تجارب ومواقف غريبة

مسكن الجنيات و ما يرويه أجدادنا عن انتقام الجنية ما بين الحقيقة والخرافة

بقلم : شهاب صبري – مصر

مسكن الجنيات و ما يرويه أجدادنا عن انتقام الجنية ما بين الحقيقة والخرافة
تحولت من أمرأة طيبه إلى جنية شريرة

 السلام عليكم أيها الاحبة الكرام ، أتمنى أن تكونوا بأفضل حال ، و أسعد الله أوقاتكم بكل خير ، مسكن الجنيات  المكان الذي أثار الرعب في قلوب القرى المجاورة له ، هذا المكان يعرف بـ “الميزانية ” وهذه الكلمة مشتقه من الميزان وهي التي تضبط المياه بحيث تغلق وتفتح المياه على الترعة والتي تمر من أمام منزلنا ، وهي تبعد عنا بـ 2 كيلومتر تقريباً وهذا المكان كجسر “كوبري” عريض نوعاً ما وتمر السيارات من فوقه وبه عدد من البوابات الكبيرة من الوراء ومن الأمام مفتوح ، وتداولت الاحاديث بين الناس عن هذه الميزانية اللعينة التي تسكن بها الجنيات ، و يحكي أجدادنا عنها للصغار حيث إذا اخطأ الولد الصغير أو عصى والديه أو رفض النوم ليلاً يقول الأب : سوف أذهب بك إلى الميزانية ، وقتها يبكي الصغير ويطيع الوالد وينام على الفور ، لقد أثار هذا المكان الرعب في قلوب الأطفال أيضاً ، ويتداول الحديث أن هذه الجنية كانت طيبة وتساعد الناس حتى جاء اليوم الذي تحولت به من أمرأة طيبه إلى جنية شريرة !.

كانت ” الكراركة “ولمن لا يعرفها هي التي تحفر و يستخدمها الناس في تسليك وتوسيع هذه الترعة ، وكانت في ذات يوم تسلك عند هذا المكان “الميزانية ” عند الترعة الأساسية التي مثل النهر عرضها حوالي من خمسون متر أو أكثر تقريباً ونسميه بحر وذلك لكبر حجمه وطوله ، والتي يأخذ منها فرعنا ، لم تكن الميزانية معروفه في هذا الوقت بالرعب بل إنه مجرد مكان عادي ، أخذت الكراكة تسلك وتخرج الطين من حواف البحر وتضعه في الأعلى وتضع قصعتها في القاع وتخرج في الأعلى حتى علقت قصعة الكراكة في شيء ما بالأسفل ، فأخذ الرجل يتخبط بالكراكة حتى أخرج قصعتها ، و واصل عمله وكأن لم يحدث شيء قط ، لقد ظن الرجل أنه أمر عادي ، لم يعرف وقتها أنه تسبب في موت أولادها ، ومنذ هذا الوقت المشئوم وبدأ انتقام هذه الجنية لأولادها !.

 

الضحية الأولى :

كان شاب منزله قريب من هذه الميزانية يحب السباحة فكان الجو مشمس ويرى المياه الزرقاء تناديه للسباحة ولأنه لا يوجد بانيو ومياه ساخنة و بارده مثل الأن ، قرر النزول ليستحم ، لم يكن يعلم أن قدره سينتهي هنا ، فنزل هذا الشاب الوسيم إلى البحر و أخذ يسبح ويتنقل هنا وهناك وهو فرح و باللعب بالمياه الزرقاء تحت أشعة الشمس الجميلة ،

وإذا بشيء يسحبه من الأسفل ولا يستطيع تحريك رجليه ، فأخذ يصرخ ويصرخ : ساعدوني ، ساعدوني ، ساعدوني .

حتى اجتمع مجموعه من الأشخاص على صراخه فقال أحدهم بصوت عالي :

– ما بك يا فتى ؟.

– إنه شيء يسحبني من الأسفل ، أرجوكم ساعدوني.

– لا أحد منا يستطيع السباحة ، أنت تتمزح معنا وتفعل حركات مثل الصغار.

– أرجوكم ساعدوني ، أرجوكم ساعدوني ، و بدأ يظهر الدم على المياه.

– ما هذا إنه لا يمزح ، أنظر معقول أن تكون !.

– هل نتركه يغرق ؟ أنزل واحضره على الفور، أنا لا استطيع السباحة.

– وأنا أيضاً لا استطيع السباحة ، وحتى لو نستطيع اذا نزلنا سوف نموت ، سوف تأخذنا أيضاً.

اجتمعت الناس والصراخ سيد المكان ، وتعالت الأصوات ولا أحد يجرؤ على النزول ، و حتى الذي أخدته الشهامة ويريد النزول يمنعه البقيه خوفاً عليه ، لقد توفي الشاب البريء أمام اعيين الجميع ولم يجترئ أحد على النزول بل الدموع تبكي فقط ، وبعد فترة قصيرة وجدوا الجثة على الشاطئ ومضروب على رأسه ضربة قويه وأوصافه تبكي الحجر ، مما أثار الرعب في أهل القرية، وكانت هذه الضحية الأولى .

 

الضحية الثانية:

لم تكتفي هذه الجنية بالضحية الأولى فقط بل استمرت بالانتقام لأولادها بعد أن أثارت الرعب في قلوب أهل القرية ولا أحد يجترئ على النزول بل حتى الاقتراب من البحر ، ولكن بعد فترة قصيره، تلاشى هذا الحدث وعاد كل شيء لمجراه ، ومثلما نقول نحن المصريين – تبات نار تصبح رماد – وكان هذا الرجل الذي يسكن بجانب هذا البحر يمشي وعند اقترابه من المكان اللعين وجد امرأه تغرق قائلة: ساعدني ، أرجوك ، ولكن الرجل تردد في النزول و عقله يقول : لا تنزل ، وقلبه يقول : أنزل وساعدها ربما تقع في هذا الموقف ، ولكن فعل كأي رجل شهم و ظن أنها أمرأة فعلاً ، وهي تقترب منه في المياه هويداً هويداً كي تزيد شهامته بالنزول ، ولا يوجد أحد حوله أبداً ، فنزل و يا لته لم يفعل ، لقد أمسكته من عنقه وسحبته للأسفل، وأخذ يتخبط ولكن بلا فأئده ، لقد أصبح في اردها ، وفي الصباح وجدوا الجثة على حافة البحر ونفس المواصفات لقد كان مضروباً على رأسه بشده و وجهه مشوه من المياه ، وكان الضحية الثانية التي زادت الرعب في القلوب ليس القرية فقط بل جميع القرى المجاورة و من بينهم قريتنا ، وكان الضحية الثانية.

 

الضحية الثالثة :

وبعد أن حدث ما حدث و بعد فترة من الزمن و لأن هذه الأيام لا توجد مياه وكل اعتماد القرية على مياه البحر، ذهبت مجموعه من الناس حتى يغسلون الأواني ويأخذون القليل من المياه لاستخدامها في أشياء أخرى – ليس عند هذا المكان بالذات بل في أماكن مختلفة بالقرب منه – وبعد أن وصلوا نزلوا وأخذت كل واحده تغسل الأواني خاصتها ، ونزلت رضا  قليلا ًفي الماء كي تغسل بالمياه النقية وبعدها وأثناء وقوفها شعرت بشيء يلمسها من الأسفل !

-ما هذا الـ ….!.

وإذا بها تقع والجنية تسحبها .

– رضاااا ، تشبثي في يدي ، أمسكي بي ، لا تقلقي سأسحبك للأعلى ، وأصبحت تلك المرأة تشد بكل ما تملك من قوه ولكن هذه الجنية اللعينة تشد أضعاف وأضعاف قوتها ، لم تكن منها سوى أن تصرخ قائله : الحقونا ، فاجتمعت الناس ولكن كان قد فات الأوان ، لقد سحبتها الجنية إلى الأسفل مثلها مثل البقية الذين ماتوا بسببها ، لم تنسى هذه المرأة صديقتها رضا التي توفيت أمام عينيها  ولم تنسى شكل الجنية الحديدي وعيناها المشقوقتان بالطول والقوة التي كانت تشد بها 

وبعد فترة من الزمن تلاشت الأحداث واختفت هذه الجنية ولا أحد يراها أو يسمع عنها ، ربما أنهت مهمتها وانتقامها لأولادها  و ربما فنيت كأي شيء حولنا ، وتنتهي أسطورة الجنية وانتقامها ، و تقول الأسطورة أيضاً أن هذه الجنية كانت تصنع الكرات “كرة القدم “وغيرها كي تجعل الشباب ينزلون ويجلبون الكرة وبعدها تسحبهم للأسفل وتقتلهم ، لذا يقول أجدادنا : إذا رأيتم أي شيء يسير في الماء فهو من فعل الجنية اللعينة ، لذا إياكم أن تنزلوا للترعه مهما كان السبب، ، وقصص أخرى تُقال عن هذا المكان اللعين ، وأصبح أسم مسكن الجنيات أو الميزانية يتردد في كل أنحاء القرى المجاورة له ويتردد الرعب معه ، وها أنا أفرغ أخر سطوري و أتمنى أن تنال إعجابكم ، وتحياتي لكم جميعاً ، إلى اللقاء.

تاريخ النشر : 2019-01-23

guest
63 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى