تجارب من واقع الحياة

لم أرد أن أحبها

بقلم : سهيل . ل – الأردن

أنا تائه بين قلبي الذي يدفعني بجنون نحوها و بين عقلي الذي يقف بيني و بينها و يبعدني عنها أكثر

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في البداية أرجو من الجميع عدم التجريح لأنني أبحث عن استشارة جدية و نصيحة متزنة و متعقلة لمشكلتي ، لو سمحتم .

أنا شاب في الثلاثين من عمري و أعمل رئيس قسم في شركة مرموقة و لدي منزل جاهز و سيارة و الحمد لله ، و طبعا كغيري من الشباب أطمح إلى الزواج و الاستقرار ، و لكن مشكلتي و التي تمنعني إلى الآن من حزم أمري هي أنني أحب فتاة و لكنها  ” غير مناسبة شكلا ” .. و لكن قبل أن تحكموا علي دعوني أخبركم لتفهموا الوضع أكثر ..

أنا شاب وسيم جدا وهذا من فضل الله علي ، و قد رافقتني طوال حياتي نظرات الإعجاب و كلمات الإطراء من الجميع حولي و خاصة الفتيات ، كما أنني ذكي و مجتهد و طموح و لكن الأهم أنني رجل انتقائي و متطلب ، و لم أرضى يوما بأقل مما أستحق و عملت بجد لنيله ، و لذلك رسمت صورة خيالية للمرأة التي سأتزوجها ، صورة جعلتني أرفض فرصا كثيرة قبل أن أجد نفسي مشدودا بطريقة غريبة إلى فتاة لا تنطبق عليها صورة فتاة أحلامي شكلا و لكنها مضمونا نسخة طبق الأصل عما أريده في زوجتي ..

هذه الفتاة تملك شخصية مذهلة بل و ساحرة ، ذكية و لماحة ، نجيبة و هادئة ، متزنة و خفيفة الظل ، محترمة و مجتهدة و جدية و لطيفة و مثقفة ، جسورة و مقدامة ، و لديها ثقة بنفسها تكاد لا تكون موجودة عند غيرها ..

إنها تملك روحا ملائكية طالما بحثت عنها في غيرها و لم أجدها ، لديها سر يسحرني و يشدني إليها و لذلك أحب رؤيتها و الحديث معها و سماع صوتها و ضحكتها و أشتاق إليها في غيابها ، و أفكر فيها حتى عندما كنت أرافق والدتي للتعرف على بعض الزوجات المحتملات من الفتيات فائقات الجمال ، بل و أقارن روحها بروحهن فيسقطن أمامها بالضربة القاضية ، و لكنني للأسف لم أستطع تجاوز مشكلة الشكل الخارجي ، فأنا بالنهاية رجل و كغيري من الرجال يشدني الوجه الجميل و الجسد المتناسق المثالي ..

أنا عاجز عن مواجهة انتظار الناس من حولي ، ممن ينتظرون مني الارتباط بحسناء لا مثيل لها ، بل عاجز عن مواجهة نفسي و التي لا يزال جزء منها رافضا لحبي و ينكره ..
أنا تائه بين عشقي لروح الفتاة و شخصيتها التي لم أرى لها مثيلا و بين رفضي لشكلها الذي لا يرضي تطلعاتي و طموحي و انتظاري ، تائه بين قلبي الذي يدفعني بجنون نحوها و بين عقلي الذي يقف بيني و بينها و يبعدني عنها أكثر .

أنا أعترف بحبي لها حب لم أستطع الاعتراف به أمام أحد حتى أمام نفسي ، و أتجاهله و أحاول قتله دون جدوى فهو يزيد يوما عن آخر و في المقابل يزداد معه عناد عقلي الذي لا يرضي شكلها طموحه ..

فكرت و فكرت و لم أتوصل إلى حل ، فأنا أخاف إن تزوجتها نظرة الناس و تعاستي معها و أخشى أن أعذبها و أعذب نفسي معها و أن يحصل ما لا يحمد عقباه ، و أخاف إن تخليت عن حبها أن أفقدها و أن لا أجد روحا كروحها تسحر لبي و تشدني إليها كما شدتني هي ..

قد تبدو مشكلتي غريبة جدا و أنا حتى لم أستطع إلى اليوم فهمها و لكنني أعلم بأنني أحبها و بأنها تحبني و لكني لم أستطع اتخاذ القرار .. أيهما أختار؟
هل أتزوجها أم أبتعد عنها؟
و لماذا وقعت في هذا الاختبار القاسي ؟

تاريخ النشر : 2016-03-29

guest
165 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى