تجارب ومواقف غريبة

حوار مع ساحر

بقلم : عطعوط – اليمن
تعلمت معالجة المرضى ععن طريق أطباء من الجن
تعلمت معالجة المرضى عن طريق أطباء من الجن

بسم الله الرحمن الرحيم

طبتم وطابت أوقاتكم إدارة الموقع و رواده ، بعد التحية والسلام اسمحوا لي يا سادة يا كرام أن أسرد عليكم حوار دار بيني و بين مشعوذ أثناء زيارتي له لغرض العلاج من علة ألمت بي .

بعد أن جلت و زرت عدد من العيادات والمستشفيات ، كل طبيب يدلي بدلوه و يأخذ نصيبه من تكاليف الكشف والفحوصات وقيمة الأدوية ، لكن بدون فائدة .

سأقتني الأقدار وتحت إصرار من أقاربي إلى عند مشعوذ  ، كان قد ذاع صيتة بأن لديه جن يعالج الناس بواسطتهم ، وكما تعرفون صاحب العلة أسير ، رغم أني لا أؤمن بهؤلاء ، فقلت في نفسي سأجرب .

كان شهر رمضان عندما سافرت و وصلت البلدة بعد العصر ، سألت عنه فأخبرني أحد أهالي  المنطقة بمكان قرية المعالج و بيته ، قمت بشراء قات من مزرعة قات قريبة من القرية ، كمية تكفي لي وللمعالج ، وصلت الساعة الخامسة قبل المغرب.

طرقت باب الحوش طرق خائب ، ففتح لي شخص شكله كله مصائب ، نحيف ، أسمر ، قد أنتصف شعر رأسه بالشيب ، أشقر بدون لحية و بدون عمامة ، مكشوف الرأس ، قصير القامة ، حافي القدمين ، أشهل العينين ، يرتدي شميز ومعوز فارس ، ظننته الحارس.

فقلت : هذا بيت المعالج ؟.

قال : نعم ، تفضل.

دخلت إلى الحوش وهو عبارة عن جدار من الأحجار الصغيرة ، و بابه من الزنق مفروش خلفه حصيرة ، والبيت عبارة عن ثلاث غرف مبنيه من الطوب الإسمنتي المزخرف ، بدائي يظهر عليه التقشف.

فقلت : أين المعالج ؟.

قال: هو أنا ، تفضل ادخل هذه الغرفة.

فقلت : خذ هذا القات حقي وحقك.

فقال :  أنت أرتاح و أنا سوف أغسل القات ، وبعد الفطار يتم عمل جلسة ومعالجتك ، ففي رمضان لا يحضر الجن في النهار.

جلست على فرش متهالك.

فقال : موعد الأذان قرب ، خذ هذا النعال و أدخل الحمام توضئ.

فقلت: على بركت الله توضأت.

وجلسنا ننتظر صوت المآذن ، وطرقت زوجته الباب وقالت : خذ الفطار.

فقام و أخذ منها مائدة فيها قليل تمر و جزوة بن  وفتة مع سمن وخضار وطبق رز علية لحم دجاج.

فقلت : أين أولادك ؟.

فقال: لم يرزقني الله بأولاد .

فقلت : ما هو السبب لعدم الأنجاب ؟.

قال:  إرادة الله.

قلت: أنت أو زوجتك ؟.

قال: العيب عندي أنا.

قلت: زوجتك تعلم بذلك ؟.

قال : نعم ، وهي راضية.

نطق الحق بصوت الحق الله أكبر ، فطرنا ثم صلينا و عدنا لنتناول طعام العشاء الاثنان فقط و شربنا الشاي.

فقال: الأن نعمل لك جلسة علاج ثم نخزن ونسمر وأخر الليل نعملك جلسة ثانية.

قلت: الذي تراه مناسب.

فقال: تعال معي ، وادخلني الغرفة المخصصة لجلسات العلاج ، فيها فرش وسط الغرفة ومبخرة موضوعة بالشرفة.

قال : أمتد على هذا الفرش.

استلقيت على ظهري.

قال: مد رجليك و يديك و أرخ جسدك.

ففعلت ما طلب.

قال: انظر إلى هذه النقطة في السقف ،

فنظرت إلى البقعة التي حددها بالسقف.

فقال: الأن ثبت نظرك وانتبه تغمض أو تحرك نظرك أو أي جزء من جسمك ،

الأن سوف يتم الكشف عليك وإذا تحركت حياتك في خطر لا تتحرك أو تحرك عيناك حتى ينتهى الكشف عليك ومعالجتك من قبل الجن .

ثم خرج ، كتمت نفسي بعض الشيء وثبت نظري وجسمي ، بعد مضي حوالي خمس دقائق

بدأت أحس تخدير في أطراف جسمي الأيدي والأرجل ، ولمحت فصوص صغيرة فسفورية

تدور متداخلة في المكان الذي حدده في السقف.

عاد إلى الغرفة وبيده منديل أحمر وجلس على ركبتيه جواري مقابل منتصف جسمي ثم بدأ يتمتم ويهف بالمنديل على صدري و وجهي و يقول بصوت مسموع : بسرعة إكشفين عليه عالجينه ، عالجينة بدقة ، هيا إكشفين على جميع جسمه ، عالجينة عالجينة بدقة.

كنت أهم أن أضحك فمن يكلم ولا يوجد أحد غيرنا ؟ كتمت الضحك.

خرج وبعد دقائق عاد.

فقال: بماذا تحس الأن ؟.

قلت: احس بسفا وتخدير في يداي و رجلي و أشاهد نقاط بيضاء في السقف تتحرك.

فابتسم وقال: الحمد لله نجحت الجلسة ، تمت معالجتك.

هيا انهض نذهب نسمر ونخزن.

بدانا بمضغ القات على ضوء فانوس يعمل بالغاز

وطلب من زوجته إحضار عصارة طماط يدوية لعصر القات فأسنانه سقط معظمها.

كنا متقابلين في المجلس .

فقلت : الألم لا زال موجود.

قال: قد تم الكشف عليك من قبلهم والان ذهبوا لإحضار العلاج من قمم الجبال أعشاب .

عندما يأتوا بالعلاج سوف أعطيك.

فقلت:  لكن أنت لم تسألني عن علتي فكيف ستعالجني ؟ و هممت بالضحك.

فقال: الجن لديهم أجهزة متطورة لا توجد لدى البشر.

فلديهم جهاز طبي يشبه رقبة الجمل يدخل الأنسان فيه فيكشف على جميع أجزاء جسمه ويعالج جميع العلل من تلقاء نفسه يعرف المرض.

فتبسمت واستمريت في مضغ أوراق القات وشرب الماء.

فقلت : كنت أسمعك تقول إكشفين عليه عالجينه عندما كنت ممتد ، فمن كنت تكلم ولم يكن يوجد أحد سوانا بالغرفة ؟.

فقال: عندي ثنتين معالجات من الجن ،

يعملين فوق الجهاز و يقومين بالكشف على المريض و يقررين العلاج ثم يأمرين الجن بإحضار العلاج من أصقاع الأرض.

فقلت : ممكن أسالك سؤال ؟.

قال: تفضل ، أسأل.

قلت : ممكن تخبرني كيف تعلمت المعالجة وكيف تعرفت على دكاترة الجن ؟.

قال: بعد أن تنحنح.

أنت سألتني و أنا سوف أحكي لك القصة من البداية.

فقال : أنا من قرية مجاورة لهذه القرية ، و قبل عشر سنوات حدثت مشكلة بيني وبين أخي خلاف على ميراث قطعة أرض

، وأثناء الشجار  أخرج أخي سلاح ناري وحاول قتلي فأمسك هو في جهة و أنا مسكت بالجهة الأخرى للسلاح وأثناء المهاتره انطلقت رصاصة وقعت في بطن أخي فمات بدون قصد مني.

تم القبض علي وإدخالي السجن ، وسُجنت سبع سنوات وحُكم علي بدية لأولاد أخي ، فلم يكن لدي مال لتسليم الدية ، وتوسط فاعلين الخير أن يعفوا عني مقابل أن اترك القرية وأتنازل عن الأرض لهم ، و تم ذلك وخرجت من السجن كانت صحتي قد تدهورت داخل السجن ، فذهبت إلى بيت زوجتي فطلبت مني أن أبحث عن بيت في أي قرية نسكن ، فأتيت إلى شيخ هذه القرية و  لي شيخ القرية بكمية من الطوب ( بلك – بردين ) فبنيت هذه الثلاث الغرف خارج القرية وقمت بإرجاع زوجتي من بيت أهلها .

وعملت مع شيخ القرية حارس مزرعة قات في الوادي ، وكنت أعاني من عدة أمراض بجسمي أُصبت بها أثناء فترة السجن ، حصى بالكلى وضعف بالنظر و روماتيزم و رجفان .

و في أحد الأيام كنت قائم أصلي المغرب جوار المحراس ،شاهدت اثنتين من النساء تقفان أمامي و يتبادلان الحديث .

فقالت أحداهن للأخرى : هذا الإنسي مريض بعدة علل  ويجب علينا أخذه وعلاجه.

وعندما سجدت شعرت بأني حُملت على نقالة

فسمعت صوت أحدهن تقول : بسرعة ننقله لعلاجه.

فحمليني على النقالة وكانين يتخطين بي الجدران والحواجز وادخليني في حيد .

فوجدت نفسي داخل مستشفى متطور وبين أجهزة وآلات حديثة جداً ، بعض الأجهزة لها رقاب تشبه رقبة الجمل.

فقامين بإدخالي فيه فكشف علي وعالج جميع العلل التي كانت قد حلت بي ، والان أنا بصحة وسلامة.

قلت : وكيف خرجت من الحيد ؟.

قال: بعد أن كشفين علي اعاديني إلى المحراس وأعطيني هذا المنديل الأحمر واخبريني بأن علي أن أقوم بإخراج المنديل و ربطة حول رقبتي

وسوف أراهن أمامي بلمح البصر ويكن تحت خدمتي .

فقلت : لماذا ما طلبت منهن معالجتك كي تنجب أطفال ؟.

قبل أن يجيب على سؤالي سمعنا صوت سيارة باب البيت هرن ، فقام وخرج إلى الباب وعاد ومعه شخص ادخله إلى المجلس.

فقال : معي ثلاث نسوان بالسيارة يريدين العلاج ،

فقال ; ادخلهن إلى الغرف الثانية.

فادخلهن وعاد إلى المجلس وجلس يخزن جواري ، فنادى المعالج على زوجته : يا بنت فلان ادخلي واحدة إلى غرفة المعالجة ، وخرج من عندنا ودخل غرفة المعالجة ، حتى انتهى من الثلاث عاد إلى المجلس وجلس معنا ، وقال : انتظروا حتى ياتوا بالعلاج ، والنساء انتظرنا عند زوجته.

فسألت السائق : من أي طريق ستمروا ؟ فاخبرني وكانت هي نفس الطريق الذي سامر منها ، فقلت له : ممكن أركب معك ؟.

فقال : ما فيش مانع.

مع الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل

تم رجم كيس من شباك المجلس إلى داخل المجلس.

فقال : المعالج وصل العلاج شكراً لكم.

أذهبوا ، موجهاً كلامة نحو الشباك.

كأنه يشكر الجن الذي احضروا الأعشاب.

أعطاني نوعين وقال : اعجنها مع العسل والحبة السوداء وتناولها على الريق.

ثم أخذ الباقي وخرج إلى النساء وأعطاهن الأعشاب وعاد إلى المجلس ، فأعطاه السائق مبلغ من المال واستأذن بالانصراف فأذن له ، وقمت أنا بإعطائه مبلغ فأعاده وقال : أنت قد أحضرت قات.

فخرجنا و ركبنا السيارة نوع هيلوكس توتا غمارتين ، ركبت بجوار السائق والنساء خلفنا

انطلقنا و في الطريق قال السائق للنساء : أيش فعل لكن المعالج وبماذا شعرتين ؟.

الأولى قالت: حسيت جسمي تخدر.

والثانية قالت: جاني خاضل و رجفان.

والثالثة قالت: ازدادت دقات قلبي وضاق نفسي.

فقال : هل كان يسألكن عن الوجع الذي فيكن ؟.

قالن : لا ، و لكن كان يقول اكشفوا عليهن عالجوهن بدقة ، و يتكلم بكلام غير معروف.

فلاحظت أنا أن الأمر أختلف حيث كان يقول : هيا اكشفين عليه عالجينه ، وعند النساء اكشفوا عليهن عالجوهن ، فاعتبرت أنه مشعوذ أو ساحر ، و بقي لدي سؤال لم يجيب عليه ، وهو لماذا لم يطلب من دكاترة الجن معالجته من العقم الذي فيه ويخلف أولاد ؟.

علاجه لم يفيدني في شيء ، استمر المرض حتى أجريت عملية جراحية في أحد الدول العربية وشُفيت والحمد لله.

تحياتي لمن قرأ وشكري لمن علق وعرفاني لمن دقق ونشر ، ودمتم مسرورين ، مستورين ، ميسورين بإذن الله.

تاريخ النشر : 2020-06-28

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى