحيوانات من المزرعة وتهاجم كل كائن حي تبصره..
( في مؤسسة للتجارة في الطيور )
_ ما الذي حدث؟ لماذا اتصلت بي للحضور مبكرا؟
_سيدي، إن الطيور تتصرف بعدوانية وشغب.
يقوم بإلقاء نظرة عليها ..
_ فعلا إنها تصدر أصوات غليظة وتحاول الخروج من أقفاصها.
يمسك بحمامة ويحاول فحصها ولكنها سرعان ما تبدأ بمهاجمته وجرحه .
_ يا الهي لقد أصبحت هذه الحمامة عدوانية حقا.
تضربه بمنقارها في إحدى عينيه فيسيل منها الدم.. يضربها بلوح خشبي فيقتلها ..
الطيور تضرب أقفاصها بوحشية وتصدر أصوات مرعبة، يتصل العامل بالإسعاف لعلاج جرح عين رئيسه وما أن يخرجان من المؤسسة لانتظار سيارة الإسعاف حتى تهاجمهما الطيور البرية.. يختبئان في سيارتهما ويستغيثان بالشرطة، إلا إن الطيور المهاجمة من حمائم وبلابل وعصافير تهاجمهما بكثافة وتكسر زجاج السيارة وتشبعهما عضا وجرحا حتى الموت ..
إقرأ أيضا : بلاغ إلى الشفاه (ذاكرة طالب)
في المدينة وفي وقت الذروة تندفع الفئران والكلاب والقطط لمهاجمة الناس في الشوارع والأزقة والميادين.. تعلن حالة الاستنفار القصوى وتأمر الشرطة بقتلها..
تجتمع ادارة المدينة على عجل وكان البروفيسور لؤي على رأس الحاضرين..
البروفيسور لؤي: إن الأمر جد خطير، لقد أصبحت الحيوانات الأليفة متوحشة، وهذا سيحدث خللا مدمرا في البيئة وبالتالي في حياتنا نحن البشر.
مدير المدينة: وماذا عن الحيوانات المتوحشة ؟
مسؤول أمني: هناك أنباء عن تحولها إلى حيوانات أليفة !
يسود اللغط بين المجتمعين ..
البروفيسور لؤي: سأذهب برفقة بعثة علمية إلى الغابة، وهناك سنستطلع الأمر ونجمع المعلومات اللازمة لمواجهة الموقف .
مدير المدينة: ولكن الأمر خطير فالغابة مليئة بالحيوانات.
مسؤول أمني: لا تقلق ستكون معهم فرقة عسكرية مسلحة .
يذهب البروفيسور لؤي مع بعثته العلمية إلى الغابة، وما إن يتقدموا فيها قليلا حتى تهاجمهم الطيور والقردة.. يطلق الجنود عليهم النار ليردوها على الفور…يتقدمون أكثر بحذر شديد ..
أحد أعضاء البعثة: انظروا هذا ثعبان من النوع السام.
عضو آخر: حقا ولكنه يبدو غير عدواني.
يقترب منه البروفيسور لؤي بحذر، يتفحصه فيجده قد أصبح أليفا بالفعل..
يستمرون في سيرهم، تقابلهم مجموعة من الأسود ..
رئيس الجنود: إحذروا إنها أسود .
أحد أعضاء البعثة: لكنها تبدو هادئة.
رئيس الجنود: من الخطر الاقتراب منها .
ولكن البروفيسور لؤي يدنو منها، يضع يده على رأس أسد فيجده حملاووديع!
ثم تجتمع حوله مجموعة من الأسود والفهود والنمور وتعامله بلطف وبراءة ..
عضو بالبعثة: يا الهي لقد تحولت هذه الحيوانات المفترسة إلى حيوانات مسالمة.
عضو آخر: إن هذه الحيوانات جائعة الآن، وجوعها يزيد من هدوئها وخضوعها، إنها تريد أي شي تأكله، وإن لم نجل حلا سريعا سوف تموت ويتعرض نوعها لخطر الانقراض.
يذهبون إلى أحد انهار الغابة فيشاهدون تماسيح ميتة…
البروفيسور لؤي: لقد نفقت هذه التماسيح على ما يبدو بسبب الأسماك الصغيرة التي قامت بتجريحها وعضها حتى الموت.
عضو بالبعثة: أيعقل ذلك؟
إقرأ أيضا : ابني الزومبي
_ البروفيسور لؤي: نعم ، فقد تحولت هذه التماسيح إلى مخلوقات أليفة بينما تحولت الأسماك إلى مخلوقات متوحشة .
فجأة.. تهاجمهم مجموعة أخرى من الطيور، يطلقون عليها النار، تم تهاجمهم بعض الزرافات والماعز والغزلان فيخرجون بسرعة من الغابة، إلا إن القردة تهاجمهم من الأعلى وترميهم بثمار الجوز فيجرح بعضهم…
أحد أعضاء البعثة: هذه الحيوانات ستقضي علينا، يجب أن نختبأ في مكان آمن فورا.
