غرائب العشق والغرام

الدمية البشرية: تعرف على أغرب 3 أشخاص مهووسين بالدمى

شذوذ فكري

قبل الحديث عن الدمية أو بالأحرى الدمى البشرية، لنأخذ لمحة عن تاريخ التجميل والذي هو فرع من فروع الطب، ولعله واحد من أكثر فروع الطب المدرة للمال.

لقد تم اختراع عمليات التجميل بالقرن السادس عشر، لكنها لم تلقى رواجاً في ذلك الوقت نظرا لعدم تطورها.. فكان تطورها بطيئاً للغاية لأن الأطباء والعلماء كانوا يركزون على تطوير الطب الأهم منها مثل طب الجراحة.

في خمسينيات القرن المنصرم مرت أوروبا (وبعض الدول غير الأوروبية) بحربين عالميتين. وقد انتهت الحربان بسلام إلا أن آثارهما لم تنته.. فحتى الجنود الذين نجوا من الموت قِطعة واحدة خرجوا منها بوجوه وأجساد مشوهة نتيجة النار والغازات السامة التي تعرضوا لها.

تعساء الحظ هؤلاء لم ترض امرأة بالحديث معهم أو حتى النظر لوجوههم.. ومات بعضهم من الاكتئاب وحيدين بمنازلهم وكان هذا أجرهم لأنهم دافعوا عن بلادهم.. بل حتى الذين كانوا متزوجين بدأت زوجاتهم بالنفور منهم.

نتيجة لمعاناتهم تم تطوير طب التجميل لمحاولة تحسين صورة بائسي الحظ هؤلاء.. ويوما بعد يوم دخلت الشركات التجارية فيه ووضعته بخط الإنتاج ليتحول هذا الطب إلى عبارة عن شيء استهلاكي يستخدمه الكثيرون ممن ليسوا بحاجته.

وحيث أصبحت عمليات التجميل شيئاً متاحاً للجميع، فلا عجب أن ترى الكثير من النساء يقمن بها.. ولعلك سترى بعض الرجال كذلك، لكن التسابق عليها أصبح معروفا لدى الأثرياء، والذين قام بعضهم بعمليات كثيرة لدرجة ظهور المصطلح “Human doll” أو “الدمية البشرية” وأصبح يطلق على أولئك الذين أصبحت أجسادهم كأجساد الدمى نتيجة عشرات العمليات التجميلية، والتي كلفتهم الملايين رغم أنهم ليسوا بحاجتها. والمقصد الأساسي منها هو لفت الانتباه لهم فقط لا غير.

إقرأ أيضا: سجين خلف قضبان الجسد

الدمية البشرية .. جاستن جيدليكا

عرف هذا الشخص نفسه باسم “الدمية كين” وهو عشيق الدمية “باربي” الشهيرة. ولد بمدينة نيويورك الأمريكية بالعام 1980 لعائلة فاحشة الثراء، والتحق بأفضل مدرسة وعاش حياة لا مثيل لها. لكن جاستن كان مهووساً بالدمية “كين” لدرجة كبيرة، فقرر أن يشبهها فقام بأول عملية جراحية بعمر السابعة عشر.

قام أهله بردعه بل والتهديد بمقاضاة الطبيب الذي قام بهذه العملية، ولذلك لم يجد جاستن أي خيار سوى الانتظار لسنة قبل بدء حلمه الكبير.

الدمية باربي وحبيبها الدمية كين
الدمية باربي وعشيقها الدمية كين

وبمجرد بلوغه بدأت رحلته الطويلة إلى جسد الدمية كين.. وحينما أصبح بعمر 32 سنة كان قد قام بإجراء أكثر من 190 عملية تجميلية مختلفة!

شملت تلك العمليات: تجميل الأنف، تكبير الصدر، تصغير الأكتاف، تصغير العضلات المفصلية، تكبير الشفاه، نفخ الخدود.

لقد قام بعمليات جراحية وتعرض للكثير من الحَقن الكيميائي لدرجة أن جسده لم يعد يستطيع إنتاج شعر الوجه. في الواقع أن المواد الكيميائية قد أثرت على فروة رأسه لدرجة أنه اضطر للتعرض لحقن أخرى لأجل إنبات شعر الرأس.

الدمية البشرية جاستن جيدليكا
جاستن قبل وبعد التجميل والتحول لشبيه الدمية كين

أنفق جاستن ما يقارب المليون دولار على العمليات التجميلية في سنة 2012 وحدها.. ولا يعرف المبلغ الذي دفعه لأجل باقي العمليات التجميلية.

واليوم وفي عمر 42 سنة كان قد أجرى ما يقارب 1000 عملية جراحية مختلفة هذا غير الحقن الكيميائية التي حُقن بها! ليأخذ رسمياً لقب الدمية البشرية وبجدارة!

blank
أجرى ما يقارب 1000 عملية ليتحول لدمية بشرية!!

لا يوجد تقديرات دقيقة عن كمية المال التي أنفقها ليشبه الدمية كين، قالت مصادر معينة انها بلغت 4.6 مليون دولار أمريكي!

وبشكل غير مفاجئ أعلن جاستن أنه شاذ جنسياً.. ورغم أن عائلته مسيحية متحفظة إلا أن الزواج تم بالعام 2014 وقد سأل جاستن عن موقفه من الدين فقال “أنا شخص روحاني”

إقرأ أيضا: بيدرو الأول : الملك الذي حوله الحب إلى وحش

ولكن على حال معظم زيجات الشواذ فقد انتهى الزواج بالطلاق بعد سنتين. وقد حظي جاستن باهتمام إعلامي كبير رغم قبح شكله، وظهر بشكل جزئي بعدة أفلام كما ظهر على عدة لقاءات تلفزيونية.

جيسيكا ألفيس.. باربي المتحولة

بالطبع فإنه لا يمكننا أن نملك “كين” بدون “باربي” فحيث وجد كين وجدت باربي. ولأن هناك الكثير والكثير من “الباربيات” حول العالم إلا أني قد أحسنت اختيار واحدة تليق بصديقنا “كين”

ولد رودريغو ألفيس بالبرازيل بالعام 1983 لأب بريطاني وأم برازيلية، كانت عائلته مثل أي عائلة فلاحين برازيلية.

إلا أنه ومع تطور البرازيل اغتنت عائلته. ولقد أعلنت الحكومة البرازيلية حينها عن عدة قرارت لإنشاء نهضة زراعية بالبرازيل. كان من بينها افتتاح مراكز تجارية لبيع المحاصيل، وقد أصبح الفلاحون يملكون القدرة لبيع محاصليهم بشكل أسهل وأسرع وأكثر ربحاً.

اغتنت عائلته يوما بعد يوم حتى أصبحوا مليونيرات يعدون المال حتى يملون من عده. وانتقلوا للمدينة وعملوا بمجال العقارات وافتتحوا متاجر ومحلات، وبكل بساطة فقد تحولت هذه العائلة من عائلة مزارعين فقيرة إلى عائلة مليونيرة.. فقررت أن تمنح الصبي الذي رزقت به حديثاً حياة أفضل من التي عاشوها بالسابق وانهمروا عليه بالدلال.

في عيد ميلاده الرابع قام الجد بإهداء الصبي دمى باربي مع اكسسوارتها.. ظناً منه أنها هدية باهظة الثمن دون أن يعرف الجد المسكين أن هذه الهدية ليست إلا لعبة فتيات. وعلى ما يبدو فإن الجد دخل محل ألعاب وطلب من البائع أن يعطيه أغلى الألعاب لديه، فاشترى له دمى باربي نظراً لسعرها.

لم يملك الصبي رودريغو أي لعبة غير تلك الدمى فبدأ باللعب بها، ومع الأخذ بعين الاعتبار حياته السهلة والدلال الذي كان يأخذه من عائلته فقد بدأ الصبي بالنعومة أكثر وأكثر.. فأصبح يشتري المزيد والمزيد من الدمى وكبرت لديه فكرة الملابس والأزياء وأصبح يشتري المزيد من ألعاب الفتيات.. بل ويلبس ملابسهن أحيانا كما كان يضع مساحيق التجميل.

في أثناء دراسته تعرض الصبي للتنمر نظراً لضعف جسمه ولأنه كان جباناً للغاية عكس الصبية الآخرين كما وأنه كان خجولاً ويقضي معظم وقته مع الفتيات بالمدرسة لا مع الصبيان.

وفي عمر 14 سنة بدأ سراً بأخذ هرمونات أنثوية وبدأ بالتحول الجنسي. ولا يعرف على وجه التحديد إن كانت عائلته تعلم بذلك أم لا.. لكن المؤكد أنها قد قطعت عنه المصروف في العام 2018 حتى يغير تصرفاته.

جيسيكا ألفيس.. باربي المتحولة
رودريغو أو بالأحرى جيسيكا ألفيس قبل التحول الجنسي الكامل
إقرأ أيضا: أغرب قصص العشق والزواج

لكن وحينما تكون ابن عائلة ثرية فلا يوجد شيء يسمى بقطع المصروف.. سيكون لديك الكثير من الطرق للحصول على المال. فحصل الأخير على المال وسافر إلى بريطانيا للدراسة. وبعد أن مات جده حصل على حصة من الإرث، فما كان منه إلا أن بدأ رحلته الطويلة في العمليات التجميلية.

قام حينها بتغيير اسمه إلى جيسيكا، وقام بعدة عمليات تجميلية ليشبه الشخصية “كين”.. حيث أنه عرف أن عائلته لن تسمح له بالتحول الجنسي، فكان يعشق باربي ويتمنى أن يصبح مثلها إلى أنه اكتفى بالبداية بشخصية كين كونها الأقرب لباربي.

عموماً فإن أول عملية جراحية قام بها هي عملية تجميل الأنف، والتي أفقدته حاسة الشم للأبد.. ولعل الإنسان العاقل سيبدي الندم على فقدان حاسة من حواسه مقابل عملية جراحية لا يحتاجها.

الا أن جيسيكا لم يهتم، فقام بعملية تعريض الكتف ففقد القدرة على استخدام يديه لبعض الوقت، ثم قام بعمليات أخرى وأخرى واستمر حتى أصبح بالعام 2018 نسخة من “كين” بعد أن أنفق أكثر من 624 ألف دولار أمريكي على 103 عملية مختلفة!

وحيث أنه كان يحلم أن يكون شبيه باربي، فإن حلمه لم يمت، وقد تخطت عائلته صدمة عمليات تجميله التي قام بها وأصبح لديهم مناعة.

فقرر بالعام 2020 أن يجري عملية التحول الجنسي وقد نجحت بالفعل، لكن هذه العملية لم تجعله شبيها بالدمية باربي، فقد جعلته شبيها بالنساء لا بالدمية باربي.. لذلك قام بأكثر من 60 عملية جراحية جديدة حتى يصبح نسخة من باربي.. وفي النهاية قد أصبح نسخة قبيحة من الدمية الشهيرة وبعد أن قام بأكثر من 163 عملية ودفع أكثر من 1.434 مليون دولار أمريكي على عمليات جراحية!

blank
نسخة قبيحة للدمية باربي

وقد استحق كذلك لقب الدمية البشرية وعن جدارة.. وللذكر فإن جيسيكا أول ذكر متحول لأنثى يقوم بزرع رحم ويحلم بالإنجاب!

أولي لندن.. الدمية البشرية الكورية

في العام 2007 وما بعده بدأت الثقافة الكورية الجنوبية بالانتشار عالمياً.. وقد ساهمت الدولة الكورية بهذا الأمر لزيادة السياحة ولأجل الحصول على قاعدة دعم ضد الصراع الثقافي الكوري-الياباني

ولعل أكثر من أعجب بتلك الثقافة هن الفتيات ما بين 11-16 سنة، إلا أن هناك شخصا بريطانيا بالغا أعجب بالثقافة الكورية، وأخذ إعجابه إلى مستوى آخر.

إقرأ أيضا: أغرب أنواع الشذوذ (1)

فقد دفع الشاب البريطاني “أولي لندن” اكثر من 2 مليون دولار أمريكي على 18 عملية تجميلية حتى يشبه المغني الكوري Park jimin.. ولأن المغني من العرق الآسيوي فقد كانت العمليات مؤقتة خاصة عملية شد العيون.. فكان على أولي القيام بعملية جديدة كل فترة حتى يُثَبت المنظر الجديد له.

كما وخرج وأعلن بفيديو على قناته على اليوتيوب أنه كوري من الداخل، وأن أصوله كورية وهو يحلم بزيارة كوريا موطنه الأصلي وسيطلب الهجرة إليها.

كذلك قام أولي ببدء طائفة دينية جديدة، ماهي تلك الطائفة برأيك؟ كانت طائفة تعبد park jimn مغني فرقة BTS!

بارك جيمين
مغني فرقة BTS بارك جيمين

لقد كان يسجد للوحة كرتونية عليها صورة المغني ويصلي لها، كما ولاحقاً أعلن أنه شاذ جنسيا وقد تزوج بصورة ربه (لوحة المغني) وتم زفافهم بشكل تقليدي بحضور بعض أبناء الطائفة!

وبعد أن تم الزواج بنجاح أولي قرر الذهاب بشهر العسل إلى كوريا الجنوبية ليكون شهر عسل أبديا لهم.. كونه من أصول كورية وسيعيش في أرض أجداده.

أولي لندن.. الدمية البشرية الكورية
أولي لندن قبل وبعد التحول لشبيه المغني الكوري بارك جيمين .. لكن أين وجه الشبه؟

وحينما وصل إلى كوريا تفاجأ أن كوريا لا تقبل المهاجرين.. كما أنه لا يوجد لديها ما يسمى “وزارة الهجرة” حيث أنها دولة تسعى لأن تكون بعرقية واحدة، فتم طرده بعد انتهاء تأشيرته السياحية وعاد إلى بريطانيا بالقوة.

عموماً وبعد أن طُرد من كوريا أفاق أولي من صدمته وأعلن الطلاق من لوحة المغني، كما وذهب للكنيسة وطلب التوبة للعودة للمذهب الكاثوليكي.

أولي أنفق 300 ألف دولار على أربعة عشرة عملية جراحية مختلفة للعودة لمظهره القديم.. كما وأنه قد قام بعملية تغيير الجنس إلا أن هذه العملية دائمة ولا يمكن عكسها وهو نادم أشد الندم عليها ليكون حينها قد قام بثلاثة وثلاثين عملية جراحية كلفته أكثر من 2.3 مليون دولار! ليستحق هو الآخر لقب الدمية البشرية.

إقرأ أيضا: التحول الجنسي : قضايا شهيرة وجدل مستمر

ختاماً

إن المقصد من هذا المقال عن الدمية البشرية ليس السخرية، في الواقع لقد كتبت هذا المقال وأنا اضحك ليس سخريةً وإنما لشدة الاشمئزاز من الواقع.

فقبل عدة سنوات كانت عمتي مضطرة لإجراء جراحة بأسرع وقت ممكن. ونتيجة الحرب الدموية كانت المستشفيات مليئة ولم يكن هناك أي موعد متاح عند أي طبيب جراح إلا بعد عدة شهور، وكانت المسكينة بحاجة للجراحة بأسرع وقت ممكن. فما كان من ابنها الوحيد إلا وأن باع أرضه ومنزله وسيارته وكل ممتلكاته.. ومن ثم استدان المال من كل من يعرفهم في سبيل إخراج والدته للعلاج في أقرب دولة، إلا أنه لم يتمكن من جمع المال الكافي في الوقت المناسب. وماتت والدته في فراشها. وأصبح يبكي ويلطم كالنساء لأنه لم يكن غنياً حتى يتمكن من علاج أمه، بل وأصبح يجلس كل يوم عند سرير والدته ويبكي عنده قائلاً لها أن تسامحه لأنه لم يكن باراً بها ولم يستطع علاجها.

وربما سوريا بلد آخر، ولا علاقة لنا بالغرب ولا علاقة لهم بنا ولا يوجد أمة تضطر لمساعدة أمة أجنبية.. لكن القصة لم تتوقف في بلادي.

ففي العام 2018 كان البروفيسور الأمريكي الحائز على جائزة نوبل بالفيزياء “ليون لودرمان” قد أُصيب بأمراض الذاكرة.. وعدة وعكات صحية. و باع كل مالديه لأجل العلاج، وحينما أفلس هددته المشفى بالطرد منها فقام بعرض جائزة نوبل الخاصة به للبيع في مزاد علني. وبيعت ب 765 ألف دولار لمليونير فاشل رغب أن يعلقها على حائط قصره ليشعر أنه فاز بها بجدارة. وفي النهاية لم يتمكن البروفيسور من دفع ثمن الأدوية ومات بدار رعاية حكومية للمسنين نتيجة المرض.

العجيب أن هذا البروفيسور الذي مات لأنه لم يستطع تحمل كلفة العلاج قد ولد بذات الدولة وبذات الولاية وبذات المدينة التي ولد فيها جاستن جيدليكا.. الرجل الذي أنفق ملايين الدولارات لأجل أن يشبه دمية!

إن الحياة قاسية بشكل كبير، وإن هذا العالم الذي نعيش فيه إنما هو عالم مهرجين، فهو عالم مضحك للغاية.. مضحك بشكل مقزز وسخيف.

ملاحظة : جميع حقوق المقال محفوظة لموقع كابوس . لا يحق لأي شخص كان النقل الحرفي أو المرئي للمقال المنشور دون إذن مكتوب من إدارة الموقع . وتترتب المسائلة القانونية المنصوص عليها على كل مخالف للتنبيه المذكور .

المصدر
EonlineWikipediaNews.comKeralakamudiWikipedia

آريو

-كاتب من سوريا - الكاتب الأفضل في كابوس لشهر اغسطس 2022
guest
47 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى