غريب الطعام : مشروبات وأطعمة مقززة  2

إستكمالًا  للمقال الذي بدأه  ” أحدهم من كوب الأرض ”  قررت  – و بصفتي محبًا للطعام –  أخذكم بجولة لنتعرف معًا على الأكلات الغريبة والمشروبات العجيبة ، من أسيا ومرورًا بأروبا وحتى أُستراليا ،  معًا نتجول بين أزقة المطاعم ، الشعبية منها والفخمة لنتعرف على ثقافات العالم ..

مقبلات شهية

تقترب فرحًا حال رؤيتك لصديقك ” تشين” وقد اتفقتما على اللقاء بإحدى المطاعم الشعبية في فيتنام ، فتهرع تلك النادلة الحسناء بتقديم أطباق شتى ، وتشرع أنت بتناول إحداها وقد أعجبك الطعم المقرمش والدهني قليلًا فتشير لـ” تشين ”  متساءلًا عن كنه هذا الدجاج الرائع ، ليخبرك الأخير أنه ليس سوى جلد ضفادع مقلية!

هذا صحيح لا خطأ هنا عزيزي القارئ ، ذاك الضفدع الذي تتحاشاه قفزًا بموسم الخريف يعد أحد أهم مكونات المطابخ حول العالم فمن فيتنام إلى فرنسا  – حيث يتم طهي أرجله بعدت طرق كالشي والقلي أو حتى الخبز  – يحظى الضفدع بتقدير كبير كوجبة غنية بالبروتين و أحماض أومجا ثري وفيتامين a

وبينما تحاول تخطي صدمة الطبق الأول ، دعني أخذك الى الصين تلك البلاد المشهورة بأكلاتها الغريبة وذائقتها العجيبة ، حيث سيُقدم لك طبق أرجل دجاج مطهي على البخار ومن ثم تطهى مرة أُخرى على نار خفيفة وتقدم إليك وهي تقطر صلصة صويا حارة ، لكن وفي حال إحجامك عن الأكل فلديهم أطباق أُخرى يمكنها علاج ذلك ، مثل  طبق كبير من بيض المئة عام وهو بيض دجاج أو بط أو سمان يتم طمره في الطين أو الرماد حتى يتغير لونه إلى الأسود وصفاره إلى الأخضر الداكن في عملية تستغرق بضعة أشهر على خلاف الشائع عن اسمه ، عن نفسي سوف أُمرر حصتي إليك عزيزي فلا أعتقد أنني أملك معدة قوية لهذا.

الطريف أن الصينيون يعلمون تمامًا أن بعض من أكلاتهم لا يستطيع الكثيرون استساغتها لكنهم يعللون ذلك بأنهم يأكلون من أجل الفائدة والقيمة الغذائية وليس الطعم ، لذلك ستجد لديهم مجموعة شتى من ” الصلصات والصويات ” القوية علها تكافح أو تغطي قليلًا على الطعم!

نعاود الرحلة مجددًا بمعدة متقلصة ونتجه صوب كندا و الأسكا  ، حيث سيقدم لنا أُنوف حيوانات الموس مطهية في الخل والثوم ومنقوعة بالحساء ، ونظرًا لصقيع هذا الموسم لا اظنك تمانع ، ولكن و في حال واجهتك مشكلة مع الأنوف فالحل يكمن عند اليابان مع عيون سمك التونة المشوية ، ويتم تحضيرها عن طريق غلي أو قلي عيون التونة وتقديمها كطبق جانبي لذيذ ، بينما يفضل بعضهم تناولها نيئة!

كما تقدم لك  كولومبيا  طبقها المميز من ” هورميجا كولونا  ” و هو طبق مقرمشات من النمل يقدم محمص أو مقلي ، مقرمشات النمل هذه تلاقي استحسان الكثيرين من الكولومبيين لاحتوائها على البروتين من جهة ولطعمها الشهي – حسب أقوالهم – المقرمش ذا النكهة المدخنة من جهة أُخرى

وريثما ننتظر الوجبة الرئيسية ، يمكنك أن تستمتع بمقرمشات الجراد المغطى بالشوكولاتة في المكسيك ، وإن لم تكن من محبي الاطعمة الحلوة فيمكنك تناوله مقلي أو مدخن  ، وإن لم تكن من محبي الجراد بالمرة فهناك طبق مكسيكي آخر من الجنادب المقلية المقرمشة والمتبلة بنكهات شتى ” تشابولين ” ستجعلك راضيًا ولا شك ، لكنني أفضل تأبط ذراعك وحثك على المضي قدمًا قبل أن تأتي اليابان إلينا مع طبق دبابيرها الحفارة المقلية أيضًا والتي يتكبد صيادوها عناء نصب الفخاخ في الريف حتى تحصل على طبق شهي يتم غليه بالماء و قليه مع خليط بسكويت الأرز و من ثم تهشيم الخليط لتحصل على رقائق صغيرة مقرمشة !

حساء

في هذه  الأجواء الشتوية قد ترغب بطبق حساء ساخن تواجه به برد يناير ، ويمكنني  – سعيدًا –  أن أدلك على أطباق لذيذة تشتهر بها بعض الدول ، كجزيرة “بالاو ” في المحيط الهادئ التي تشتهر بحساء خفافيش الفاكهة ، سابقًا كان الحساء يعد عنصرًا أساسيًا في نظام غذاء أهالي الجزيرة لكنه أصبح الأن طبق شهي غني بالبروتين  يقدم تحت الطلب قد يلقى استحسان لدى البعض و البعض الأخر ربما لن يجده بتلك الجودة  ، و خفاش الفاكهة  – كما يشير إسمه – يتغذى على الفاكهة على عكس الخفافيش الُأخرى التي تتغذى على الحشرات أو امتصاص الدماء

بالنسبة لتايلاند ، فالشعب التايلاندي لديه حساء بيض نمل مطهو مع نوع من الأسماك يدعى ” رأس الثعبان ” ممزوج مع فول التمر الهندي بالإضافة إلى أوراق الريحان وعصير الليمون والطماطم ومرق السمك و ما إلى ذلك من نكهات ستأخذ فمك برحلة منكهة ولن تعيده كما كان من قبل عوضًا عن عودته بالأصل ، فحساء بيض النمل كما يشير إسمه مكون من بيض عذارى النمل الحائك أو المعروف ” بالنمل الأحمر الناري ” ، الحساء يعد كطبق تقليدي في شرق شمال تايلاند

لن يغضب التايلانديون إن لم ترغب بتناوله ، لكن هناك بلدان كالصين و اليابان و الولايات المتحدة وماليزيا وسنغافورة وتايوان سيفعلون حتمًا إن لم ينال حساء السلاحف الذي يعدونه استحسانك والذي يعد طعامًا باهظ الثمن يقدم للطبقة المخملية فقط ، بالتأكيد أنت لا ترغب بإثارة غضب هؤلاء القوم ، لذلك أجدك تتجرعه مغمض العينين ، لا عليك عزيزي القارئ هاك بعض الليمون لتخطي الأمر!

ها نحن أُولاء نتجه صوب أُستراليا لنحظى بطبق حساء مصنوع من يرقات صرصور الأدغال الساحرة ، هذا الطبق الغني بالبروتين ، يعده الُأستراليون شهي للغاية ويفضل البعض تناوله نيئًا ويكون طعمه شبيهًا بالجوز بينما يفضل البعض الأخر تناوله مطبوخًا وهنا يكون طعمه مثل البيض المخفوق.

و بالحديث عن الصراصير والأطعمة الغريبة ، فالصين تملك طبق حساء عش الطيور الشهي الذي يقدم في أجزاء مختلفة من البلاد و يزعمون أنه يساعد على الشفاء من أمراض شتى كالزهايمر واستعادة الخلايا التالفة و زيادة المناعة وما إلى ذلك ، بقي عليك أن تعلم عزيزي أن الحساء باهظ الثمن للغاية ويرجع ذلك إلى ارتفاع تكلفة العش نفسه لشحه بالأسواق ذلك لأن الحصول على العش أمر خطير جدًا  كما أنه يعد عملًا غير أخلاقي

ها أنت ذا الان بكوريا الجنوبية ، تراقب “لي مين هو” يعترف – مرتبكًا – لباي سوزي بحبه ليحتفل الثنائي لاحقًا بطبق حساء بيوندجي ، والبيوندجي لمن لا يعرفه هو شرانق دودة القز تطهى وتقدم في أكواب ورقية وتؤكل بواسطة خلة الأسنان ، تطهى بالبخار تارة وتارة أُخرى تقدم كحساء وهي شائعة جدًا بشوارع كوريا

أسماك

و لأنك شخص محب للأسماك ها أنت ترتحل مجددًا إلى الصين حيث حساء سمك الثعابين البحرية وهو حساء يبلغ عمره 2000   عام ويتم تناوله في بقاع شتى من أسيا ويمكنك اختيار نوع الثعبان الذي تفضله ، فهم حريصون على رضى العميل كما ترى!

مجددًا نتجه إلى اليابان حيث ينتظرنا طبق شهي من سمك الفوغو وهو نوع من أنواع الأسماك المنتفخة بالغة السمية ، والتي – إن لم تعد بشكل حريص من قبل طهاة بارعين – تحوي سم يمكنه التسبب بقتلك

بينما تملك اسبانيا وتحديدًا منطقة الباسك طبق مأكولات بحري شهير يدعى” انجولا ” وهو طبق ثعابين بحر ستجده عندما يقدم لك – بطبق فخاري صغير وعيدان مصنوعة من خشب خاص يدعى بوجي – شبيهًا بالدود

مشروبات

كل هذه الوجبات الدسمة أشعرتك بالعطش ولابد ، ها هو ” تشين ” يعود حاملًا أحد مشروباتهم الشهيرة في فيتنام ، أراك تتساءل عن كنهه ، غريب الا تعلم أنه مشروب دماء الثعبان الممزوج بنبيذ الأرز وقد جُمع من ثعبان حي وقُدم إليك طازجًا قبل أن يتخثر؟

بينما تعد الصين نبيذ فئران مختمر لحوالي 12 – 14 شهرا وتنتظر قدومك بفارغ الصبر لتذوقه ، انتظر قبل فرارك من القارة الاسيوية فاليابان لديها مشروب مشيمة خنازير غازي في حال كنت لا تحب الكحوليات

لكنك ترفض طبعًا وهذا حقك ، إليك كوب عادي من القهوة عله يحسن من مزاجك ، لكنك تعلم بالطبع أننا في كابوس حريصون على خلق تجارب لا يمكنك نسيانها لذا أعددناها لك وفق الطريقة التايلاندية حيث قمنا بإطعامها – عن حبوب القهوة أتحدث – للفيلة وانتظارها حتى تختمر بمعدتها وقد تحللت السكريات بها لتخرجها لنا أخيرًا من أجلك – طازجة ومغلفة بالروث الساخن – هاك لقد نظفناها جيدًا لا تقلق ،  والأن هل تشك بصدق عاطفتنا نحوك ؟!

اقرأ ايضا عن الاغذية الغريبة :