رئيس الجنود: أعرف كوخا قريبا من هنا، هيا بنا نذهب إليه.
تطاردهم الحيوانات الأليفة التي تحولت إلى كائنات متوحشة ومفترسة.. تحيط القرود بأحد الجنود فتقتله على الفور ..
تجتمع الطيور والعصافير والبلابل على أحد أعضاء البعثة فتأكل من لحمه حتى الموت..
تصل البعثة إلى الكوخ بعد أن فقدت اثنين من أفرادها.. يحكمون إغلاق الكوخ، إلا إن الحيوانات تتربص بهم..
عضو بالبعثة: بروفيسور ماذا سيحدث لنا ؟
البروفيسور لؤي: بل قل ماذا سيحدث للعالم إن لم نتدارك الأمر؟ .
_ هل تقصد أن ثمة أثارا خطرة سيفرزها الوضع المقلوب للطبيعة ؟
_بالطبع فالحيوانات المتوحشة بناها الجسدية تحتاج إلى كميات ضخمة من السعرات الحرارية، وهذا ما لا يتوفر إلا في اللحوم . وفي المقابل فإن الحيوانات الأليفة والتي أصبحت الآن متوحشة ستأكل طعاما لا يتناسب مع طبيعة أجسادها وهذا ما سيؤدي لاحقا لتغير فطرتها الغرائزية.
وفي المقابل لن يجد الإنسان ما سيأكله وسيعاني من نقص خطير في الغداء، خاصة وأن كلا الصنفين ( الأليف والمتوحش) سيتجه لاستهلاك ما ننتجه من غذاء بواسطة الزراعة .
_وماذا أيضا؟
_سوف تتكاثر الحيوانات الأليفة لأنها لن تجد من سيأكلها، وفي المقابل ستتناقص أعداد الحيوانات المتوحشة لأنها لن تجد ما ستأكله. حتى الديدان التي تأكل جسد الإنسان بعد موته، ستتحول إلى مخلوقات تسعى لأكله وهو حي! والطيور التي كنا نستخدمها للزينة أصبحت الآن مخلوقات متوحشة تسعى لأكلنا. وسوف تقضي على ثمار الغابات والمزارع وستعيث فسادا بالحشائش، بل وحتى القطط والفئران لن تجد على المدى القريب ما تأكله غيرنا، باختصار نحن مقبلون على خلل بيئي رهيب سيحدث كارثة فظيعة وسيحول حياتنا إلى جحيم .
أصوات الحيوانات المتوحشة يزداد ضراوة.. تهاجم المنزل، الجنود يطلقون عليها الرصاص بغزارة..
أحد أعضاء البعثة: علينا أن نغادر هذا الكوخ بسرعة وإلا قتلنا جميعا.
رئيس الجنود: الحل الأفضل أن نبدأ بالمغادرة في منتصف الليل حيث تكون الحيوانات قد فقدت الكثير من طاقتها.
ما إن ينتصف الليل حتى يبدأوا في مغادرة الكوخ بهدوء..
رئيس الجنود: امشوا رويدا رويدا دون إحداث أي صوت .
يخرجون من محيط الكوخ ويمشون ببطء وحذر داخل الغابة..
أحد الأعضاء: انظروا هذه بحيرة إذا تجاوزناها سنتمكن من مغادرة الغابة بسرعة.
إقرأ أيضا : الليلة السوداء
يبدأ بالسباحة ..
البروفيسور لؤي: ماذا تفعل؟ عد بسرعة، الأمر خطير.
ولكنه أصبح كشخص فقد رشده ولا يدري ما يفعل..
أحد زملائه: عد بسرعة، إنك في خطر.
_لا تقلقوا لن يكون في هذه البحيرة أي تماسيح.
ولكن مجموعة هائلة من الأسماك تحيط به وتنهش لحمه وهو يستغيث بهم. الجميع يسمع ويرى آلامه، ولكنهم لا يستطيعون إنقاذه ليتحول الى جثة هامدة..
يسير ما تبقى من أعضاء البعثة بحزن شديد..
أحد الأعضاء: يجب أن نرتاح قليلا.
يظل الآخرون شبه يقظين بينما ينام بعضهم بعمق..
يستيقظ أحدهم مستغيثا: أنقذوني!
مجموعة كبيرة من الديدان تهاجمه .. يفر مرعوبا .. يطلقونزعلى جسده مسيلات حشرية، تفر منه ليبقى في حالة من الهلع والخوف..
يستأنفون سيرهم، تنهال عليهم ثمار جوز الهند من الاعلى مرة أخرى، يطلقون النار على القردة.. تهاجمهم مجموعة أخرى من الحيوانات فيركضون بأقصى طاقتهم ..
رئيس الجنود: لقد وصلنا، هذه هي السيارة.
يصعدونها واحد تلو الآخر، إلا إن أحدهم تمسك به القردة وتنهش لحمه.. لا أحد يستطيع إنقاذه .. ينطلقون بسيارتهم بأقصى سرعة باتجاه المدينة التي تحولت إلى مدينة تسرح فيها الحيوانات بحثا عن فريسة تتغذى على لحمها.. يطلب البروفيسير لؤي التوجه الى حديقة الحيوانات في المدينة لالقاء نظرة عليها..
ما إن يدخلونها حتى يشاهدون الحيوانات المتوحشة وقد تحولت إلى حيوانات أليفة.. والحيوانات الأليفة وقد تحولت إلى حيوانات متوحشة !!
يدخل البروفيسور لؤي في قفص أحد الفهود فيجده قد أصبح أليفا كالقطط تماما !! ثم يقترب من قفص مخصصا للأبقار، فتهاجمه على الفور…
البروفيسور لؤي: أريد فحص أدمغة مجموعة من الحيوانات، علنا نصل إلى نتيجة ما .
يبدؤون بإجراء سلسلة من الاختبارات والفحوص بأحدث الأجهزة ..
البروفيسور لؤي: ألا تلاحظون أن أدمغة هذه الحيوانات تتلقى إشارة غريبة ؟
أحد أعضاء البعثة؛ فعلا، إنها تتلقى ذبذبات عالية من مكان مجهول.
فجأة تتعرض الحديقة لهجوم من قبل مجموعة من الحيوانات..
عضو بالبعثة: إنها على ما يبدو تسعى لالتهام حيوانات الحديقة.
عضو آخر: ستموت النمور والأسود عما قريب فلم يبقى من طعامهما إلا القليل
البروفيسور لؤي: لا شك إن هذه الذبذبات الغريبة هي سبب رئيسي إن لم يكن وحيد في انقلاب قوانين الطبيعة، فإذا ما توصلنا لمعرفة مصدرها فستعود إلى موازينها السابقة .
إقرأ أيضا : الجنسية المستحيلة
عضو بالبعثة: وماذا تقترح؟
البروفسيور لؤي: وجدتها، علينا البحث بالقرب من النيزك الذي سقط قبل عدة أسابيع .
عضو آخر: ولكنها مغامرة خطيرة، قد تفترسنا الحيوانات قبل وصولنا.
البروفيسير لؤي: هذا هو الحل الوحيد ، لا شك عندي أن مصدر هذه الذبذبات موجود بالقرب من موقع انفجار النيزك .
يتجهزون للخروج، يحملون معهم مجموعة من الحيوانات المفترسة والأليفة، وترافقهم وحدة مسلحة من الجيش، التي تقتل كل من يقف في طريقها من الحيوانات. يصلون إلى مكان وقوع النيزك.. يشاهدون العقارب والأفاعي وقد تحولت إلى حيوانات أليفة لا تضر الإنسان..
ينقبون في موقع انفجار النيزك على أمل العثور على مصدر الذبذبات.. فتردهم أنباء عن مهاجمة الحيوانات الأليفة للحيوانات المتوحشة واتخاذها طعاما لها ..
أحد أعضاء البعثة: ستدمر البيئة الأرضية إن لم نجد حلا سريعا.
عضو آخر: لا نملك إلا أن نواصل البحث.
يشاهدون حجرا مشعا، فيشغلون جهاز رصد الذبدبات ..
أحد الأعضاء: إنه ما نبحث عنه بكل تأكيد.
البروفيسير لؤي: لا شك أنه هو، فلندمره فورا.
تطلق عليه الفرقة المسلحة النار فتخرج منه أبخرة غليظة .. يخشون على أنفسهم فيبتعدون قليلا عن الحفرة ثم يقع انفجار كبير تنجلي أبخرته شيئا فشيئا.. يتجمعون حول الحيوانات التي جلبوها معهم فيلاحظون عليها عودتها إلى سجيتها..
يعود فريق البروفيسور لؤي للمدينة على عجل، يتعرضون لهجوم مباغت من بعض الحيوانات المفترسة إلا إنهم يفرون منها مسرعين.. يشاهدون جثثا لعشرات الزرافات والغزلان والأبقار بعد أن نهشتها الفهود والأسود التي سرعان ما تهاجم البشر بضراوة بعد أيام طويلة من الجوع، إلا إن فرق الجيش تحاصر المدينة وتبدأ بعمليات مكثفة لاصطياد الحيوانات وإعادتها إلى بيئتها. تعود الطبيعة في المدينة إلى سابق عهدها بعد أن قاس سكانها أهوال جحيم لم يسبق له مثيل..
