تجارب ومواقف غريبة

سحرة الفراعنة

بقلم : عامر صديق – مصر
للتواصل : [email protected]

قرد البابون هو رمز تحوت آله الحكمة والسحر عند الفراعنة القدماء
قرد البابون هو رمز تحوت آله الحكمة والسحر عند الفراعنة القدماء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أصدقائي الأعزاء اليوم سأقص عليكم قصة غريبة جداً ، ولكن الغريب أن لها أصول من الواقع .

عندما ذهبت إلي رحلة الصحراء لأروّح عن نفسي من ملل الحجر الصحي المنزلي لخطر فيروس كورونا ، مكثت في ضيافة صديق لي من قبائل العبابدة ملوك هذا الجزء من صحراء مصر الشرقية ، كما ذكرت في القصة السابقة وادي الغيلان ، و في اليوم الثاني حضر إليه أبن عم له من القبيلة يقطن في جوف الصحراء وعندما جمعنا الليل و قدمت لهم التبغ الذي يحبون مضغه و يسمونه المضغة و أحرص علي إحضاره لهم عند زيارتي لأنهم يحبونه و يحل عقدة لسانهم معي قليلاً ، لأنهم في غاية الكتمان والسرية على أسرارهم و أسرار الصحراء.

و في أثناء سمرنا حول النار ليلاً ذكرت لهم أن قدماء المصريين كانوا يجوبون هذه الصحاري وكانوا يطلقون عليها أرض مين آله الخصب والتناسل عند الفراعنة و له نقوش في أنحاء الصحراء وخصوصاً في منطقة فواخير التي بها مناجم الذهب الفرعونية القديمة ، و اني شاهدت في داخل الجبال علامات وكتابات هيروغليفية ، لأن الفراعنة قاموا برحلات تعدينية كثيرة في هذه الصحراء وكان أجدادهم يطلق عليهم الفراعنة حراس الذهب ، و تعجبت من وجود معبد فرعوني واحد قديم جداً في منطقة أسمها سكيت كان بها مناجم الزبرجد أو الزمرد من عصر البطالمة فقط وليس قبلاً .

و سالتهم إن كانوا صادفوا معابد أو آثار فرعونية في داخل الجبال والصحراء ؟ فضحكوا و قالوا : أنهم بالفعل يعرفون أماكن بها آثار فرعونية تمتد إلى داخل السودان و لكنهم لا يبوحون بمواقعها لأنهم يكرهون أن تطأ أقدام غريبة أراضيهم كما قالوا .
وأن أبن العم هذا له تجربة غريبة مع أحد هذه الأماكن ، فطلبت منه أن يقصها علينا ، فاشترط أن يقصها بدون ذكر الموقع أو المكان ، فوافقت .

فحكي القصة التالية ، قال : أنه يرتحل مع أسرته الصغيرة في شبابه يرعوا بعض الإبل والماعز والخراف في داخل الجبال ، فنزل في وادي صغير بين الجبال العالية مستتر داخلها به بئر ماء قديم لا يعلمون من حفره و به أعشاب للرعي في أطرافه للدواب ، فأقام خيمته وأسرته و ترك الإبل والماشية ترعي بلا خوف لأن الوادي مغلق بالجبال ومفتوح من جهة واحدة فيها مخيمهم وعند العصر نام قليلاً فشاهد في حلم أن هناك شخصين حليقان الرأس يرتديان زياً ناصع البياض تقدما إليه وتحدثا إليه وفهم ما قالا له و أخذا بيده و مشيا به إلى بناء يشبه المعابد الفرعونية التي رآها قبلاً في أدفو في وادي النيل عند زيارته لأقرباء له هناك ،

و كان المعبد من الداخل مُضاء جداً وهناك نقوش ورسومات منها أفاعي وثعابين كبيرة وضخمة جداً و قردة البابون بأنيابها الكبيرة وطائر أبي منجل و الجعارين أو الجعل رمز فرعوني شهير وغيرها ، و رسومات لسيدة ترتدي تاج يشبه قرون البقرة ، و أعتقد أنه كان يقصد بالثعبان أمنوفيس و البابون هو رمز تحوت آله الحكمة والسحر مثل هرمس عند اليونانيين وكذلك طائر أبو منجل أو ابيس الاسم الفرعوني له والرسوم لايزيس الآلهة الفرعونية القديمة وشاهد بعض الكهنة يتعبدون في صوامع مظلمة بداخل المعبد المضاء و كلمه الاثنين وطلبا منه أن يرحل هو وأسرته عن الوادي لأن أرض هذا الوادي مقدسة ولذلك بها معبدهم هذا وهو مطمور تحت الرمال الآن ،

وعندما استيقظ تعجب من هذا الحلم و لم يبالي به ولكن عندما جن الليل وخلدوا للنوم بدأ في سماع أصوات غريبة جداً و بدأ وابل من الحجارة يتقاذف عليهم و أصاب قطيعه من الدواب الرعب حتى أن منها من فر هارباً وو جده بعد ذلك و شاهد حوله على سفوح الجبال قردة البابون تملاء الجبال وتلقي عليه بالحجارة و تصرخ بشدة ، وشاهد من مكان داخل الوادي زوج من الثعابين في منتهي الضخامة قال أن طولهم يفوق الثلاثين قدماً أو متراً ولهم لحية طويلة و أعينهم تومض كالنار قادمة في اتجاهه ، فتملكه الرعب و أخذ زوجته وأولاده الصغار الذين كانوا يبكون وهرب إلى خارج الوادي ، والغريب أن أحداً منهم لم يصاب بخدش من الحجارة المتطايرة حولهم ! و عندما عاد في الصباح جمع أغراضه و باقي قطيعه ولم يفكر في دخول هذا الوادي مجدداً أبداً.

والأن أعقّب على قصته بمعلومة غريبة ألا وهي من خلال دراستي لعلم المصريات وهو تاريخ مصر القديم وعملي مع بعثات تنقيب عن الآثار كنا نتناقش أن الفراعنة كانوا ملوك السحر في العالم ولذلك تحداهم سيدنا موسي عليه السلام في سحرهم بقدرة الله عز وجل و أنه كان هناك فئة من الكهان يطلق عليهم الرائين ، كانوا يعيشون في معابد في مناطق معزولة في صحراء مصر الشرقية والغربية يتواصلون مع الجن وأساتذة في السحر والماورائيات و خوارق الطبيعة و كان يستعان بهم في أضيق الحدود لتأمين كنز أو مقبرة أو أي شيء ثمين بالاستعانة بالجان والسحر وأننا لم نجد أي معبد لهم للأسباب التالية ، أنها في مناطق بعيدة و مخفية بداخل الجبال والصحراء  و أنها دُفنت تحت الرمال ولم تقربها يد سارقي الآثار عبر العصور لأنها كانت في حماية الجان والسحر .

ما رأيكم في هذه القصة الغريبة ؟ و قصتي التالية أغرب من هذه ، ترددت في كتابتها ولكني سأشارككم بها و أسمها الرجال الأفاعي ، لأنها عجيبة جداً .
شكرا أصدقائي الأعزاء و شكراً لمشرفي ومشرفات الموقع .
 
ملاحظة : أشرت سابقاً أن قبائل العبابدة من أشد الناس تكتماً على أسرارهم ولهم لغتهم الخاصة ، و أعلم منهم من يجيد السحر والشعوذة جداً ولهم طقوس غريبة من تاريخهم الوثني القديم قبل اعتناقهم الإسلام.
 
 

تاريخ النشر : 2020-07-06

guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى