الحيوانات الضّالة
في مدينتي كان هناك رجل ثري يملك محطة وقود، كما أنه أمتلك هواية جمع الحيوانات الضّالة ووضعها في محطته الكبيرة. بعضها كان نادراً وبعضها الآخر قام بشراءه من الخارج، وكان من ضمنها ذئب بري اشتراه من أحد الصيادين.
كان الذئب محبوساً بقفص ضخم، كان يرمي له كل يوم أربع دجاجات وأحيانا يشتري له لحم الأغنام النافقة حيث أنها رخيصة لأنها لم تذبح بالحلال.
حينما كان عمري اثني عشر عاماً كنت أذهب مع بعض أقاربي على ظهر دراجاتنا الهوائية كل عطلة أسبوع لأرى الذئب.. كما كنت أقوم باستفزازه وحينما حذرني صاحب المحطة وقال لي أن الذئاب لا تنسى من يهينها رددت عليه “يا عمي ليس وكأن هذا الذئب سيهرب ويلحقني!”
إقرأ أيضا: الإشاعات
وذات يوم هرب الذئب، هناك مريض نفسي قام بكسر القفل وأخرجه خارج القفص لنشر الذعر بين السكان وقد نجح بمهمته.
لم يعثر على أثر للذئب من حينها، رغم أننا نسمع صوت عواء يأتي من خرابة قرب منزلنا، تلك الخرابة هي أرض أشجارها مقطوعة.. كما فيها قبور أشخاص مجهولين، ترعى الأغنام والدجاج فيها صباحاً وتمرح فيها الكلاب الشاردة ليلاً.
عموماً بعد عدة أيام من الحادثة كنت أسهر في منزل ابن خالي وقد نسيت نفسي وإذا بالساعة الثانية بعد منتصف الليل. طلب مني خالي أن أبقى وأنام بمنزلهم وألا اغادر خوفاً من الذئب، لكني كنت أحب العنتريات الفارغة فأخبرته أني لا أخاف لا من ذئب ولا من أسد ولا من أي مخلوق وخرجت بكل شجاعة وركبت الدراجة وذهبت بطريقي للمنزل.
وصلت تقريباً للبيت واذا بسلسلة الدراجة تُقطع وللحظ التعيس فهي لم تقطع إلا عند الخرابة.
نزلت لأقوم بإصلاحها فسمعت صوت مخلوق يركض بالخرابة، نظرت خلفي وإذا به الذئب يركض نحوي ولعابه يسيل وعيونه يملؤها الشر.
حينها تركت الدراجة وعنترياتي الفارغة على الأرض وبدأت سباق الألف متر مع قفز الحواجز. ووصلت للمنزل خلال ثواني فقط.. أقسم لكم ان المسافة بين الخرابة وبين منزلنا أكثر من كيلومتر لكني وصلت للمنزل خلال عدة ثواني!
إقرأ أيضا: سؤال فلسفي
لا أعلم كيف وصلت للمنزل بهذه السرعة العجيبة، ولا أعلم أن كان الذئب جائعا أم أنه يرغب الإنتقام مني نتيجة العداء.. لكني أعلم أني نجوت من موت محتوم.
والأن سؤالي أعزائي القراء:
_ هل تتواجد الحيوانات الضّالة بمنطقتك؟
_هل سبق وأن تعرضت لمطاردة من أحدها؟ ماذا كان؟
_كيف تمكنت من الهرب منها؟
_ كيف كانت ردة فعلك اتجاهها؟
_هل تكررت الحادثة معك ام أنك أصبحت تأخذ حذرك؟
السؤال بقلم: آريو
