تجارب من واقع الحياة

عقدة الزواج

مرحبا بكم رواد موقع كابوس ، أنا أبلغ من العمر ستة وعشرون عاما ، لكن أبدو أصغر من ذلك بكثير . وهذا يعجبني حقاً . وفي كثير من الأوقات يحرجني هذا الأمر من ناحية مسألة الزواج . أنا إنسانة إجتماعية وأتمتع بالقبول بشكل كبير وملحوظ . بحيث عند دخولي لمكان يتحول من مكان ساكن وهادئ إلى صخب وضحك وثرترة ، حتى وإن كان المكان مشفى مثلا .

أما بالنسبة لشكلي فدائما أسمع المديح من حولي على ذلك ، بالرغم من أنني عادية جدا . لكن من الممكن أن شخصيتي لها تأثير على من يمدحني ، لا أعلم كيف؟! .

المهم ، عند بلوغي الثامنة عشر بدأ الخطاب بطرق الباب كما هو الحال عند أي فتاة  ، ولكن بمشيئة الله وبحمده لا يحدث نصيب مع أي أحد . حتى وصلت لسن السادسة والعشرين . وفي عائلتي هنالك أربعة بنات من عمري تزوجن ، وعندما كنت ألتقيهن بالمناسبات أشعر بكمية إحراج كبيرة من المواقف المتتالية  ممن هم حولي . مثلا قدمت لعجوز كبيرة ومسنة الشاي ، فسألتني عن عمري ، فقلت لها عمري آنذاك ، فقالت لي مسكينة أعانك الله ! . (على ماذا؟… عليك أم على ماذا سيعينني؟ ) .

إقرأ أيضا : زوجي دمر حياتي

في ذاك الوقت كان عمري إثنين وعشرون عاما فقط ، وفي كل سنة أتقدم فيها بالعمر يزداد الضغط عليّ .. لدرجة أن أختي إبنتها في عمر الثامنة والعشرين خطبت ولم تقل لي شيء عن الموضوع البتة ، وعندما  واجهتها بخصوص عدم إخباري صدمت من تصرفاتها ! ، كانت تذكر الله وتكرر (عين الحسود فيها دود ) . أقسم أنني صدمت ، لم أستطع حتى أن أجيبها على ماتقول .

وحاليا وصلت لمرحلة الإنعزال عن العالم ، لا أرغب في الخروج من البيت أبدا ، لأنني أشعر بمأساتي ، أشعر بحزن عميق لا يعرفه إلا من ذاقه ، لدرجة أنني لا أستطيع التعبير عما أشعر به .

أرغب بالبكاء وأنا حزينة ، ليس لعدم زواجي أو إرتباطي ، بل العكس ، أشعر أنني أفضل من غيري ، فمثلا عندما أجتمع مع صديقاتي القديمات أشعر بهذا فعلا في تنسيق ملبسي و جلستي ، إهتمامي بنفسي وبجسمي وببشرتي ، وهذا أمر طبيعي لأنني لست مسؤولة عن أحد سوى نفسي ، فهذا أمر مألوف .

إقرأ أيضا : زواجي من صديقي المقرب

لكني حزينة لذاك الصوت الخافت الذي نادى على بنات جيلي واحدة تلو الأخرى ، ولكنني لم أسمعه يناديني . فأنا أعرف أن مسألة الزواج ليست مسيرة بل مخيرة .. ولكنها بعلم الله وفي لوح مكتوب وكل شيء له وقت . ولكنني أشعر بحزن  يسع الكون لأنني لم أحصل على ماحصل عليه غيري ، لأسكت أفواها كثيرة وعيون تلسعني بنظراتها المهينة .

لذلك بدأت في خطة جديدة ، وهي عدم إكتراثي للمناسبات ، فعندما تقام مناسبة سواء حزينة أم سعيدة لا أذهب إليها ، للحفاظ على مسمعي وإحساسي و نظري من التضرر المحتم . ولكنني في داخلي أشعر أن الزواج صعب وسيفقدني أشياء كثيرة أحبها ، كراحتي وإهتمامي بنفسي . وبنفس الوقت يؤلمني عدمه .

أرجو أن تفيدوني بمواقفكم وأرائكم حول موضوع الزواج وعدمه  ، وأنا سأنصت لأنني فعلا أحتاج شيئا يمسح عن قلبي وشكرا .

التجربة بقلم : هند

guest
23 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى