معاناتي مع سحر الربط

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أنا امرأة متزوجة ، أبلغ من العمر واحد وأربعين سنة . الحمد لله رزقني سبحانه بثلاثة أبناء بارين بي وزوجا محبا حفظه الله لي وجعله قرة عيني . وسأعود بكم إلى الماضي قبل عشرين سنة انقضت ، لأروي لكم معاناتي ، إذ تعتبر هذه أول مشاركة لي بالموقع .

كان زواجي تقليديا  ، رآني زوجي بالشارع فأعجب بي وبحث عن عائلتي وتقدم لي . لكن أهلي رفضوه متسببين بعدم إعجابهم بعائلة الشاب وأنهم أقل شأنا منا . آنذاك كانت فكرة الإختلاف الطبقي لازالت سائدة في المجتمع . لكن اعترضت على قرارهم لسببين رئيسيين ، أولهما أنني كنت أعاني بمشكل بسيط بشعر رأسي .. فمنطقة صغيرة به كانت خالية بسبب مرض تعرضت له بصغري ، ولا يمكن ملاحظة ذلك الفراغ لو لم أذكره . لكن للأمانة و تجنبا للخداع كنت أخبر كل متقدم فكانوا يغادرون دون رجعة ، وحتى هو أخبرته  بالرؤية الشرعية فوافق فورا ودون أن يغوص بالتفاصيل .. وثانيا كان شابا متدينا وخلوقا وعمله مقبول ورزقه حلال ، وإذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ! .

إقرأ أيضا : معاناتي مع السحر و المس

الحقيقة أن والدي كان موافقا وأمي هي المعترضة ، في الأخير وافقت عن مضض . أقيم العرس وحضره القريب والبعيد ، كنت سعيدة جدا بحفل زفافي غير دارية بالمعاناة القادمة .

ليلة الزفاف ،  لم يتم زواجي كباقي الفتيات ، فعند اقتراب زوجي مني كانت تكتسيني برودة شديدة تشل أطرافي .. رغم أننا كنا بفصل الصيف و أدخل بنوبة بكاء هستيري ، مرت عدة أيام ولم يتحسن الوضع بتاتا حتى أنه زاد سوءا فأصبح يغمى علي .

قرر زوجي أخذي لأحد الرقاة ، وهنا كانت الصدمة ، كنت أعاني بسحر ربط عافاكم الله وكان من النوع القوي ، فعالجني بما أوصله علمه ، وأعطاني زيوت ومياه مرقية ..لكن لا نتيجة .

زرت بعده الكثير من الرقاة ، لكن كان الأمر يتدهور أكثر . فقد صرت أرى رجلا عاريا أكرمكم الله بزوايا منزلي .. بعد مدة ازدادت معاناتي وأصبح يحاول مهاجمتي حتى أهرب منه ولساني يردد آية الكرسي فيختفي . وأكثر المواقف رعبا والتي حصلت معي هي أثناء الجاثوم فأرى ذلك الرجل جالسا على صدري فلا أقوى على فعل شيء ، حتى يهزني زوجي لأستيقظ ويقول أنني كنت أصدر أنينا أثناء نومي ، فأجهش بالبكاء وأخبره عن ذلك الرجل .

جل أوقاتي كانت كذلك ، الحمد لله كنت محافظة على الصلاة والأذكار ، وانجلى عاما مريرا حزينا لم يحسسني زوجي خلاله بأية منقصة ولم يؤذني بأية كلمة ، بالعكس كان صبره يفوق صبري بأشواط.. فكنت أعاتبه على ذلك وأعيب نفسي فيجيبني بأنني لست المسؤولة عن الأمر ، ومثله مثل المرض .

إقرأ أيضا : معاناتي مع السحر الأسود

بكن مازاد الطين بلة هو كلام أهله – بحكم عيشنا بنفس المكان فالكل تحت سقف واحد لكن لكل ابن وزوجته غرفة ومطبخ خاص بهما – . كانوا ينشرون الإشاعات بأن زوجي يأخذني يوميا للشارع ليتباهى بي أمام أصدقائه وليريني للعالم .. ورغم هذا لم يبالي زوجي حفظه الله ولم يخبر حتى أقرب الناس إليه ألا وهي أمه . فهم لا يدرون ما يحدث وراء الأبواب إذا ما أغلقت .

زليأتي الفرج أخيرا  ، صديق زوجي دله على أحد الرقاة المتمكنين ، وبعد عدة حصص من العلاج.. فك السحر ، والفضل يعود لله وحده إنما العبد مسخر . حملت بعدها مباشرة بإبنتي الأولى والحمد لك يا ربي وحدك لا إله غيرك .

أما قصة معاناتي مع سحر الربط هذه فقد أخبرتكم بها للعبرة  ، لا تثقوا بأي كان في هذه الحياة وخذوا حذركم . فرغم أني لا أعلم من فعل بي هذا تحديدا لكنه بالتأكيد لن يخرج من دائرة الأقربين لي .. وسيلقى جزاءه ولو بعد حين ..

التجربة بقلم : مليكة