السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف حالكم أصدقائي الأعزاء ؟ لقد افتقدتكم كثيراً
، حدثت معي قصة في أغسطس الماضي و أود أن أنقل لكم أحداث تلك القصة.
في قريتنا يعتمد السكان على مياه المطر ، يوجد فيها آبار كثيره ، وبما أنها قرية صحراوية لا وجود للماء إلا من خلال هذه الآبار ،
وحتى لا أطيل عليكم سأدخل في تفاصيل القصة.
من ضمن هذه الآبار يوجد آبار رومانية حيث قد أنشئت في العهد الروماني قبل ألفي عام ،
في يوم من الأيام جاءني اتصال هاتفي من أخي الذي يكبرني سناً بعشر سنوات وهو مهندس زراعي .
– يقول : أريدك أن تأتيني في الحال !.
فذهبت له و أنا لا علم ماذا يريد مني إلى أن أتيته.
قال لي : أنا أعمل على مشروع ترميم الآبار الرومانية ، وهناك بئر كلما جئت بعمال ذهبوا في غضون ساعات من العمل ، أتيت بمجموعه و لم يكملوا ساعات حتى خرجوا من تلك البئر ، وعندما سألتهم : ما هو سبب تركهم للعمل ؟ قالوا : نحن لا نستطيع أن نكمل هذا العمل ، و لم يعطوني جواباً مقنعناً ، لأن العمل بسيط جداً و هو عبارة عن إزاحة الأجزاء المهترئة فقط.
فجئت بعدها بأيام برجال أخرين و أيضاً بعدما دخلوا خرجوا في الحال.
و أنا مضطر أن أسلم تلك البئر في غضون أيام قليلة.
فقلت له : وما المطلوب مني أنا الآن ؟.
قال : أذهب أنت وخذ معك فلان وفلان.
وهما أخي الذي يكبرني بسنتين و أبن عمي أيضاً ، و أن علينا الذهاب لذلك العمل غداً حتى نكتسب الوقت.
فقلت له : اذاً اليوم سأخبرهم وغداً سنذهب.
وبالليل جاءني أخي و أخبرني بمكان ذلك البئر
، و في الصباح بعدما اتفقت مع أخي و أبن عمي ركبنا السيارة وذهبنا – و هو يبعد عنا ب5 كيلو فقط – بالنسبة لنا أول مرة نشاهد البئر ، أتى بعض الناس الذين يسكنون بقرب هذا البئر ، فسألونا : لماذا أنتم هنا ؟ فقلنا لهم : نحن جئنا لندخل ذلك البئر الروماني ليتم إعادة ترميمه ، فبعضهم هرب والبعض الأخر قالوا لا تدخلوا هناك ، فلما سألنا : لماذا لا ندخل ؟ قالوا : تحدث في ذلك البئر أشياء غريبة وأصوات غريبه مرعبة لم نسمع لها مثيل ، ثم ذهبوا في الحال.
فنظرنا إلى بعضنا و كل منا يفكر في الرجوع عن تلك الفكرة ، و لكن قلت لهم : لا ، نحن لا بد أن نكمل ، لا تنسوا بأن الذي أعطانا تلك المهمة ربما سيخسر وظيفته بسب رجوعنا ، بعدها وافق أبن عمي ، و لكن أخي أراد أن يتراجع فأقنعناه أن يكمل فوافق.
قالوا لي : بما أنك صاحب الفكرة فأنت أول من يدخل ذلك البئر ، فقلت : حسناً ، سأدخل ، قلتها و أنا أضحك لأشعرهم بأن لا شيء يوجد داخل البئر ، ولكن شعر بخوف شديد جداً فبدلت ملابسي و وضعنا سلم خشبي ربطناه بحبل لعمق البئر و ربطنا الحبل في حجره خارج البئر ، وما إن وضعت رجلي على أول خشبة من السلم حتى شمتت رائحه الثرى بعدما تم شفط كل ما يوجد في البئر من ماء وأغمضت عيني حتى وضعت رجلي على أرضيته ، كان الظلام يعم المكان و شعرت ببرودة شديدة وخوف شديد ،
و لكن عزمت على أن أوجهه خوفي ، بعد دقائق معدودة بدأ الظلام ينجلي شيئاً فشيئاً وبدأت أرى ملامح البئر ، يا لله ما هذا ! إنه كبير جداً ، مساحة هذا البئر 1689متر مربع ، ما هذا ؟ لقد أبدع الرومانيون عندما بنوا هذا الشيء العملاق ، كانت توجد داخله غرفتين وسلم منحوت داخله يؤدي إلى عباره عن شيء ربما كانوا يجلسون عليه ، وتوجد بالقرب منه شيء كأنه رف يوضعون فيه أشيائهم و كان لدي سؤال : هل صنعوا ذلك الرومانيون قبل ألفي سنة من أجل الماء أو لأغراض أخر ؟ و أنا في تفكيري وتعجبي واذا بشيء يخبط الأرض ، يا لله أنه أخي وأبن عمي نسيتهم ! فنظرت اليهم : هيا انزلوا ، قالوا لي : هل يوجد شيء ؟ قلت لهم : لا ، سوف نصبح أثرياء ، هناك أشياء ثمينة ، و أنا أضحك.
فنزلوا وبدأنا بالعمل و أنا افكر بماذا صنع الرومانيون هذا ، وما هذه المادة التي لم يغيرها الزمان إلا شيء بسيط جداً ، وما هي الآلات التي حفروا بها ؟ واذا بشيء ايقظني من تفكيري ، صوت كصوت القنبلة حتى كادت أذني أن تصم من ذلك الصوت ، وبعدها سمعنا صوت قهقهه وشيء يتحدث بصوت مرعب بلغة غير مفهومة ، لقد شُلت أطرافي من الرعب ، أما أخي و أبن عمي أتياني و كادا أيضأ أن يموتا رعباً ، نظرت إلى الجب فاذا به قد اختفى ، يا لله أنظروا لقد اختفى الجب !
و أستمر الصوت يتكلم بأشياء لم نفهمها وقهقهه مرعباً جداً بكل ما تحمله الكلمة من معاني ، لقد كنا نعاني في ذلك الوقت ، وبينما نحن في هذا الحال وقعت على الأرض من الرعب وهما لا ، و ظلا متمسكين بذلك السلم ، واذا بشيء ساخن يمر من تحتنا مع استمرار الأصوات المرعبة ، فاذا به دم ، يا لله أنه دم ! ما هذا وماذا الذي يجري ؟ الباب مقفول ، بعد ذلك جاء شيء من الظلام وبدأ يقترب منا حتى رأينا ملامحه ، كان يرتدي زي لم أرى مثله قط ، و كان شعره أحمر و وجهه أسود وعينيه تقطر بالدم ، كان منظره مرعب إلى درجة أنني إلي يومنا هذا و أنا أرى ملامحه حتى في أحلامي يأتيني ، و بينما نحن في هذا الموقف و أبن عمي يقول : إنها النهاية ، سوف نموت ، و أخي و أنا حينها قلت : باسم الله ، و بدأ أخي يقرأ آيات من القرآن الكريم ، حينها وبصوت مرعب صرخ : أذهبوا و إلا أخذناكم ، ومن ثم أنفتح الباب وخرجنا بعدها و هربنا ، و بعدها بأيام قليلة مرضنا نحن الثلاثة بنفس المرض و لا أعلم ما هو هذا المرض لثلاثة أشهر.
السؤال عزيزي القارئ ماذا كان يفعل الرومانيون بهذه الآبار ، هل جمع المياه أم لأغراض أخرى ؟ مع أنه يوجد الكثير هنا و يوجد بها غرف كبيرة و أعمدة وغيرها .