فلنلعب معاً!
اختفوا في منتصف المياه |
يبدو أنه من الأفضل تجنب الاحتكاك مع الغرباء في الليل! .. قصة غريبة حدثت معي منذ سنوات توضح معنى هذه الجملة وتلك النصيحة! ..
وقع الحدث في قريةٍ ساحلية شهيرة في مصر لقضاء عطلة هادئة في نهايات فصل الشتاء حيث أفضل كثيراً السفر للمناطق الساحلية في تلك الفترة ، في أحد الشاليهات المطلة على البحر بعد منتصف الليل تقريباً عند الساعة الثانية صباحاً ، وأنا في الشرفة المطلة على البحر مباشرة احتسي مشروباً ساخناً إذا بثلاث أشخاصٍ على مسافة ليست بالبعيدة مني يلعبون بالكرة .. ظللت أشاهدهم فلاحظت بعد ذلك أن أحدهم كان يلوح لي بيده دوناً عن الاثنين الآخرين أن آتي لأشاركهم اللعب ، فكرت قليلاً ثم قلت في نفسي لأذهب فذهبت وألقيت السلام ولكنهم لم يردوا فتعجبت ، والأغرب أنهم يلعبون وكأني غير موجود بالأساس ما هذا؟! ..
قلت لهم “هل سأشارككم اللعب أم ماذا؟” ، وإذا بهم مستمرين في اللعب مع نظرةٍ خبيثة من الشخص الذي دعاني للعب معهم دون اكتراث .. الغريب أنهم كانوا يلعبون في صمت دون أي كلام كأنهم مجموعة من الصم والبكم ثم حدث شيء مريب ، فجأة توقفوا عن اللعب ثم توجه الثلاثة إلى البحر بشكلٍ مريب وإذا بهم يدخلون إلى البحر ويسيرون عليه من الأعلي! .. كأنهم يمشون فوقه وظلوا كذلك حتى مسافةٍ بعيدةٍ جداً وأنا أراهم يسيرون أعلاه! ، ظللت مندهشاً ومتعجباً حتى اختفوا في منتصف المياه! ..
عدت إلى غرفتي متعجباً مما رأيت ثم ذهبت إلى الشرفة لأنظر فأجدهم يلعبون مرةً أخرى وفي نفس المكان! ، والأعجب هو تكرار نفس المشهد مرةً أخرى ألا وهو دعوة أحدهم لي بالإشارة لكي أشاركهم اللعب! .. ما هذا العبث؟! فتجاهلت الموقف تلك المرة وأغلقت الشرفة ثم ذهبت إلى الداخل متعجباً مما رأيت ، وحاولت النوم رغم عدم قدرتي بسبب التفكير في غرابة ما حدث لكن لم أستطع حتى حل الصباح وكل شيءٍ أصبح على ما يرام ..
يبدو أنه بالفعل من الأفضل تجنب الاحتكاك بالغرباء ، بالأخص إن كان في الليل وفي ظروفٍ كهذه ..
تاريخ النشر : 2020-07-07