تجارب ومواقف غريبة

مواقف مع الجان

عليكم سلام ورحمة وإكرام من رب العباد ، لقد اشتقت لكم بعدد حبات الرمال . مبدئيا أعتذر بشده لأنني وعدتكم أن أتحفكم بقصصي أنا وعائلتي قديما ، ولكن الحياة سلبت مني القدرة و الوقت وحرية التسكع داخل هذا الموقع وها أنا عدت لكم . أنا كاتبة تجربة (دورة مياه جدة) . فبعد جهد طويل في الحياة قررت أن أعطي نفسي حقها من الراحة .. فارتميت على الفراش وأغمضت عيناي لأتذكر طفولتي ، فهكذا طريقتي المحببة لتهدئة كياني . وشريط الذكريات يعبر ويمر تذكرت المواقف الغريبة التي لم نجد لها تفسيرا وقلت في نفسي أن تذكري واستحضاري هذا لا يجب أن يذهب سدى ، فلا بد من تدوينه في موقعي المحبب الذي سيضم بكل صدر رحب ما أحمله في جعبتي .

الموقف الأول

كنت بالصف الثاني الإبتدائي ، كنا عائلة مترابطة جدا . وخصوصا علاقتي القوية بأبي رحمة الله تغشاه . وفي يوم أتى لنا خبر وفاة خالتي ، وكان خبرا لا أنسى فاجعته وما جرى لنا إلى الآن . فحزمت أمي أمتعتها وقررت السفر (حيث أن أهل أمي بالخارج ) ، وسافرت وتركتنا مع أبي . وكنت لصيقة جدا بأبي ، لا أطيق البعد عنه ، (ومن هذا المجال أقول لكم لا تتعلقوا كثيرا فكل ما نتعلق به يذهب) .

إقرأ أيضا : تجارب مع الجان

وفي يوم تأخر أبي عن العودة من العمل ، حيث كان يعود بنا للديار من الدراسة وقت الظهر ويجهز الغداء ويرتب جميع أمورنا الحياتية والدراسية . ومن ثم يذهب للعمل ولا يأتي إلا منتصف الليل حاملا دور الأب والأم على عاتقه ، وكنت كل يوم أنتظر عودته لكي أنام معه ، إلا ذلك اليوم .. أصابني إرهاق وفتور لم يكن معهودا بي من قبل ، وقررت أن أنام بمكان والدي إلى أن يعود .. وأغمضت عيناي ويداي الصغيرتان المخضبتان بالحناء تضم ثوب أبي وأشتم رائحته إلى أن دخلت في سبات عميق .

رأيت حلما ولكن حقيقه لا أدري إن كان حلما أو واقعاً ، دخلت مكان أشبه بمشرحة أو مكان تعذيب ! ، أصوات صرخات تعلو وأصوات آلات حادة كالمنشار . وأنا أسير وكأن شيئا يقود أرجلي الصغيرة ، و لوهلة أتاني رجل غريب وعلى ما عهدت شكله كان وسيما وجذابا و مرموقا بعض الشيء . وما إن رأيته قلت له أرجوك لا تقتلني ولا تعذبني أنا أمي سافرت وأبي لم يعد بعد ، فأمسكني من يدي وقال لي لن أقتلك ! ولكن …

إقرأ أيضا : قميص الجان

وصمت وأخذ بيدي وجعلني أستلقي على سرير أشبه بسرير مشرحة ، و أدخل أصبعه من بين خصلات شعري وسحب منهم خصلة ، ومن ثم أخذها وعقدها في طرف السرير ، وفجأة استيقظت وبرغم أنني طفلة ولكن لم أخف ولم أفكر ولم أدرك ما حدث فعلا .

استيقظت وأردت أن أغيّر من وضعيتي ، وإذا بي عند الحركة شعرت بأن شعري مشدود وبقوة ، وعندما نظرت وجدت خصلة منه معقوده عقدتين على طرف السرير !! . هنا صعقت ولم أستطع إدراك أن هذا كان واقعا أم حلما أم ماذا حدث ؟!! . والعجيب على مدى السنوات كنت أحلم أيضا أحلاما غريبة مثل هذه وفور استيقاظي أجدها محققة ! .

الموقف الثاني

عودنا أبي رحمه الله أن كل نهاية أسبوع نصنع فيه ما نشاء . فكنا نكثر من زيارتنا لبحر الشقيق كل آخر أسبوع ، نذهب للشواء والإستمتاع ولا نعود إلا بعد الفجر . وفي يوم حزمنا أمتعتنا لننطلق لرحلتنا .

إقرأ أيضا : معاقل الجان

وبالطبع قبل الخروج نتوزع في أرجاء المنزل لنتأكد من أن الغاز مقفل ، وجميع أدوات الكهرباء معطلة ونتأكد من كل شيء قد يُحدث ضرر في غيابنا .. ومن ثم انطلقنا وكانت رحلة لا أنساها ما حييت . نذهب بكامل نشاطنا ومن ثم نعود . أجسامنا بين طياته الرمل ورائحة البحر وبعض الضحكات الخفيفة المتبقية من جولتنا ، فور وصولنا كنا نقف عند باب المنزل ونترنح من أثر النوم والإرهاق وننتظر أبي بفارغ الصبر أن يفتح باب المنزل .

ولكن هذه المرة شخصت أبصارنا وكادت أعيننا أن تقتلع من محاجرها مما رأينا ، فعندما فتح أبي الباب رأينا الأرضية مبللة وكأنما بالداخل ينتظرنا ويرحب بنا سيول وأنهار . ودخلنا ورحنا نقترب شيئا فشيئا لنرى مصدر تلك المياه . واذ بنا نجد غسالة الملابس مفتوح عليها المياه على أقوى درجة والغسالة بنفسها تلف وتدور ! . وكأنما تغسل ملابس ولا يجد بها ملابس . كانت فارغة فقط مياه ! . كان يوما لا نحسد عليه .. منزلنا كاد يغرق ، خزان السطح وما بحوزته أصبح في عقر دارنا من كمية المياه . أغلقنا الحنفية و أوقفنا الغسالة والحيرة تقتلنا ! .

يا ترى هل الجان هم سبب كل تلك المواقف؟ .

التجربة بقلم : روح أبها

guest
9 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى