تجارب ومواقف غريبة

حبيبي مصاص دماء !

ماذا ستفعلون إن شككتم بأن الشخص الذي تحبونه مصّاص دماء !

أجل فالشاب الذي أحبه هو مصّصاص دماء بنسبة 90%.
بدأت قصتي معه عندما دخلت الجامعة ، كنت جديدة على أجواءها . خاصّة في أول يوم لي هناك ، بصراحة أكثر ، كان لدي عقدة من أن أسأل أحد ما هناك . بسبب اني مستجدة وأخشى أن أسأل سؤالاً غبياً و أصبح محل سخرية .

إقرأ أيضاً : أضن أنه مصاص دماء

وجدت أحد المقاعد وجلست حاملةً بيدي مصنّف التسجيل الخاص بي ، على أمل أن أجد فتاة أخرى تحمل نفس المصنف فأرافقها .
بعد عدّة دقائق وبينما كنت شاردة ، قطع شرودي شاب اخذ مني الإذن بأن يجلس بجانبي في المقعد . نظرت إليه ولا أدري ما أصابني . لقد كان مختلفاً بشكل خاص . كان طويلاً و نحيلاً ، وبنفس الوقت كان جذّاباً . له شعر طويل نسبيّاً ، و عينان بنّيتان ، لكن عندما تمعن النظر فيهما جيّداً ، تحس بأنّها عيون قرمزية بطريقة ما !
أسنانه متناسقة جداً و الأنياب منها طويلة بوضوح . حسنا ليس طويلة جداً ، لكنّ أنياب أسنانه الأربعة أطول من باق اسنانه تماماً كأسنان مصّاص الدماء ، لكن بدون أي بشاعة ، بل بجاذبية ساحرة.
طبعاً أنا لم الحظ كل هذا من أوّل لقاء ، فقد كان ذلك الطلب منه بالجلوس، بداية قصّة طويلة بيني وبينه .

بعدما لم أمانع بجلوسه ، جلس ذلك الشاب في اقصى الطرف الآخر من المقعد . وبعد لحظات اخذ كتاباً من الحقيبة ذات الكتف الواحد التي كان يحملها و بدأ بالقراءة . حسناً لا ألم ما سرُّ ذلك الفضول الذي كان يحثّني على محادثته ، لكنّي بعد تردد طويل التفت إليه وسألته عمّا اذا كان يستطيع مساعدتي في روتين التسجيل . كان له ردّة فعل هادئة جداً ، وقد قبل أن يساعدني مباشرة . إنما في البداية لم أكن أشك ولو للحظة بأنّه قد يكون مصّاص دماء ! .

إقرأ أيضاً :أنا مصاصة دماء ! .. هل هذا حقيقي ؟

بعد ذلك اليوم ، تجدد اللقاء بيننا عدة مرات ، وهكذا إلى أن أصبحنا أصدقاء . وقد علمت لاحقاً أني صديقته الوحيدة . فهو دائماً ما يحب العزلة ، و أن يكون منفرداً بنفسه . طبعاً أنا لم أذكر لكم أنّه طالب في السنة الثالثة ، وهو مجتهد جداً حسبما رأيت .
مرت الأيام وقد بدأت أشعر بالعاطفة الشديدة تجاهه ، خاصّة أنه أصبح يهتم بي بطريقة لا استطيع وصفها . اكتشفت أنه مرهف الإحساس جداً فيما يتعلق بالأحاسيس و المشاعر . وبدا واضحاً أنه يحبني حدَّ التملُّك ! . فهو غيّور جداً ، وحسّاس أيضاً . بنفس الوقت هو شديد الكبرياء و الغموض . ويستطيع أن يتقلب بشخصيّاته ، فأراه يمزح و يضحك ، و أراه شاعريّاً رومنسياً ، وأراه ذكيّا صاحب كاريزما . وقد علمت لاحقاً أن هذه الصفات هي صفات مصّاص الدماء .

دائماً ما كنت ألحظ شحوباً خفيفاً في وجهه ، وعندما أسأله دائماً ما يغير الموضوع . الفكرة الأكثر ريبة أني لم أره يأكل أبداً ! . وعندما كنت أدعوه لتناول الطعام ، أو أقدم له قطعة شوكولا فإنه يرفض رفضاً قاطعاً . لكنه لا يمانع في تناول القهوة بدون سُكَّرٍ أبداً .

إقرأ أيضاً : مصاصي دماء من نوع خاص


مرّة مازحته بينما كُنّا نتحدث ، فقلت له أنّك تشبه مصّاصي الدماء . وهنا رأيت على وجهه ابتسامة خفيفة جداً ، وملامح دهشة أيضاً . ثم قال لي :
-وإن كنت كذلك ، ماذا سيكون ردّة فعلك .
فأجبته :
-سأظلُّ أحبك حتى لو كنت وحشاً .

واقسم لكم كيف رأيت عيناه أصبحت قرمزية اللون بشكل واضح ، ولكن كانت كالومضة السريعة . دليل على ابتهاجه . هل هناك شكٌّ بعد هذا بأنّه ليس مصّاص دماء !.

لم يحدثني أبداً عن عائلته ، ودائماً ما يخبرني أنه يعيش بعيداً عن عائلته بسبب خلافٍ معهم . وهو ليس فقير ، ولا فاحش الثراء أيضاً . ودائماً عندما احادثه عن امور الخطبة و الزواج أراه يتنغّص ، ويشعرني كأنّه يريد ذلك بشدّة لكن هناك ما يمنعه . أنا أحبّه جداً وهو يحبّني بطريقة مجنونة . ولعلمكم جميع أحاديثنا بريئة وليس فيها أي أمور مخلّة أبداً .
لا أعلم مستقبلنا معاً ، لكني أخشى أن يكون مصّاص دماء فعلاً ، رغم أني بتُّ متأكدة ، ولكن ما الذي يمكن أن يحدث مستقبلاً ! ، لا أدري .

التجربة بقلم : الين

guest
104 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى