تجارب ومواقف غريبة

كائنات غير بشرية

بقلم : م.ا.ا.ا.ب.

شاهدت ما يشبه تلك المخلوقات القزمة في فيلم ملك الخواتم

 

لطالما كانت تزورني تلك المخلوقات السخيفة الفضولية  و أنا بعمر ٥ أو ٦ سنوات ، أكثر ما يميزها عيونها الكبيرة و ارتفاعها الذي لا يتجاوز ثلاثون سم وشكل أسنانها التي تشبه أسنان الأسماك ، كانت تتجمع حول فراشي و لا تستطيع القفز إلي لتصل إلى السرير أو على الأقل لم تبدي قدرة على فعل ذلك ، ولعل هذا أكثر ما كان يطمئنني ويحفزني لعدم أخبار من حولي طالما أستطيع أن أتفادى شرها بعدم النزول قبل شروق الشمس ،

دائماً عند الفجر أراها بوضوح تنظر إلي بابتسامة بلهاء تغيظني ، ولها القدرة على إخافتي وهي تختفي عادة مع شروق الشمس ، كانت تعلم جيداً أنها تخيفني لدرجة التبول على فراشي وانحباس صوتي لكنها كانت تستمتع بإخافتي بالتأكيد و إلا ما الذي كان يدعوها لتكرار الحضور كل ليلة ؟ كان النيل لا يبعد أكثر من نصف كيلومتر وليس بيننا وبينه بيوت أخرى لذلك كنت أعتقد أنها كانت تقدم من النيل لأنه أقرب مكان يتيح لها الاختفاء بدون أن يلاحظها أحد آخر ، الغريب بعد مرور أكثر من خمسين عاماً شاهدت ما يشبه تلك المخلوقات القزمة في فيلم ملك الخواتم فهي أشبه الكائنات بها لولا أن التي كنت أراها تبدو أطفالاً أو صغاراً في أشكالها مقارنة بهذه ،

لم أجرؤ على البوح بذلك لأقرب الناس ولو لمرة خوفاً من أن أتهم بالجنون ، أو أن أثير الرعب في والدي وأهلي ، غير أني كنت على ثقة وقتها أنهم لن يكونوا قادرين على فعل شيء أمامهم ، والحقيقة أنهم لم يكن يفعلوا أكثر من التجمع اليومي عند الفجر حول فراشي والنظر إلي وإثارة رعبي ثم يختفون مع شروق الشمس ، للعلم نحن نبيت معظم السنة في الحوش و تظلنا السماء ولا ننام داخل الغرف إلا عند هطول الأمطار أو اشتداد البرد ،

أنا الأن قد تجاوزت الستين سنة وليس لدي أي نية أن أحكي لأحد ممن أعرفهم بذلك خصوصاً بناتي وأبني ، مع العلم أن هذه الكائنات قد اختفت منذ عهد الطفولة من حياتي ولم أعد أراها قبل بلوغي سن العاشرة ، وقد قرأت لاحقاً عن أمراض كثيرة تسبب هلاوس سمعية وبصرية ، واعرف أن أجهزة اختبار الكذب كانت ستؤكد أنني لا أختلق شيئاً من ذلك ، لو كنت سأعرض عليها في أي وقت و أنه حقيقة بالنسبة لي و للأخرين ، بالتأكيد لا توجد وسيلة علمية لإثبات أن ذلك كان شيئاً متوهماً أم واقعاً ؟ اعتبر أن ما حدث قد تجاوزه الزمن 

شيء وحيد أعجبني لاحقاً في سلوك ذلك الطفل الذي كنته وهو أنني حرصت على عدم إقلاق وإثارة فزع من هم حولي رغم الآثار السيئة التي كانت تترتب على تلك الإخافة ، أعتقد أن ذلك كان تصرفاً جيداً وغالباً كانوا سيعرضونني إلى علاجات المتصوفة من أهلنا في تلك البيئة البسيطة القروية باعتبار أن هؤلاء ما هم إلا صنف من الجن لأن ذلك هو التفسير الوحيد لديهم ، استغرب عدم قناعتي لتفسيراتهم الروحية لكل شيء وقتها ، و أظن أنني أحمد لله على كتماني إياهم ، فهي حقيقية بالنسبة لي وليست قصة مختلقة ، أما للأخرين فبالتأكيد لن توجد وسيلة علمية لإثبات أن ذلك كان شيئاً متوهماً أم لا .

تاريخ النشر : 2019-09-15

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى